ودعت غزة، اليوم الاثنين، القائد الميداني في كتائب الشهيد عزالدين القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس"، نورالدين محمد بركة، ملتحقًا بقائمة طويلة من القيادات الميدانية الفاعلة في المقاومة الفلسطينية، الذين اغتالتهم إسرائيل طوال سنوات الصراع.
وبركة هو أحد قيادات القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في المنطقة الشرقية لخان يونس جنوبي القطاع والمطلع بحكم موقعه على معلومات مرتبطة بشبكة الأنفاق الأرضية الخاصة بالمقاومة، إلى جانب المعلومات الأخرى التي يطلع عليها والتي تتميز بالسرية.
ويبلغ القيادي الميداني في كتائب القسام من العمر 37 عامًا، وحصل على درجة الماجستير في الفقه المقارن من الجامعة الإسلامية بغزة قبل نحو شهرين فقط، والتي أعدها في مجال عمله بالمقاومة حيث حملت الرسالة اسم "الإهمال في العمل الجهادي".
ولا يعرف الكثير عن بركة، إذ إنّ عمله في المقاومة "كان يمتاز بالسرية"، غير أنّ اسمه طفا على السطح مع بداية الأحداث، ومع التطورات التي جرت بعد العملية العسكرية الإسرائيلية الخاصة شرقي مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
ورَثت إيمان بركة شقيقة الشهيد برسالة مؤثرة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حيث كتبت قائلة: "يشهد الله أنّك الأنقى والأتقى والأصدق، لا يمكن للكلمات التي تصفك؛ فو الله إنّي أحبّك يا روحي، حاربتُ كل مَن وصفك بالمتشدّد، كنت صديقي وحبيبي".
وتابعت بركة في منشورها: "لم تسمح لي يوما بنشر صورة لك، حتى يوم مناقشة رسالتك لم تقبل أن ألتقط لك صورة يا روحي، أنت أوّلنا لحوقاً بأبينا أقرئه السلام، الأسبوع الماضي كنتُ مريضة، وكنتَ بجانبي، وحينما طلبت منّي أن أتناول شيئا آكله قلتُ لك لقد قرّبت، حاسة بدي أموت، لم أعلم حينها أنّك ستغادرنا حيث الراحة الأبدية، سأبقى أخبرهم عنك، عن بطولاتك، عن إخلاصك، عن غيرتك علينا وحبك العميق لنا ولي على وجه الخصوص، كنتَ تحرص كلّ الحرص علينا، لم تقبل أن يزعجني أحدا يوما ما".
Facebook Post |
وأعلنت كتائب القسام، اليوم، تفاصيل عملية التسلل التي جرت مساء الأحد، والتي أدت لاستشهاد القيادي في كتائب القسام بركة ومجموعة أخرى من المقاومين الفلسطينيين.
وقالت القسام إن "قوة إسرائيلية خاصة مستخدمة مركبة مدنية في المناطق الشرقية من خانيونس، حيث اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة لكتائب القسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها، وحضر للمكان القائد الميداني نور الدين بركة للوقوف على الحدث، وإثر انكشاف القوة بدأ المقاومون بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد القائد الميداني القسامي نور الدين محمد بركة".
وسبق أن اغتال الاحتلال قيادات فلسطينية فاعلة في المقاومة الفلسطينية عبر الطائرات الإسرائيلية خلال السنوات الماضية، أو كما جرى في مارس/ آذار 2017 حين اغتال متخابرون مع الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر والقيادي في كتائب القسام مازن فقها.
ولجأ الاحتلال إلى أسلوب الاغتيالات بحق القيادات الفاعلة في المقاومة الفلسطينية عبر عمليات خاصة يقوم بها جهاز الموساد الإسرائيلي كما جرى مع مهندس الطائرات التونسي محمد الزواري عام 2016، والقيادي في القسام محمود المبحوح الذي اغتيل في دبي عام 2010.