كثير من الأحداث في فرنسا، خاصة تغريدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اللاذعة تجاه البلاد وقيادتها وتاريخها المعاصر، والحراك الاجتماعي الذي ستشهده البلاد يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني احتجاجًا على ارتفاع أسعار المحروقات والضرائب المرتبطة بها، وهو حراك يحظى بدعم نحو 73 في المائة من الفرنسيين؛ تطلّبت من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن يتحدث إلى الفرنسيين، فاختار مخاطبتهم، مساء الأربعاء، من على حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها فرنسا، والتي عادت للخدمة بعد سنة ونصف من الإصلاحات.
وحاول الرئيس ماكرون النأي بنفسه عن هذا الأسلوب في التعامل وفي ممارسة الحكم، وردّ على الرئيس الأميركي بهدوء، رافضًا أن يرد على تغريداته "المهينة"، و"غير الدبلوماسية" كما فعل قادة آخرون.
وقال في لقاء له مع القناة الفرنسية الأولى، بلهجة هادئة، تحاول وضع حد للاحتقان: "إن ما يهمني، هو ما نفعله مع الجيش الأميركي"، في إشارة إلى التعاون الأخير بين الجيشين الفرنسي والأميركي، قبل أشهر، في قصف بعض قواعد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد استخدامه للسلاح الكيميائي ضد شعبه، قائلاً "حين نفّذنا عمليات، غير مسبوقة، في أبريل/نيسان الماضي، في سورية مع البريطانيين والأميركيين، قمنا بها في إطار توافقية كاملة وممتازة في الإدارة والتنفيذ، وهذا هو المهمّ".
وفسّر الرئيس الفرنسي طبيعة العلاقات بين البلدين بالقول: "حين هُوجِمت فرنسا كانت الولايات المتحدة حاضرة. وقد كنّا حليفَين في كل لحظة هامة من تاريخنا. ويجب أن يسود الاحترام بين الحلفاء، ولا أريد سماع شيء آخر.. ولا ينتظر الفرنسيون (منّي) أن أردّ على تغريدات". وهو ما يعني "أنني لن أتناقش مع الرئيس الأميركي عبر تغريدات".
وعاد الرئيس الفرنسي للموضوع الذي أغاظ الرئيس ترامب وأخرجه عن طوره، وهو بناء جيش أوروبي موحد: "أنا أُومِن بسيادتنا وأيضًا بالسيادة الأوروبية. وأريد أن نكون مستقلّين، في ميدان التنصت وفي الهجمات السيبرانية وفي كل مكونات جيشنا. ومن أجل هذا الهدف علينا أن لا نتعلَّق بأحد، بمن فيهم الولايات المتحدة الأميركية". وشرح الرئيس الفرنسي فهمه للحليف، مؤكداً أن "الحليفَ ليس هو التابعَ".
وفي خمس تغريدات نشرت في اليوم نفسه الذي أحيا فيه مسؤولون فرنسيون ذكرى هجمات إرهابية في 2015 أسفرت عن مقتل 130 شخصاً في باريس، انتقد ترامب البلد الحليف للولايات المتحدة بسبب اقترابه من الهزيمة أمام ألمانيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وبسبب صناعة النبيذ الفرنسية ومعدلات التأييد لماكرون.
اقــرأ أيضاً
وعاد ترامب إلى واشنطن بعد زيارة لباريس خلال مطلع الأسبوع لإحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى حيث بدت العلاقات المتوترة بين الرئيس الأميركي وحلفائه الأوروبيين واضحة للعيان.
ورفض ترامب، اليوم الثلاثاء، تحذيرات ماكرون من خطر النزعات القومية خلال خطاب مفعم بالمشاعر في باريس يوم الأحد أمام عشرات من قادة العالم. وخلا وجه ترامب من التعابير وهو يستمع للخطاب على بعد عدة أمتار.
وسبق أن وصف ترامب نفسه بأنه "قومي" وروّج لسياسة "أميركا أولاً". وقال ترامب، وهو رجل أعمال سابق في مجال العقارات ونجم سابق لتلفزيون الواقع ويملك مصنعاً للنبيذ في فرجينيا، إن معدلات التأييد لماكرون "متدنية" واتهم فرنسا بممارسات تجارية مجحفة في ما يتعلق بالنبيذ وهاجم التغطية الإخبارية لرحلته.
وأشار ترامب إلى تصريحات ماكرون الأخيرة بشأن حاجة أوروبا لحماية نفسها وكتب على تويتر قائلاً: "كانت ألمانيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية. كيف سار ذلك مع فرنسا؟ كانوا قد بدأوا يتعلمون الألمانية في باريس قبل مجيء الولايات المتحدة. ادفعوا لحلف شمال الأطلسي وإلا فلا".
