عباس: لا يمكن أن تكون واشنطن الوسيط الوحيد للسلام

12 فبراير 2018
عباس وبوتين خلال لقائهما اليوم (فرانس برس)
+ الخط -
أبلغ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم الإثنين، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن "واشنطن لا يمكن أن تكون الوسيط  الوحيد في عملية السلام".

وأضاف عباس، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، عقب اجتماع مصغر جمعه ببوتين في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو، أن مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن "فعليّاً مغلق"، مستدركًا بالقول إن ممثل فلسطين هناك "يمارس عمله دون أي صفة"، ومضيفًا أن العلاقات أيضًا مع القنصلية الأميركية في القدس مقطوعة.

وتابع أن "الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فاجأنا بعد فترة قصيرة بالصفعة، أو الصفقة، ثم أتبع هذا القرار بوقف المساعدات أولًا عن الأونروا، ثم قال سنقطع المساعدات عنكم لأنكم ترفضون المفاوضات، لكن نحن لم نرفض يومًا الذهاب للمفاوضات أو اللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين".

وأردف الرئيس الفلسطيني أنه "في حال عقد مؤتمر دولي، نطلب ألا تكون الولايات المتحدة الوسيط الوحيد بل أن تكون فقط واحدًا من الوسطاء".

في المقابل، نقلت وكالات أنباء روسية عن بوتين قوله، في مستهل اجتماعه مع عباس، إنه تحدث عبر الهاتف مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وناقش معه عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأضاف بوتين أن "الوضع في المنطقة أبعد ما يكون عما تتمنى موسكو رؤيته".

من جانبه قال البيت الأبيض إن "ترامب أبلغ بوتين في اتصال هاتفي أن الوقت حان للعمل صوب اتفاق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

في سياق منفصل، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في تصريحات له، على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن فلسطين لن تقبل بإجراء مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي إلاّ على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية، وليس بالشروط والإملاءات القائمة على جرائم الحرب.

وشدد عريقات على أن دعم الولايات المتحدة لسياسات إسرائيل المنافية لقواعد القانون الدولي سيدمر حل الدولتين المجمع عليه دولياً، ويشجع أكثر على سياسة "الأبارثهايد" التي تمارسها سلطات الاحتلال على الأرض.

وأوضح أن تلك التصريحات ما هي إلا استمرار لسياسة فرض الإملاءات الإسرائيلية بتواطؤ أميركي مع المخططات الاستعمارية الإسرائيلية.

وقال إن "إسرائيل اتخذت قراراً من جانب واحد بالتنسيق مع الإدارة الأميركية في ما يتعلق بقضايا الحل النهائي، ففي غضون أقل من ثلاثة أشهر، تم الكشف عن ثلاث محاولات لإضفاء الشرعية على خروقات إسرائيل للقانون الدولي، من خلال الإملاءات الأميركية، وقد جرت أول محاولة من أجل إسقاط ملف القدس من الطاولة، ثم محاولة إسقاط قضية اللاجئين الفلسطينيين، والآن  يتم تشجيع سرقة الأراضي بموافقة أميركية لضم الأراضي الفلسطينية لإسرائيل".



وأضاف عريقات: "دعونا نكون واضحين، لم نكلف الإدارة الأميركية أو أي طرف آخر بالتفاوض بالنيابة عنا، وهذا بالتحديد السبب في اتهام الولايات المتحدة لنا بعدم الرغبة في السلام، إن التنسيق الإسرائيلي الأميركي لا يتعلق بتحقيق سلام عادل ودائم، بل حول إضفاء الشرعية على الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

وشدد عريقات على الموقف الفلسطيني الثابت بعدم الاعتراف باحتلال إسرائيل وضمها للقدس وللأرض الفلسطينية المحتلة، وستتخذ جميع التدابير الممكنة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومحاسبة القوة القائمة بالاحتلال، مؤكدا التمسك بوحدة أرض دولة فلسطين ورفض أية تقسيمات أو وقائع مفروضة من إسرائيل وغيرها من الدول الخارجة عن القانون.

وأشار عريقات إلى أن الشعب الفلسطيني صامد على هذه الأرض في مواجهة المخططات التصفوية لقضيته حتى جلاء الاحتلال، وتجسيد سيادة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الأبدية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين وفقاً للقرار الأممي 194، والإفراج عن جميع الأسرى.

المساهمون