أسوأ يوم لجاريد كوشنر في البيت الأبيض

28 فبراير 2018
حمل كوشنر المسؤولية لجون كيلي(براندون سميالوفسكي/Getty)
+ الخط -
اعتبر موقع "بزنس إنسايدر" أن يوم أمس الثلاثاء، كان أسوأ أيام جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الإطلاق، طوال الفترة الصاخبة التي قضاها حتى الآن في البيت الأبيض.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الأربعاء، أنّ مسؤولين من أربع دول على الأقل، هي الصين والإمارات وإسرائيل والمكسيك، ناقشوا سراً كيف تمكنهم السيطرة على كوشنر، ساعين بحسب مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، لـ"استغلال ترتيبات أعمال كوشنر ومصاعب مالية يواجهها وافتقاره للخبرة في السياسة الخارجية".

وبحسب الموقع، فقد بدأ يوم كوشنر الثقيل أمس بحرمانه من حضور الإفادة اليومية التي تقدمها الاستخبارات الأميركية للرئيس، والتي تُعدّ أهم تقرير للاستخبارات، وذلك مع فرض البيت الأبيض مزيداً من الضوابط بشأن الاطلاع على الأسرار. ويبدو أن جاريد كوشنر قد انتهك القانون الانتخابي المعروف بـ"هاتش أكت" (الذي يعود للعام 1939)، كما شهد أمس إعلان الرجل الذي يشكل يده اليمنى ومساعده الإعلامي، جوش رافيل، مغادرته البيت الأبيض.

خرق القانون

وصباح أمس، أعلنت حملة ترامب تعيين براد بارسكايل لقيادة حملة ترامب الانتخابية لرئاسيات 2020. ونقل عن كوشنر، الذي كان أساسياً في حملة ترامب 2016 وعمل عن قرب مع بارسكايل، بصفته "مستشاراً كبيراً ومساعداً للرئيس"، تأكيده على أهمية دور بارسكايل خلال حملة ترامب الرئاسية السابقة.

هكذا، لم يمر وقت طويل، كما يقول موقع "بزنس انسايدر"، ليتجلى للخبراء في الحملات الانتخابية أن جاريد كوشنر انتهك قانون "هاتش أكت"، مستخدماً منصبه في البيت الأبيض في الإعلان الأخير حول المدح ببارسكايل. ويمنع "هاتش أكت" الموظفين الحكوميين من استغلال مناصبهم في طموحات سياسية. وهو قانون لطالما أوقع موظفي ترامب في الفخ.

وسرعان ما سُحب منصب كوشنر من نسخة الإعلان التي ظهرت على موقع الحملة الانتخابية لدونالد ترامب. وينقل "بزنس انسايدر" عن جوردان ليبوفيتز، المتحدث باسم مجموعة "مواطنون للمسؤولية والأخلاقيات" (CREW) في واشنطن، تأكيده أن ما حصل هو "انتهاك واضح للقانون. فالمسؤولون في البيت الأبيض ممنوعون من استغلال مناصبهم في حملات انتخابية. ومحامونا يبحثون اليوم إمكانية الملاحقة القضائية" بحق صهر الرئيس الأميركي. وبحلول المساء، كانت CREW قد قدمت فعلاً شكوى لانتهاك "هاتش أكت".

وكان كوشنر قد تعرض لنكسة أخرى أمس، وذلك بعد وقت قصير، من إعلان موقع حملة ترامب الانتخابية. فقد بدأت الأخبار تخرج إلى العلن حول المغادرة الحتمية من البيت الأبيض لمساعده جوش رافيل. ومن المعروف أن الأخير عمل عن قرب مع جاريد وزوجته إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي، وهو اشتهر بكونه "مدير الأزمات" داخل الإدارة. وفي هذا الشأن، قال مسؤول في البيت الأبيض لموقع "اكسيوس": إننا دائماً نستنجد بجوش لدى حصول أزمة. وهو يبرع دائماً في حل أسوأ الأمور.




وبعد قضية جوش رافيل، اكتمل ثلاثاء جاريد كوشنر السيئ بحرمانه من حضور الإفادة اليومية التي تقدمها الاستخبارات الأميركية للرئيس.

وخسر كوشنر أمس حقّ الاطلاع على المعلومات المصنفة "سرية للغاية" في البيت الأبيض. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هوكابي إن صهر الرئيس "هو عنصر في الفريق له تقدير كبير، وسيواصل القيام بالعمل المهم الذي لا يزال يقوم به منذ دخوله إلى الإدارة". ويمسك كوشنر بملفات حساسة داخل البيت الأبيض، منها رسم سياسة البيت الأبيض تجاه المكسيك وكندا والصين، وكذلك عملية السلام في الشرق الأوسط.

وما يعنيه القرار الجديد، هو أن صهر الرئيس الأميركي سيفقد حق الإطلاع على جميع إفادات وكالة الأمن القومي الأميركية، وذلك بحسب نيد برايس، وهو متحدث سابق في الأمن القومي عمل في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وأضاف برايس، بحسب ما تنقل عنه "بزنس انسايدر"، أن "كوشنر لم يعد بإمكانه أن يكون وسيطاً فعالاً في ما خص عملية السلام في الشرق الأوسط، هذا بغض النظر عما إذا كان فعالاً في السابق أم لا".

ويعتقد كوشنر أن كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي "يستخدم هذه الفرصة للإلقاء بإحباطه عليه". أما الديمقراطيون، الذين طالبوا لأشهر بحرمان كوشنر من حق الاطلاع على المعلومات البالغة السرية، فقد احتفلوا بالخبر أمس.

وفي ما يخص الجمهوريون، فقد اعتبر بعضهم، أن ما تلقاه كوشنر بالأمس هو أول "عقاب" يواجهه ترامب على سياسة "المحسوبية" التي يمارسها.