عشرات آلاف الأردنيين والعرب زاروا، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مناطق سياحية وأثرية في محافظات المملكة الشمالية، كثيرون منهم يزورونها للمرة الأولى، وغالبيتهم يعبرون عن دهشتهم لوجودها.
وتضم المملكة آلاف المواقع السياحية والأثرية والطبيعية، تفوق أهميتها وجمالها أهمية وجمال المواقع المحدودة التي تضخ وزارة السياحة الأردنية وهيئة تنشيط السياحة ملايين الدنانير لتسويقها ووضعها على الخارطة العالمية. وتواصل الوزارة والهيئة سلوك الطريق السهل، فتركز على تسويق مواقع مثل مدينة البتراء المنحوتة في الصخور، والمسجلة كإحدى عجائب الدنيا السبع "الجديدة"، ومدينة جرش الأثرية، والبحر الميت، وغيرها من المواقع التي حجزت لنفسها منذ زمن موقعاً في قائمة التراث العالمي، جعلها بغنى عن التسويق بصيغته التقليدية المنتهجة.
وأمام بؤس الجهات المعنية بتسويق المملكة سياحياً، تصدى ناشطون محليون للمهمة، مستغلين الربيع الذي دخل قراهم ومناطقهم مبكراً هذا العام. وفي ما يبدو جهداً منظماً، بث المواطنون آلاف الصور، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قراهم ومدنهم، مسوقين للطبيعة المجهولة والمواقع الأثرية المنسية، وهي الصور التي جرى تناقلها على نطاق واسع، وسط دهشة المتابعين وإعلانات صريحة عن الرغبة في تنظيم رحلات لاكتشافها.
وللإنصاف، فإن حماسة الناشطين الأردنيين للتسويق لمناطقهم، جاءت بعد أن بث سياح خليجيون ومصريون، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً وفيديوهات لمواقع زاروها في المملكة وتركت الدهشة في نفوسهم، فقرروا الترويج لها. ويعود الفضل لقوة مواقع التواصل الاجتماعي في إعادة اكتشاف الأردن، ولها الفضل في تحفيز عشرات آلاف الأردنيين للتنزه في المناطق المنسية والفقيرة والتي تعاني تهميشاً وغياباً للتنمية.
لكن ذلك لا يكفي، فآلاف المتنزهين ينتهجون سلوكاً تقليدياً في التخطيط لرحلاتهم، إذ يجلبون معهم كل ما يحتاجون إليه، من دون أن يفيدوا المجتمع المحلي، وغالباً يخلفون خلفهم النفايات التي تشوه المكان وتحرم الآخرين من حق التمتع به. وبعد أن حركت مواقع التواصل الآلاف، ينتظر أن تتحرك المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي للاستثمار في المشاريع التجارية والسياحية، بما ينعكس على الواقع الاقتصادي الهش لتلك المناطق، وبما يجعلها وجهة سياحية دائمة، وليست موسمية.
وتضم المملكة آلاف المواقع السياحية والأثرية والطبيعية، تفوق أهميتها وجمالها أهمية وجمال المواقع المحدودة التي تضخ وزارة السياحة الأردنية وهيئة تنشيط السياحة ملايين الدنانير لتسويقها ووضعها على الخارطة العالمية. وتواصل الوزارة والهيئة سلوك الطريق السهل، فتركز على تسويق مواقع مثل مدينة البتراء المنحوتة في الصخور، والمسجلة كإحدى عجائب الدنيا السبع "الجديدة"، ومدينة جرش الأثرية، والبحر الميت، وغيرها من المواقع التي حجزت لنفسها منذ زمن موقعاً في قائمة التراث العالمي، جعلها بغنى عن التسويق بصيغته التقليدية المنتهجة.
وأمام بؤس الجهات المعنية بتسويق المملكة سياحياً، تصدى ناشطون محليون للمهمة، مستغلين الربيع الذي دخل قراهم ومناطقهم مبكراً هذا العام. وفي ما يبدو جهداً منظماً، بث المواطنون آلاف الصور، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قراهم ومدنهم، مسوقين للطبيعة المجهولة والمواقع الأثرية المنسية، وهي الصور التي جرى تناقلها على نطاق واسع، وسط دهشة المتابعين وإعلانات صريحة عن الرغبة في تنظيم رحلات لاكتشافها.
وللإنصاف، فإن حماسة الناشطين الأردنيين للتسويق لمناطقهم، جاءت بعد أن بث سياح خليجيون ومصريون، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً وفيديوهات لمواقع زاروها في المملكة وتركت الدهشة في نفوسهم، فقرروا الترويج لها. ويعود الفضل لقوة مواقع التواصل الاجتماعي في إعادة اكتشاف الأردن، ولها الفضل في تحفيز عشرات آلاف الأردنيين للتنزه في المناطق المنسية والفقيرة والتي تعاني تهميشاً وغياباً للتنمية.
لكن ذلك لا يكفي، فآلاف المتنزهين ينتهجون سلوكاً تقليدياً في التخطيط لرحلاتهم، إذ يجلبون معهم كل ما يحتاجون إليه، من دون أن يفيدوا المجتمع المحلي، وغالباً يخلفون خلفهم النفايات التي تشوه المكان وتحرم الآخرين من حق التمتع به. وبعد أن حركت مواقع التواصل الآلاف، ينتظر أن تتحرك المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي للاستثمار في المشاريع التجارية والسياحية، بما ينعكس على الواقع الاقتصادي الهش لتلك المناطق، وبما يجعلها وجهة سياحية دائمة، وليست موسمية.