تترأس رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، اليوم الأربعاء، اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، قبل أن تبت في مسألة فرض عقوبات على روسيا، في ظل غياب توضيحات من موسكو، حول تسمم رجل الاستخبارات الروسي السابق سيرغي سكريبال.
وبعدما رأت أنّه "من المرجّح جداً" أن تكون روسيا "مسؤولة" عن حادث التسمم، أمهلت ماي موسكو، حتى منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، لتقديم ردّ أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
لكن السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفنكو، صرّح، بعد ظهر الثلاثاء، أنّ "روسيا لن ترد على الإنذار"، قبل أن "تتسلّم عينات من المادة الكيميائية" التي استخدمت.
وبعدما أكّد "براءة" روسيا، قال إنّه اقترح على الحكومة البريطانية فتح "تحقيق مشترك"، وحذّر من أنّ موسكو سترد إذا اُتخذت إجراءات ضدها.
وكان سيرغي سكريبال (66 عاماً) وابنته يوليا (33 عاماً) تعرّضا للتسميم، بواسطة غاز أعصاب، في مدينة سالزبري، في جنوب غربي بريطانيا، في 4 مارس/آذار الحالي.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في وقت متأخر يوم السبت، أنّ آثاراً لغاز الأعصاب عُثر عليها في مطعم إيطالي تناول فيه سكريبال وجبة قبل أن يفقد الوعي، والغاز معروف باسم "نوفيتشوك" وهو سلاح طوره الاتحاد السوفييتي في نهاية الحرب الباردة.
وارتفع منسوب التوتر بين بريطانيا وروسيا، مع استدعاء كل من موسكو ولندن، السفيرين البريطاني والروسي على التوالي، في خطوة تنبئ بالمزيد من التوتر في الأيام المقبلة، ما قد ينعكس على مختلف القطاعات غير السياسية، خصوصاً الرياضية منها، وتحديداً نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة بين يونيو/حزيران، ويوليو/تموز المقبل في روسيا.
وبما بدا وكأنه ردّ روسي على استدعاء بريطانيا السفير الروسي لديها، ألكسندر فلاديميروفيتش ياكوفنكو، استدعت موسكو السفير البريطاني لديها، لوري بريستاو، للاستفسار عن الاتهامات البريطانية لروسيا، بالضلوع في تسميم سكريبال.
وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلاً عن وزارة الخارجية الروسية، أنّ "تهديد بريطانيا بمقاطعة كأس العالم لكرة القدم 2018 بسبب تسميم سكريبال، سيلحق الضرر بالعلاقات مع موسكو وسيؤثر على الرياضة العالمية. واقترح بعض المسؤولين البريطانيين مقاطعة كأس العالم الذي تستضيفه روسيا هذا العام رداً على ذلك.
وقالت الهيئة المنظمة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة البريطانية، الإثنين، إنّها ستنتظر نتائج اجتماع، اليوم الأربعاء، قبل النظر في الترخيص الممنوح لشبكة "روسيا اليوم"، معتبرة أنّها أداة دعاية موالية للكرملين.
وحذرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الثلاثاء، من أنّه لن يسمح لأي وسيلة إعلام بريطانية بالعمل في روسيا، في حال إغلاق محطة "روسيا اليوم" في بريطانيا.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أنّ على روسيا تقديم أجوبة "لا لبس فيها" في مسألة تسميم جاسوس روسي وابنته، وذلك إثر اتصال هاتفي بين ترامب ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي.
وقال البيت الأبيض، إنّ ترامب وماي "يعتبران أنّه لا بد أن تكون هناك عواقب إزاء الذين يستخدمون هذه الأسلحة المشينة، في خرق فاضح للأعراف الدولية".
ويأتي التوتر في العلاقات بين بريطانيا وروسيا، قبل أيام على الانتخابات الرئاسية في روسيا التي ستجرى الأحد، ويرجّح فوز الرئيس فلاديمير بوتين فيها.