وزيرة الدفاع الفرنسية: الانسحاب من سورية خطأ "فادح للغاية" وماتيس جندي عظيم

21 ديسمبر 2018
بارلي عن قرار ترامب: "فادح للغاية" (ليونيل بونافينتور/فرانس برس)
+ الخط -
توالت ردود الفعل الدولية على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سحب القوات الأميركية من سورية، إذ وصفته فرنسا، اليوم الجمعة، بأنّه "قرار فادح للغاية".

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، لإذاعة "آر تي إل"، بحسب ما أوردت "رويترز": "لا نتفق مع التحليل بأنّه تم القضاء على (تنظيم) "داعش"... هذا قرار فادح للغاية ونعتقد... أنّ المهمة لم تنته".

وكانت بارلي، قالت في تغريدة على موقع "تويتر"، أمس الخميس، إنّ "داعش لم يُزل من الخريطة، ولم تنتزع جذوره، ولا بد من القضاء عسكرياً بشكل قاطع على آخر جيوب هذه المنظمة الإرهابية"، مع تأكيدها أنّها "أضعف من أي وقت مضى".

وأضافت أنّ "تنظيم "داعش" انتقل إلى العمل السري والقتال على طريقة حركات التمرد"، لافتة إلى أنّ التنظيم "فقد أكثر من 90 بالمئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها ولم تعد لديه الخدمات اللوجستية التي كانت لديه سابقاً".

وتشارك فرنسا في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، تحت قيادة أميركية.


وقدّمت بارلي، اليوم الجمعة، تحية لوزير الدفاع الأميركي المستقيل جيمس ماتيس، ووصفته بأنّه "جندي عظيم" و"شريك في كل الظروف"، وذلك بعد أن أعلن استقالته بشكل مفاجئ، أمس الخميس، بسبب خلافات مع ترامب بشأن سورية.

وفي رسالة بعث بها إلى ترامب، قال ماتيس إنّ نظرته إلى العالم التي تميل إلى التحالفات التقليدية والتصدّي لـ"الجهات الخبيثة" تتعارض مع وجهات نظر الرئيس. وأضاف ماتيس "لأنّه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك حول هذه القضايا وغيرها، أعتقد أنّ من الصواب بالنسبة إلي أن أتنحى عن منصبي".

وكان رحيل ماتيس متوقعاً منذ أعلن ترامب، يوم الأربعاء، أنّه سيسحب قواته من سورية، رغم اعتراض حلفاء للولايات المتحدة ومسؤولين عسكريين أميركيين كبار.

وأعلن الرئيس الأميركي، مساء الأربعاء، رسمياً انسحاب قوات بلاده من سورية، متحدثاً عن إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي ردود الفعل، قابلت تركيا بحذر شديد خطوة ترامب، وكشفت تسريبات من مصادر تركية أنّ القرار الأميركي الذي جاء من دون تنسيق مع الأطراف المعنية، قد يؤدي إلى صراعات إضافية، كما أنّه قد يتسبّب بتأخير العملية التركية، ضد المليشيات الكردية، شرقي الفرات في سورية.


في المقابل
، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أبلغه ترامب بالقرار مسبقاً حسب قوله، أنّ إسرائيل ستدرس تداعيات الانسحاب الأميركي من سورية، لكنها "تعرف كيف تدافع عن نفسها" ضد تهديدات محتملة.

وفي روسيا الداعمة لنظام بشار الأسد، كان ثمّة ترحيب رسمي بالخطوة الأميركية، إذ نقلت وكالة "تاس" عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن قرار سحب القوات الأميركية من سورية يساعد على التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك.

ولم تصدر بعض الأطراف الأخرى وعلى رأسها إيران والنظام السوري نفسه، مواقف معلنة حتى الآن، من القرار الأميركي.

أما في الداخل الأميركي، فقد قوبل قرار ترامب بأصوات منتقدة، ولا سيما في أوساط الحزب الجمهوري، إذ استنكر السناتور ليندسي غراهام، القرار، فيما وصفه السناتور ماركو روبيو، بأنّه "خطأ فادح" تتجاوز تداعياته المعركة ضد "داعش".