"حماس" تستنفر لإحباط أي "مؤامرة" قد تضرب وقف النار

14 نوفمبر 2018
مساع لتثبيت الهدنة(علي جاد الله/الأناضول)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية مطلعة على ملف الوساطة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي؛ أن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري وبإشراف عالٍ من رئاسة الجمهورية، يواصلون الجهود لتثبيت الهدنة في القطاع، مبينةً أن كافة الترتيبات ما زالت مستمرة، إذ من المقرر أن يلتقي نائب رئيس جهاز المخابرات اللواء أيمن بديع بمسؤولين أمنيين بارزين في تل أبيب لوضع الأُطر الرئيسية لتجاوز موجة التصعيد الأخيرة واستكمال مسار الهدنة طويلة الأمد.

ولفتت المصادر، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إلى أن "القاهرة من جانبها دعت قيادات حماس والجهاد الإسلامي إلى ضرورة الانضباط في التصريحات الإعلامية وعدم الإسراف، فيما سمته التصريحات الاستفزازية للحكومة الإسرائيلية والشارع الإسرائيلي"، وعللت الأمر بـ"الضغوط التي تتعرض لها حكومة بنيامين نتنياهو بسبب قرار وقف إطلاق النيران وفشل العملية النوعية التي كانت سبباً في اشتعال الموجة الأخيرة، وأسفرت عن مقتل ضابط برتبة كبيرة وإصابة آخر بجروح خطيرة من جانب قوات الاحتلال".


وأشارت المصادر المصرية إلى أن "جهاز المخابرات جدّد الدعوة لقيادة حركة "حماس" لزيارة القاهرة في غضون أسبوع لمواصلة المشاورات، وسرعة إنجاز اتفاق الهدنة مع إسرائيل لقطع الطريق أمام الجناح الرافض لها داخل الدولة العبرية".

بدورها، قالت مصادر في "حماس"، إن "الحركة ملتزمة بتنفيذ اتفاق الهدنة"، لافتة إلى الدور المصري والقطري والنرويجي في إتمام الاتفاق.

وأضافت في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "حماس" وفصائل المقاومة من جانبها تفرض حالة أمنية قوية داخل القطاع في الوقت الراهن لمنع أي "مؤامرة من أطراف مأجورة" من شأنها تفجير الأوضاع مجدداً أو تفخيخ العلاقة بين فصائل المقاومة والوسيط المصري.

وأكدت المصادر أن "الحركة على أتم الاستعداد للتوجه إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات"، معتبرة أن "رب ضارة نافعة"، في إشارة إلى أن الأحداث الأخيرة فرضت موازين تفاوض جديدة وثقّلت ميزان المقاومة على مائدة المفاوضات، وربما ستعجل بصفقة الأسرى بشروط المقاومة. 

ورأت أن "المواجهة الأخيرة وإن كانت قد خلفت خسائر مادية إلا أن المكاسب السياسية التي حققتها للمقاومة لا تعد ولا تحصى"، معتبرة أن "حماس كما استخدمت أسلحة نوعية جديدة تظهر لأول مرة على ساحة المعارك في القطاع، فإنها أدارت معركة سياسية وتفاوضية من الطراز الرفيع أظهرت مدى التناغم والتوافق الكبيرين بين جناحيها العسكري والسياسي من جهة، وبينها وبين شركائها من فصائل المقاومة".

واستطردت المصادر أن "الذي سهّل مهمة الوسطاء ودفع بنيامين نتنياهو لأن يقبل بوقف إطلاق النار بشكل سريع هو الأداء الاحترافي لحماس في إدارة المشهد"، لافتة إلى أن "الحركة كانت تعرف جيداً متى تضرب ومتى توقِف الضرب ومتى تهدّئ من وتيرته، وما هي الأهداف التي ستضربها والتوقيت الأمثل لضرب تلك الأهداف". وأضافت "تلك المعركة الأخيرة ستُدَّرس في المعاهد العسكرية".

وكشفت المصادر ذاتها، في السياق، أن "حماس بعثت برسائل مع الوسيط المصري كشفت خلالها عن مدى تطور قدرتها في الوصول لأهداف دقيقة وحيوية داخل الأراضي المحتلة، وأنه كان بإمكانها إيقاع كثير من القتلى والخسائر لولا التزامها بالوساطة المصرية وعدم رغبتها في التصعيد"، مستدركةً: "حماس أوضحت جاهزيتها لمعركة قوية إذا فُرضت عليها، وفي الوقت ذاته أكدت عدم رغبتها في اشتعال حرب جديدة".

وبينت مصادر "حماس"، أن "الحركة فرضت أجندة المقاومة بالكامل على الطرف الآخر وألزمته بتنفيذها، وفي الوقت ذاته منحته هامش حركة يتحرك خلاله أمام شعبه وناخبيه".

وعن "مسيرات العودة" الجمعة المقبل، أكدت المصادر خروج المسيرات في قطاع غزة، لافتة إلى أن شكل وآليات الخروج ستتحدد خلال الساعات القادمة وفقاً للمعطيات الجديدة.

إلى ذلك، كشفت عن "إلقاء حماس القبض على خلية من العملاء المحليين، الثلاثاء الماضي، تعد بمثابة صيد ثمين من ضمن مكاسب تلك المواجهة الأخيرة، بعدما اضطرت سلطات الاحتلال إلى تحريكهم بشكل عشوائي لمواكبة تسارُع الأحداث، ما أدى لافتضاح أمرهم ووقوعهم في يد أجهزة المقاومة"، لافتةً إلى أن "التحقيق يجري معهم حالياً".