دي ميستورا يقدم ثلاثة مطالب لمجلس الأمن بشأن سورية

14 فبراير 2018
دي ميستورا: ما يجري يقوض الجهود للوصول لحل (Getty)
+ الخط -

قدم المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الأربعاء، خلال جلسة مجلس الأمن المنعقدة في نيويورك، 3 مطالب رئيسية بخصوص الأزمة السورية، فيما هاجمت مندوبة واشنطن، نيكي هيلي، إيران، مؤكدة أنها "تخاطر بالصراع وتختبر معه نوايا الجيران"، قبل أن تعلن دعم واشنطن لإسرائيل بشأن التصعيد الأخير، المتمثل في سقوط مقاتلة إسرائيلية عقب عودتها من تنفيذ غارات في العمق السوري. 

وقال دي ميستورا: "أتقدم لكم بثلاثة مطالب أساسية، الأول العمل بشكل ملح لضمان تهدئة في سورية، وتقديم دعم قوي لعملية جنيف السياسية الرامية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة، وأخيراً المساندة في تنفيذ القرار رقم 2254". 

والقرار 2254 تبناه مجلس الأمن بالإجماع في 18 ديسمبر/كانون الأول 2015، والمتعلق بوقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سورية. 

وحذر، في إفادته، من أن "ما يجري في سورية حالياً يقوض الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة"، مشدداً على ضرورة أن تقوم جميع الأطراف في سورية بتهدئة غير مشروطة لحماية المدنيين، لأن التطورات الحالية "تهدد الاستقرار". 

وأضاف المبعوث الأممي: "لقد شهدنا سلسلة تصعيدات خطيرة ومقلقة، بما في ذلك داخل مناطق خفض التوتر التي أقامها ضامنو مباحثات أستانة (تركيا وروسيا وإيرن) وخارجها، وكان هناك عودة وكر وفر بشأن الاستيلاء على الأراضي في إدلب (شمال) وحماة (وسط)". 

وذكر أنه تم تشريد 320 ألف شخص نتيجة القتال الدائر في إدلب على مدار الشهرين الماضيين فقط، مشيراً إلى تلقيه تقارير حول سقوط قذائف ثقيلة على المناطق السكنية بدمشق، ما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية للمدينة.

وأشار دي ميستورا إلى أنه "في عطلة الأسبوع الماضي، شهدنا تقارير إسرائيلية تحدثت عن طائرة درون إيرانية (بدون طيار) اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي وهو ما أنكرته طهران". 

والسبت الماضي، قالت إسرائيل، إنها أسقطت طائرة بدون طيار إيرانية اخترقت "الأجواء الإسرائيلية" انطلاقاً من سورية، ونفذت على إثر ذلك غارات بواسطة طائراتها المقاتلة، أسفرت عن سقوط طائرة من نوع "إف 16" بعد إصابتها بصواريخ مضادات الطيران السورية. 

وفي السياق، أشار المبعوث الأممي إلى أنه لم تصل أي قافلة إنسانية للمناطق المحاصرة في سورية منذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي.

من جهتها، قالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إن "النظام السوري لا يريد السلام إلا وفق شروطه"، دون تفاصيل عن تلك الشروط التي تحدثت عنها.

وحذرت هيلي من "استمرار بشار الأسد في قصف وتجويع المدنيين وإطلاق الغاز عليهم في سورية"، مؤكدة لأعضاء المجلس أن "تحقيق السلام أصبح أمرًا ملحًا"، قبل أن تستدرك: "لا يمكن تعزيز السلام من ناحية، ومن ناحية أخرى نتجاهل واقع داعمي الإرهاب في المنطقة، كإيران و"حزب الله"، اللذين يسعيان إلى البقاء في سورية". 

وشددت على أن "الكثير من أعمال العنف تجري في مناطق التهدئة، بينما تحتفظ أميركا لنفسها بحق الرد في الدفاع عن نفسها في سورية". 

ومناطق التهدئة أو "خفض التوتر" هي التي جرى تحديدها من قبل تركيا وروسيا وإيران، في إطار المباحثات التي جرت بالعاصمة الكازاخية أستانة في مايو/أيار من العام الماضي، وتشمل 4 مناطق سورية هي إدلب، وحلب (شمال غرب)، وحماة (وسط)، وأجزاء من اللاذقية (غرب). 

وأكدت المندوبة الأميركية أن "الولايات المتحدة تساند بشكل كامل اقتراح دي ميستورا لعودة أطراف الصراع السوري إلى جنيف والبدء في مهمة لجنة إعداد الدستور طبقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254"، مضيفة أنه "يتعين علينا جميعًا مساندة المبعوث الأممي في ذلك"، مبرزة أنه "لن نتوصل إلى السلام ما دام الأمر يتفاقم على الأرض ويؤثر في كافة أرجاء المنطقة". 

وأوضحت أنه "في بداية الأسبوع الحالي أطلقت إيران طائرة درون (بدون طيار) باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وهذا تصعيد خطير تخاطر فيه إيران بالصراع وتختبر معه نوايا الجيران"، مشددة على أن "إسرائيل اتخذت بالفعل إجراءات، وأميركا تقف دائماً إلى جانب حلفائها.. إن هذه الحادثة تظهر لنا بوضوح أن هناك أطرافًا تخاطر بتعدي الحدود".


(الأناضول)