رسائل إيرانية للداخل والخارج في ذكرى الثورة الإسلامية

11 فبراير 2018
الذكرى مناسبة لترديد الشعارات الإيرانية (عطا كيناري/ فرانس برس)
+ الخط -
أحيا الإيرانيون ذكرى انتصار الثورة الإسلامية التاسعة والثلاثين، اليوم الأحد، بخروجهم في عدة مدن بمظاهرات، أيدوا خلالها شعارات الثورة ونظامها الإسلامي ورددوا شعارات مناوئة لأميركا وإسرائيل، كما شارك فيها مسؤولون كثر، استغلوا المناسبة لتوجيه رسائل للداخل والخارج، بما أنها تأتي عقب موجة احتجاجات الشهر الماضي، وبعد يوم من الاشتباك الإيراني الإسرائيلي فوق الأراضي السورية.

وفي العاصمة طهران، عرضت القوات المسلحة الإيرانية عدداً من الأسلحة والتجهيزات العسكرية، وأهمها صاروخ "قدر" الباليستي والذي يصل مداه لألفي كيلومتر، ويعد النسل الجديد من صواريخ "شهاب".

من جهته، ألقى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الكلمة الرئيسة للاحتفالات في ساحة "أزادي" (أو الحرية)، الواقعة غربي العاصمة، وقال إن لبلاده الفضل في الوقوف بوجه المخططات التي استهدفت دولاً في المنطقة من قبيل سورية والعراق ولبنان وكانت ترمي لتقسيمها، واعتبر أن طهران انتصرت على الإرهاب وتنظيم "داعش".

وأضاف روحاني أن المساعدات الإيرانية لسورية والعراق حققت ثمارها، كما أن دور اللبنانيين ووعيهم ودعم الدول الصديقة لهم وقف بوجه المخطط الإسرائيلي الأميركي، حسب رأيه.

ورفض روحاني التدخل الأميركي في شؤون بلاده الداخلية، واعتبر أن الشعب الإيراني هو من أحبط مخططات واشنطن، كما أن المجتمع الدولي خذل أميركا ولم يلبِّ مساعيها، قائلاً إن "الولايات المتحدة سعت لتخريب أكثر من اتفاق إقليمي، كما حاولت تمزيق الاتفاق النووي"، محذراً إياها من مغبة فعل هذا الأمر الذي سينعكس سلباً عليها بالدرجة الأولى.

ورأى الرئيس الإيراني أن الأمور في المنطقة تتجه نحو الاستقرار، بينما بدأت أميركا تتجه نحو الضعف، داعياً دول الإقليم لاتباع الخيارات السياسية التي من شأنها حل كافة النزاعات والقضايا العالقة.

من جهته، شارك رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، في المراسم الاحتفالية التي أقيمت في شيراز، ووجه خطابه للرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وقال "قد يكون لدينا مشكلات اقتصادية لكننا لسنا متخلفين ذهنياً مثلك". ورأى أن تصريحات هذا الأخير مهينة للإيرانيين.

وذكر لاريجاني أن "أميركا تحاول استغلال المشكلات الاقتصادية في الداخل الإيراني وإحباط الشارع لإيجاد بلبلة، لكن مخططاتها باءت بالفشل" داعياً للوحدة والانسجام الداخلي.

كما تطرق قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، للأحداث الأخيرة والمظاهرات الاعتراضية التي خرجت في إيران قبل فترة، ورأى أن الإيرانيين وقفوا بوجه مخططات الأعداء بعد هذه المظاهرات وحتى خلال احتجاجات عام 2009.

وفي كلمته التي ألقاها في كرمان، أشاد سليماني بدور الحرس الثوري، ودعا المسؤولين في البلاد لحل المشكلات المعيشية، ورأى أن الوضع في إيران أفضل من العديد من البلدان التي تفتح علاقات مع أميركا، معتبراً أنّ هذه العلاقات تجعلهم أتباعاً للولايات المتحدة.

أما المستشار العسكري للمرشد الإيراني، رحيم صفوي، فقال إن عمر أميركا وإسرائيل يتجه نحو نهايته، وعلق على إسقاط الطائرة الإسرائيلية في سورية قائلاً إن "أميركا فشلت في بناء شرق أوسط جديد وتراجعت في سورية والعراق".

وفي هذا الصدد كذلك، نفى أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، علي شمخاني، كل الاتهامات الإسرائيلية الموجهة لبلاده فيما يتعلق بالطائرة المسيرة التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية، واعتبر أنها تصريحات كاذبة "فإسقاط طائرة من دون طيار لا يحتاج إطلاق مقاتلة حربية من طراز اف 16".


اعتبر شمخاني أن "ما حدث في سورية مهم للغاية، فزمن الاختراقات الإسرائيلية للمجال الجوي السوري قد ولى"، وفيما يرتبط بالقصف الإسرائيلي لقواعد ومراكز لقوات إيرانية في سورية، نفى شمخاني هذا أيضاً، قائلاً إنه لا يوجد لدى إيران أي قوات هناك، وتقتصر مشاركتها على حضور مستشارين عسكريين، حسب تعبيره.