وكتب في تغريدات أخرى: "بالمناسبة، لا يوجد بلد أكثر قومية من فرنسا. شعب فخور للغاية وله الحق في ذلك". وختم كلامه بالقول: "اجعلوا فرنسا عظيمة مجدداً".
ثم عاد الرئيس ماكرون لقضايا الداخل، حيث الاحتقان الشعبي، على أشده، بسبب كثرة الضرائب وضعف القوة الشرائية لأعداد متزايدة من المواطنين، وفي ظل انهيار شعبيته بشكل غير مسبوق. وشدد على رغبته التي لا تلين في "إحداث تحولات عميقة في فرنسا"، ووعد بأن "الضرائب ستنخفض، بشكل تدريجي".
وفي مواجهة الداعين للإضراب يوم السبت القادم، 17 نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، ألقى باللائمة على الدول المصدرة للنفط، أي على "ثمن النفط العالمي"، مؤكدًا أنه اتفق مع الرئيس ترامب، أثناء لقائهما الباريسي، على ممارسة الضغوط على المملكة العربية السعودية حتى لا ترتفع أسعار النفط، وشرح أن سياسته تجاه إيران، تدفعها مصالح الحفاظ على ثمن مخفض للنفط.
وحاول الرئيس شقَّ وحدة الداعين إلى تظاهرات السبت القادم، محذّراً من "كثير من الناس، يريدون الركوب على الموجة"، وتساءل عمّا يجمع بين اليسار واليمين، بين الاشتراكيين و"فرنسا غير الخاضعة" وبين أحزاب اليمين، لكنه اعترف بأنه "يسمع غضب المتظاهرين"، الذين "لديهم الحق في التظاهر"، لكن "من دون شلّ الطرقات، أمام مواطنين آخرين يريدون التحرك بحرية".
ومثلما قال في غير مرة، شدد الرئيس الفرنسي على أنه "لم يرتكب أيّ خط" (عدا ارتكاب خطأ في اختيار هذا الشخص أو ذاك، في إشارة إلى ألكسندر بنعلا واستقالة الوزيرين نيكولا هولو وجيرار كولومب، وأنه "لن يغيّر الاتجاه".
وفي محاولة لاستعادة حبل الود مع الفرنسيين، اعترف بأنه لم ينجح بعدُ في "مصالحة الفرنسيين مع مسؤوليهم"، ولكنه اعتبر أن الظاهرة أوروبيّةٌ أيضًا: "هذا الطلاق بين الشعوب والنخب نراه في كل الديموقراطيات الأوروبية... هو يقلقني. وقد رأيته على أرض الواقع، وهو ما يهزني بشكل عميق. وأريد أن نقدّم له جوابًاً". واعترف بأنه ليس بالأمر الهين: "إنه برنامج واسعٌ، ولكنه يتطلب تعبئة كل الأمّة".
وحاول الرئيس ماكرون النأي بنفسه عن هذا الأسلوب في التعامل وفي ممارسة الحكم، وردّ على الرئيس الأميركي بهدوء، رافضًا أن يرد على تغريداته "المهينة"، و"غير الدبلوماسية" كما فعل قادة آخرون.
وقال في لقاء له مع القناة الفرنسية الأولى، بلهجة هادئة، تحاول وضع حد للاحتقان: "إن ما يهمني، هو ما نفعله مع الجيش الأميركي"، في إشارة إلى التعاون الأخير بين الجيشين الفرنسي والأميركي، قبل أشهر، في قصف بعض قواعد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد استخدامه للسلاح الكيميائي ضد شعبه، قائلاً "حين نفّذنا عمليات، غير مسبوقة، في أبريل/نيسان الماضي، في سورية مع البريطانيين والأميركيين، قمنا بها في إطار توافقية كاملة وممتازة في الإدارة والتنفيذ، وهذا هو المهمّ".
وفسّر الرئيس الفرنسي طبيعة العلاقات بين البلدين بالقول: "حين هُوجِمت فرنسا كانت الولايات المتحدة حاضرة. وقد كنّا حليفَين في كل لحظة هامة من تاريخنا. ويجب أن يسود الاحترام بين الحلفاء، ولا أريد سماع شيء آخر.. ولا ينتظر الفرنسيون (منّي) أن أردّ على تغريدات". وهو ما يعني "أنني لن أتناقش مع الرئيس الأميركي عبر تغريدات".
وعاد الرئيس الفرنسي للموضوع الذي أغاظ الرئيس ترامب وأخرجه عن طوره، وهو بناء جيش أوروبي موحد: "أنا أُومِن بسيادتنا وأيضًا بالسيادة الأوروبية. وأريد أن نكون مستقلّين، في ميدان التنصت وفي الهجمات السيبرانية وفي كل مكونات جيشنا. ومن أجل هذا الهدف علينا أن لا نتعلَّق بأحد، بمن فيهم الولايات المتحدة الأميركية". وشرح الرئيس الفرنسي فهمه للحليف، مؤكداً أن "الحليفَ ليس هو التابعَ".
