"واشنطن بوست": على الديمقراطيين التحقيق بعلاقة كوشنر وبن سلمان

10 ديسمبر 2018
كوشنر وبن سلمان مرتبطان بعلاقات وثيقة (فرانس برس)
+ الخط -


طالبت صحيفة "واشنطن بوست" قيادات الحزب الديمقراطي الأميركي بالتحقيق في نوعية العلاقة الوثيقة التي تجمع جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، موضحة أن التواصل بينهما لا ينقطع أبداً منذ مجيء الإدارة الأميركية الحالية.


وقالت الصحيفة إن على نواب الكونغرس، لاسيما الديمقراطيين الذين سيصبحون الأغلبية الشهر القادم، المسارعة إلى التحقيق في طبيعة العلاقات التي تجمع كوشنر وبن سلمان، موضحة أنه بينما طالب عدد من أعضاء الكونغرس بمحاسبة ولي العهد إثر جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقي، اختار كوشنر المضي في تعزيز صداقته ببن سلمان، الذي تشير التقارير الاستخباراتية إلى تورطه المباشر في تصفية خاشقجي.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت السبت، عن مصادر لم تكشف عنها، أنه كان هناك تواصل مستمر بين بن سلمان وكوشنر، منذ مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول.

ونقلت "واشنطن بوست" "تردد أن كوشنر، قدم النصيحة لبن سلمان، حول كيفية تهدئة العاصفة منذ اندلاع أزمة خاشقجي، وحثه على حل صراعاته حول المنطقة، وتفادي المزيد من الحرج".

ولفتت الصحيفة إلى أن الولاء الذي يظهره كوشنر لبن سلمان ليس مفاجئاً بالنظر إلى أن الأخير سعى بمعية مستشاريه إلى التقرب من كوشنر قبيل إجراء الانتخابات الأميركية في العام 2016، موضحة أن وثائق كشفت عنها سابقا صحيفة "نيويورك تايمز" تشير إلى أنه قد جرى التقرب السعودي من كوشنر بسبب "معرفته السطحية بالمنطقة".

وأشار المقال إلى أن ذلك يعد دليلاً واضحاً على أن الجانب السعودي حاول استغلال غياب الخبرة لدى كوشنر، ما يشكل ناقوس خطر بالنسبة لأي شخص مسؤول عن السياسة الخارجية الأميركية.

وسلط المقال الضوء على كون بن سلمان استغل بشكل كبير علاقته مع كوشنر، لإزاحة عمه عن العرش في شهر مايو/ أيار الماضي وكذلك احتجازه لنحو 200 ثري سعودي. 

في المقابل، أورد المقال الإنجازات التي يدعي كوشنر تحقيقها من هذه العلاقة، موردة كمثال على أنه "بعدما اقترحوا استثمار قرابة 100 مليار دولار في مشاريع البنى التحتية بالولايات المتحدة الأميركية، أعلن السعوديون عن استثمار لا يتجاوز 20 مليار دولار". واستحضرت الصحيفة في هذا الصدد أن كوشنر دفع المسؤولين بوزارتي الدفاع والخارجية إلى تضخيم قيمة صفقات التسليح الأميركية السعودية، وإظهار أن قيمتها تصل إلى 110 مليارات دولار، رغم أنهم أكدوا لكوشنر بأنه "في الواقع يجري العمل على صفقات تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار فقط".

وتساءل كاتب مقال "واشنطن بوست" عن السبب الذي يؤخر سحب التراخيص الأمنية من كوشنر أمام هول هذه العلاقات المريبة، وهو ما تعول الصحيفة أن يقوم به النواب الديمقراطيون، لاسيما في ظل استمرار كوشنر في إسداء النصيحة لبن سلمان للخروج من مأزق جريمة اغتيال خاشقجي.




وأعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، مؤخرًا، أنها توصلت إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من بن سلمان"، لكن الرئيس الأميركي المرتبط بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل "شريكًا راسخًا" للسعودية.