وقال المصدر، الذي قرأ نص التسجيلات الصوتية لمقتل خاشقجي، إنه "من الواضح أن عملية القتل لم تكن محاولة خرقاء بل تنفيذ خطة معد لها مسبقاً لقتل خاشقجي".
وقال المصدر إن نص التسجيلات يشير إلى إجراء عدة اتصالات تليفونية للإبلاغ بالتطورات. وتعتقد السلطات التركية أن الاتصالات جرت مع مسؤولين رفيعي المستوى في الرياض.
ويبدأ نص التسجيلات الصوتية منذ لحظة دخول خاشقجي إلى القنصلية السعودية بإسطنبول. وقال المصدر إن خاشقجي انتبه فور دخوله القنصلية تقريباً إلى أن الأمور ليست على ما يرام عندما رأى أحد الأشخاص الذين قابلوه، وسأله خاشقجي: ماذا تفعل هنا؟
وقال المصدر إن الصوت الذي جرى التعرف إليه في التسجيلات هو صوت ماهر عبد العزيز المطرب، دبلوماسي سعودي سابق وضابط بالاستخبارات يعمل لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال الرجل الذي ظهر صوته في التسجيلات لخاشقجي: "سوف تعود"، وردّ عليه خاشقجي: "لا يمكنك فعل ذلك... هناك أشخاص ينتظرونني بالخارج"، حيث كانت خطيبة خاشقجي تنتظر خارج القنصلية ومعها توجيهات من خاشقجي للاتصال بأشخاص آخرين إذا لم يخرج.
ودون أي مناقشات أخرى بين خاشقجي والرجل الذي تحدث معه، بحسب المصدر، تشير التسجيلات إلى أن عدة أشخاص هاجموا خاشقجي، وتبعت ذلك ضوضاء، وسرعان ما كان خاشقجي يكافح من أجل الحصول على هواء.
وقال المصدر إن صوت خاشقجي كان مسموعاً وسط الضوضاء وهو يكرر أنه غير قادر على التنفس. ورغم مناشدته اليائسة، كانت آخر كلمات مسموعة له في التسجيلات هي: "لا أستطيع التنفس".
ويشير نص التسجيلات الصوتية إلى صوت ضوضاء وأصوات عدة أشخاص آخرين. وقال المصدر إن السلطات التركية حددت صوت أحد هؤلاء الأشخاص بأنه صوت صلاح محمد الطبيقي، الطبيب الشرعي السعودي، وكانت الأسماء المحددة في نص التسجيلات، بالإضافة إلى خاشقجي، هي الطبيقي والمطرب فقط.
اتهام محمد بن سلمان
جاء ذلك في مقابلة مع برنامج "صانداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة فوكس نيوز الأميركية، يوم الأحد، فيما نفت السعودية في أكثر من مناسبة، عبر تصريحات رسمية، أي علاقة لولي العهد بالجريمة.
وقال غراهام إنه "لولا الولايات المتحدة لكان السعوديون يتحدثون الفارسية خلال أسبوع"، لافتاً إلى أن الجيش السعودي لا يستطيع القتال ومواجهة تحديات الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران.
ووصف الإحاطة التي قدمتها مديرة الاستخبارات المركزية الأميركية بشأن قضية خاشقجي بأنها "أكثر إحاطة إلماماً" تلقاها خلال فترة وجوده في الكونغرس.
وقال إن "الشخص المسؤول عن تنفيذ عملية (قتل خاشقجي) هو الذراع اليمنى لمحمد بن سلمان".
وأضاف: "ليس هناك شك لدى أي سيناتور حضر تلك الإحاطة في تورط بن سلمان بقتل السيد خاشقجي".
وأشار السيناتور الأميركي إلى أن "السعودية بحاجة إليهم أكثر مما هم بحاجة إليها".
وقال في هذا الصدد: "يزودوننا بـ 9% من وارداتنا النفطية، حاجتنا إليهم أقل بكثير من حاجتهم إلينا".
ولفت غراهام إلى أنه "ضد فكرة ضرورة بناء علاقة مع نظام مجرم، ومع سفاح مثل محمد بن سلمان لحماية أميركا من إيران"، مضيفًا: "على العكس من ذلك، بتعاوننا معه (بن سلمان) فإننا نضرّ بقدرتنا على حكم المنطقة".
وقال أيضًا إن "بن سلمان لم يتربّص فقط بخاشقجي، هو متربص بآخرين، أشخاص ألقى القبض عليهم في دول أخرى وأحضرهم إلى السعودية فقط لكونهم منتقدين في تلك البلدان".
وتابع: "هو وضع رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) تحت الإقامة الجبرية في أكثر مشهد غرابة رأيته منذ عشرين سنة، ويستمر هذا المشهد ويستمر".
وشدد غراهام بالقول: "حسناً، سنعتبره متواطئاً، سنجري تصويتاً في مجلس الشيوخ، ونقول إن محمد بن سلمان كان متواطئاً في جريمة خاشقجي".
وتابع: "لن أدعم أبداً أي صفقات لبيع الأسلحة للسعودية".
ويوم الثلاثاء الماضي، عقدت هاسبل اجتماعات مغلقة، مع أعضاء لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ، لتقديم إفادة حول مقتل الصحافي السعودي خاشقجي، بقنصلية بلاده في إسطنبول، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
مطالب بطرد خالد بن سلمان
من جانبه، طالب السيناتور الجمهوري راند بول، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، بطرد السفير السعودي الأمير خالد بن سلمان من واشنطن، وذلك على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كما طالب الإدارة الأميركية بوقف تزويد المملكة بالسلاح الذي تستخدمه لقتل المدنيين، في إشارة إلى الحرب على اليمن.
وعاد خالد بن سلمان في الأسبوع الماضي إلى واشنطن، للمشاركة في مأتم الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، ثم استأنف عمله كالمعتاد، بعد غياب لأقل من شهرين قضاهما في المملكة بعد مقتل خاشقجي.
يذكر أن دوائر أميركية اتهمت خالد بن سلمان بأنه كان على علم بعملية الاغتيال، وربما يكون متواطئاً في تنفيذها، عبر تقديم ضمانات لفظية للصحافي الراحل، بالتوجه إلى القنصلية لتحصيل أوراقه الرسمية، الأمر الذي أثار نفوراً واسعاً منه، خاصة داخل الكونغرس.
ورغم أن السفارة السعودية نفت أن يكون خالد بن سلمان قد نصح خاشقجي بأن يتوجه إلى قنصلية إسطنبول، غير أن عدداً كبيراً من معارف الإعلامي المغدور يؤكدون الواقعة، ويجزمون بأنه التقى السفير السعودي في واشنطن مراراً في الأشهر الأخيرة.
كذلك، منذ مغادرة خالد بن سلمان واشنطن بعد حصول جريمة قتل خاشقجي، سرت شائعات تفيد بأن السفير ربما يتم تعيينه بدل شقيقه محمد، كولي للعهد، لكنها على ما يبدو كانت غير دقيقة.
(العربي الجديد، وكالات)