وفي خمس تغريدات نشرت في اليوم نفسه الذي أحيا فيه مسؤولون فرنسيون ذكرى هجمات إرهابية في 2015 أسفرت عن مقتل 130 شخصاً في باريس، انتقد ترامب البلد الحليف للولايات المتحدة بسبب اقترابه من الهزيمة أمام ألمانيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وبسبب صناعة النبيذ الفرنسية ومعدلات التأييد لماكرون.
وعاد ترامب إلى واشنطن بعد زيارة لباريس خلال مطلع الأسبوع لإحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى حيث بدت العلاقات المتوترة بين الرئيس الأميركي وحلفائه الأوروبيين واضحة للعيان.
ورفض ترامب، اليوم الثلاثاء، تحذيرات ماكرون من خطر النزعات القومية خلال خطاب مفعم بالمشاعر في باريس يوم الأحد أمام عشرات من قادة العالم. وخلا وجه ترامب من التعابير وهو يستمع للخطاب على بعد عدة أمتار.
وسبق أن وصف ترامب نفسه بأنه "قومي" وروّج لسياسة "أميركا أولاً". وقال ترامب، وهو رجل أعمال سابق في مجال العقارات ونجم سابق لتلفزيون الواقع ويملك مصنعاً للنبيذ في فرجينيا، إن معدلات التأييد لماكرون "متدنية" واتهم فرنسا بممارسات تجارية مجحفة في ما يتعلق بالنبيذ وهاجم التغطية الإخبارية لرحلته.
وأشار ترامب إلى تصريحات ماكرون الأخيرة بشأن حاجة أوروبا لحماية نفسها وكتب على تويتر قائلاً: "كانت ألمانيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية. كيف سار ذلك مع فرنسا؟ كانوا قد بدأوا يتعلمون الألمانية في باريس قبل مجيء الولايات المتحدة. ادفعوا لحلف شمال الأطلسي وإلا فلا".
وكتب في تغريدات أخرى: "بالمناسبة، لا يوجد بلد أكثر قومية من فرنسا. شعب فخور للغاية وله الحق في ذلك". وختم كلامه بالقول: "اجعلوا فرنسا عظيمة مجدداً".
ثم عاد الرئيس ماكرون لقضايا الداخل، حيث الاحتقان الشعبي، على أشده، بسبب كثرة الضرائب وضعف القوة الشرائية لأعداد متزايدة من المواطنين، وفي ظل انهيار شعبيته بشكل غير مسبوق. وشدد على رغبته التي لا تلين في "إحداث تحولات عميقة في فرنسا"، ووعد بأن "الضرائب ستنخفض، بشكل تدريجي".
وفي مواجهة الداعين للإضراب يوم السبت القادم، 17 نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، ألقى باللائمة على الدول المصدرة للنفط، أي على "ثمن النفط العالمي"، مؤكدًا أنه اتفق مع الرئيس ترامب، أثناء لقائهما الباريسي، على ممارسة الضغوط على المملكة العربية السعودية حتى لا ترتفع أسعار النفط، وشرح أن سياسته تجاه إيران، تدفعها مصالح الحفاظ على ثمن مخفض للنفط.
وحاول الرئيس شقَّ وحدة الداعين إلى تظاهرات السبت القادم، محذّراً من "كثير من الناس، يريدون الركوب على الموجة"، وتساءل عمّا يجمع بين اليسار واليمين، بين الاشتراكيين و"فرنسا غير الخاضعة" وبين أحزاب اليمين، لكنه اعترف بأنه "يسمع غضب المتظاهرين"، الذين "لديهم الحق في التظاهر"، لكن "من دون شلّ الطرقات، أمام مواطنين آخرين يريدون التحرك بحرية".
ومثلما قال في غير مرة، شدد الرئيس الفرنسي على أنه "لم يرتكب أيّ خط" (عدا ارتكاب خطأ في اختيار هذا الشخص أو ذاك، في إشارة إلى ألكسندر بنعلا واستقالة الوزيرين نيكولا هولو وجيرار كولومب، وأنه "لن يغيّر الاتجاه".
وفي محاولة لاستعادة حبل الود مع الفرنسيين، اعترف بأنه لم ينجح بعدُ في "مصالحة الفرنسيين مع مسؤوليهم"، ولكنه اعتبر أن الظاهرة أوروبيّةٌ أيضًا: "هذا الطلاق بين الشعوب والنخب نراه في كل الديموقراطيات الأوروبية... هو يقلقني. وقد رأيته على أرض الواقع، وهو ما يهزني بشكل عميق. وأريد أن نقدّم له جوابًاً". واعترف بأنه ليس بالأمر الهين: "إنه برنامج واسعٌ، ولكنه يتطلب تعبئة كل الأمّة".