واجتمع دبلوماسيون في الأمم المتحدة، الخميس، للتباحث في مشروع القرار الذي قدّمته البعثة الأميركية، بُعيد أيام على إعلان أنّ طفلاً توفي و18 شخصاً على الأقل واجهوا صعوبات في التنفس في الغوطة الشرقية، بعدما تعرّضت إلى قصفٍ من قوات النظام السوري.
ويدعو مشروع القرار الأميركي، بحسب "فرانس برس"، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية تحت اسم "آلية التحقيق الأممية المستقلة" (يونيمي) تكون مدة تفويضها سنة واحدة ومهمتها "تحديد المسؤولين عن شن هجمات بالسلاح الكيميائي في سورية".
ولكن دبلوماسياً في المنظمة الدولية أكد لـ"فرانس برس"، أنّه من المستبعد كثيراً أن توافق روسيا على مشروع القرار الأميركي، أو تسمح بتمريره.
وأكدت "مديرية الصحة في ريف دمشق" التابعة للمعارضة السورية، في بيان، مقتل طفل وإصابة ثمانية عشر مدنياً، الأحد، بحالات "تخرش" شديدة في الجهاز التنفسي وإغماء ودوار وغشاوة في العيون، نتيجة تعرّض بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية، لقصف بمواد سامة، يُرجّح أنّها غاز الكلور.
وأضاف البيان أنّ "رائحة الكلور كانت عالقة بملابس المصابين، وأكد المسعفون والأهالي، عبر شهاداتهم عن الحادثة، انتشار رائحة الكلور في المنطقة التي تعرّضت للقصف".
وقبل ثلاثة أشهر، استخدمت روسيا حق النقض، لمنع التجديد لفريق تحقيق تابع للأمم المتحدة حول الهجمات الكيميائية في سورية، في "فيتو" أطلق رصاصة الرحمة على هذا التحقيق. وكانت موسكو وصفت، الإثنين، التقارير التي تحدّثت عن هجوم كيميائي استهدف الغوطة الشرقية، بأنّها "روايات زائفة".
الضغط على الأسد
إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة، الخميس، روسيا إلى الضغط على رئيس النظام السوري بشار الأسد، للالتزام بالهدنة التي طالب بها مجلس الأمن في سورية لمدة 30 يوماً، محذرة من أنّ فشل الهدنة "مقلق".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) دانا وايت، إنّ "نظام الأسد يستمر في مهاجمة مواطنيه خصوصاً في الغوطة الشرقية". وتابعت: "نحن لا نسعى لنزاع مع النظام السوري، لكننا ندعو روسيا لكبح جماح نظام الأسد".
— Dana W. White - DoD (@ChiefPentSpox) March 1, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Dana W. White - DoD (@ChiefPentSpox) March 1, 2018
|
ورغم إصدار مجلس الأمن الدولي، السبت، القرار 2401 الذي يطالب بوقف شامل لإطلاق النار في سورية، "من دون تأخير" لمدة 30 يوماً، أعلنت روسيا هدنة "إنسانية" في الغوطة الشرقية، بدأت الثلاثاء وتستمر يومياً لخمس ساعات فقط بين الساعة التاسعة صباحاً (07:00 توقيت غرينتش) والثانية من بعد الظهر، ويُفتح خلالها "ممر إنساني" عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.
إلا أنّ القصف والعمليات العسكرية، استمرت في الغوطة المحاصرة، الخميس، كما لم يسجل منذ بدء هذه "الهدنة" خروج مدنيين عبر المعبر المحدد لذلك شمال شرق دمشق.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، إنّ "فشل وقف إطلاق النار يطرح تساؤلات حول الالتزام الروسي بوقف تصعيد العنف وبالتفاوض من أجل حل سياسي". وأشارت إلى أنّ "عجز روسيا عن السيطرة على مناطق المعارك التي تعمل بها أمر مزعج".
ممرات روسيا "مزحة"
وفي السياق، قالت الخارجية الأميركية، الخميس، إنّ "تصريحات روسيا بشأن الممرات الإنسانية بالغوطة الشرقية تبدو وكأنّها "مزحة".
وقالت متحدثة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، خلال مؤتمر صحافي من واشنطن، ردّت فيه على تصريحات لافروف حول "فتح ممرات إنسانية بالغوطة": "إذا نظرتم للممرات الإنسانية التي يتم الحديث عنها، لرأيتم أنّه لم يستخدمها أحد، فالناس يخافون مغادرة الغوطة".
— Department of State (@StateDept) March 1, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Department of State (@StateDept) March 1, 2018
|
وتابعت، بحسب "الأناضول": "وذلك لأنّهم يعتقدون أنّها تابعة لقوات الأسد، ومن ثم فإنّ حديث روسيا عن ممرات إنسانية مزعومة أمر يبدو وكأنه مزحة ليس أكثر".
وتحاصر قوات النظام السوري 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، منذ عام 2013، وتشنّ فيها، منذ فترة أعنف حملة عسكرية أسفرت حتى الآن عن مقتل وجرح أكثر من 600 مدني، بينهم نحو 150 طفلاً.
(العربي الجديد)