استنفر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً للدفاع عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، محذراً من تداعيات أيّ إجراءات تتخذ ضد السعودية في أعقاب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.
وخلال حديثه أمام الاجتماع السنوي للمراسلين الأجانب في تل أبيب الذي نظم مساء أمس الأربعاء، قال نتنياهو إن إجراءات يمكن أن تفضي إلى المسّ باستقرار نظام الحكم في السعودية "ستفضي إلى المس ليس فقط باستقرار منطقة الشرق الأوسط، بل ستهز العالم بأسره".
ورداً على سؤال عما إذا كانت صورة بن سلمان قد شوّهت في أعقاب اغتيال خاشقجي، حذر نتنياهو من خطورة إغفال أهمية التعامل بـ"توازن" مع القضية، مشدداً على ضرورة أن يراعي أي تحرك لمعالجة قضية خاشقجي انعكاسات ذلك على استقرار المنطقة والعالم.
وهاجم نتنياهو الدول والأطراف التي تنتقد نظام الحكم السعودي في أعقاب اغتيال خاشقجي، لاسيما تلك التي تواصل انتهاك سجل حقوق الإنسان بشكل كبير.
إلى ذلك، توقع نتنياهو أن يسمح نظام الحكم في الرياض قريباً لطائرات شركة "إل عال" الإسرائيلية الرسمية بالتحليق فوق الأجواء السعودية.
وكانت السعودية قد سمحت بالفعل لطائرات الخطوط الجوية الهندية المتجهة إلى إسرائيل بالتحليق في أجوائها.
يذكر أن قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية كشفت مطلع الأسبوع الحالي النقاب عن أن نتنياهو يعكف على تحركٍ يهدف إلى إقناع نظام الحكم السعودي بنقل العلاقة مع إسرائيل من طور السرّية إلى العلن.
ونوهت القناة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتمد في تحركه على خدمات رئيس الموساد يوسي كوهين، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بالأجهزة الاستخبارية السعودية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن نتنياهو لم يوضح مسوغات قلقه من المسّ باستقرار نظام الحكم في الرياض، إلا أن "مركز أبحاث الأمن القومي" كان قد حذّر من أن المس باستقرار هذا النظام أو سقوطه سيؤثر بشكل كارثي على الأمن الإسرائيلي.
وفي دراسة صدرت مؤخراً عنه، حذر المركز من أن الترسانة الضخمة والمتطورة من السلاح الذي تملكه السعودية تفاقم الخطورة الناجمة عن عدم استقرار نظام الحكم في الرياض أو سقوطه، لأن هذا التطور قد يفضي إلى سيطرة جهات "متطرفة" على هذا السلاح، ما قد يفتح المجال أمام استخدامه ضد إسرائيل.