وحسب الدراسة التي أعدها الباحث أوفير فنتور، المتخصص في الشأن المصري، فإن المنتدى أوصى بتعزيز العلاقة مع إسرائيل، على اعتبار أن هذا يعد أحد المتطلبات المهمة لمساعدة مصر على مواجهة التحديات الاقتصادية والثقافية.
ونوهت الدراسة إلى أن المنتدى قدم العلاقة مع إسرائيل كأحد متطلبات تحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر، من خلال الإشارة إلى إسهاماتها في مجال التطوير الإقليمي والابتكار، ناهيك عن دورها في تعزيز "استقرار" المنطقة، حيث أشارت إلى أن المنتدى اعتبر أن تحقيق هذا الهدف يتطلب إحراز تقدم على صعيد تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضحت الدراسة أن السيسي حرص شخصياً، خلال مداخلاته في المنتدى، على التركيز على ضرورة أن تسهم أية تسوية سياسية للصراع مع الفلسطينيين في ضمان أمن إسرائيل وليس أمن الفلسطينيين فقط؛ حيث لفت معدّ الدراسة إلى أن السيسي عاد وانتقد "الأفكار المسبقة" السائدة في العالم العربي بشأن الصراع مع إسرائيل، والتي أفضت في الماضي إلى إهدار فرص تحقيق تسوية الصراع.
ونوهت الدراسة إلى أن المنتدى أبرز بشكل واسع وبإيجابية "إرث" الرئيس المصري الراحل أنور السادات في تحقيق "السلام" مع إسرائيل، ناهيك عن إشادة السيسي بدوره في تجنيب مصر خوض المزيد من الحروب.
وأشار فنتور إلى أنه حتى عندما تعرّض المنتدى للتسامح الديني، فإن منظميه حرصوا على إرسال رسائل إيجابية لإسرائيل، من خلال الإشارة إلى أن التعاطي الإيجابي مع اليهودية منغرس في أعماق الهوية الثقافية المصرية.
ولفت إلى أن السيسي شخصيا لم يستبعد أن تسمح مصر بتدشين كنس يهودية في مصر، في مؤشر على طابع "التسامح" إزاء اليهودية.
ولاحظت الدراسة أن فيلم "نقطة التقاء" الذي عُرض أمام المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمنتدى تضمّن رموزا يهودية، وضمنها حروف باللغة العبرية وصورة الكنيس اليهودي في القاهرة الذي يطلق عليه "إيفن عزرا"، حيث ظهرت عليه نجمة داود وشعلة.
وضمن "الإشارات الإيجابية" التي حرص منظمو المنتدى على بعثها لإسرائيل، كما ترى الدراسة، أن المجلة الرسمية التي تعبّر عن المنتدى، والتي تطرقت للفن بوصفه جسرا بين الثقافات، ذكرت أن النبي داود (ورد في الأصل الملك داود) قد عزف على قيثارة مصرية، وأن الموسيقى العبرية القديمة تأثرت بشكل كبير بالألحان المصرية والألحان التي كانت سائدة على ضفاف نهر النيل وحوض البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت الدراسة أن النظام المصري بعث برسالة من خلال مناشط المنتدى ترفع من قيمة "التثقيف على السلام كمتطلب للاندماج الإقليمي".
ودعت الدراسة، صناع القرار في تل أبيب، إلى استغلال الرسائل والروح التي انطلقت من منتدى الشباب في "شرم الشيخ"، وتشجيع تنظيم لقاءات بين الشباب الإسرائيلي والشباب العربي، وعلى وجه الخصوص الشباب المصري، على اعتبار أن هذه الخطوة تسهم في التعارف بينهم، وتجذير الفهم المتبادل، وتمهيد الطريق أمام تحقيق التعاون بين الجانبين.
ورأى معد الدراسة أنه يتوجب على إسرائيل المبادرة إلى تنظيم زيارات لقادة الرأي من الشباب المصري والعربي إلى تل أبيب، على اعتبار أن تجذير "قيم السلام" في أوساط الشباب يمثل "مصلحة استراتيجية مشتركة لكل دول المنطقة".
وذكرت الدراسة أنه في اليوم التالي لاختتام المنتدى، قدّم سفير مصر الجديد في تل أبيب، خالد عزمي، أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي روفي ريفلين، حيث حرص على التأكيد على أن "النموذج الإقليمي الذي تمثله مصر في قبول الآخر هو ما يميزها من خلال سمات التسامح والتعايش".