ترامب: سوف نعيد قواتنا من سورية بوتيرة بطيئة

31 ديسمبر 2018
ترامب يضطر إلى مراجعة قراره (سول لويب/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد أيام على قراره المفاجئ بسحب قوات بلاده من سورية، عاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الإثنين، إلى وسيلته المفضلة في التواصل "تويتر"، للتأكيد على صواب قراره وأنه يستحق أن ينظر له كأي بطل قومي، مشدداً، في الآن ذاته، على أن القوات الأميركية ستعود بوتيرة بطيئة إلى الوطن.


وكتب ترامب في تغريدته: "إن كان أحد ما غير دونالد ترامب قد حقق ما قمت به في سورية، التي كانت مليئة بالفوضى بسبب (داعش) حينما تسلمت منصب الرئاسة، فقد كان سينظر إليه كبطل قومي". وأضاف: "لقد تم القضاء بشكل شبه كلي على (داعش)، وسوف نعيد قواتنا بوتيرة بطيئة إلى الديار كي يكونوا بين أحضان عائلاتهم، وفي الآن نفسه سنواصل محاربة فلول (داعش)".



وفي تغريدة لاحقة قال: "لقد دافعت خلال حملتي الانتخابية عن الانسحاب من سورية ومن مناطق أخرى. الآن حينما بدأت في تنفيذ ذلك بدأ يحلو لوسائل الإعلام التي تفبرك الأخبار، وبعض الجنرالات الفاشلين الذين لم يكونوا قادرين على القيام بمهامهم قبل مجيئي، أن يبدوا تذمّرهم مني ومن التكتيكات التي أنفذها، والتي تؤتي أكلها. أنا أفعل فقط ما قلت إني سأقوم به".



وتابع في تغريدة أخرى: "الاستثناء الوحيد أن النتائج كانت أنجع بكثير مما قلت في البداية. لقد خضت حملتي ضد الحروب التي لا تنتهي أبداً. أفلا تتذكرون".



وفي تغريدة رابعة كتب: "أنا الشخص الوحيد في الولايات المتحدة الأميركية الذي يمكنه أن يقول: (سأعيد وحداتنا العسكرية إلى الديار، حاملين النصر)، وتتبعه حملة من التغطية الإعلامية المغرضة. من يصدرون مثل هذا التذمر هم أصحاب الأخبار المفبركة والنقاد الذين فشلوا طيلة أعوام عديدة. حتى إذا كنت قد قررت البقاء في مستنقع الحروب التي لا تنتهي، فإن ذلك ما كان ليسعدهم".

وفي وقت سابق، أبدى ترامب استعداده "لإبطاء" عمليّة سحب الجنود الأميركيّين من سورية، وذلك من أجل هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي بشكل نهائي، بحسب ما أكّد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرّب منه.
وغراهام الذي كان قد عبّر، في وقت سابق صباح الأحد، عن قلقه حيال قرار ترامب، خرج "مطمئنًا" بعد غداء جمعه مع الملياردير الجمهوري. وقال لصحافيّين لدى خروجه من البيت الأبيض إنّ "الرئيس مصمّم على ضمان أن يكون تنظيم داعش قد هُزم بالكامل عندما نُغادر سورية".
وأضاف غراهام "الرئيس يُدرك أنّنا في حاجة إلى إنهاء المهمّة. سنُبطئ الأمور بطريقة ذكيّة".
وفي وقت سابق يوم الأحد، كان غراهام قد دعا ترامب الى إعادة النظر في قراره سحب القوّات الأميركيّة من سورية، للتأكّد من أنّ التنظيم "لن يعود أبدًا".
والأسبوع الماضي، أمر الرئيس الأميركي بسحب القوات الأميركية المنتشرة في شمال سورية والبالغ عددها نحو ألفي جندي، وهي بغالبيتها قوّات خاصّة لمقاتلة تنظيم "داعش" وتدريب القوات المحلّية في المناطق التي تمّت استعادتها من التنظيم.
وقال غراهام، وهو معارض سابق لترامب أصبح أحد المقرّبين منه، لشبكة "سي إن إن" الإخباريّة الأميركية "سأطلب منهُ أن يلتقي جنرالاته وأن يُعيد النظر في طريقة تنفيذ ذلك. إبطاء الأمر. والتأكّد من قيامنا بذلك على نحو جيّد، ومن أنّ تنظيم داعش لن يعود أبداً".
وقال غراهام إنه "فوجئ" بقرار ترامب، وكان وقد صفه بأنه "خطأ كبير". وتابع "علينا إبقاء جنودنا هناك"، مضيفًا "إذا خرجنا الآن سيتعرّض الأكراد لمجزرة". وأردف غراهام "وإذا تخلّينا عن الأكراد وتعرّضوا لمجزرة، من سيساعدنا في المستقبل؟"




واتّخذ ترامب قراره على الرغم من التحذيرات المتكرّرة للمسؤولين العسكريّين الأميركيّين من مخاطر انسحاب متسرّع من سورية من شأنه أن يُطلق يد حليفتي بشار الأسد، روسيا وإيران، في سورية.
المساهمون