هؤلاء هم أبرز المختفين والمختطفين في السعودية

04 أكتوبر 2018
تواصل عائلات مئات المفقودين بالسعودية السؤال عن مصير أبنائها(Getty)
+ الخط -

أين هو جمال؟،"أريد أن أعرف مكانه، أريد أن يخرج سليماً معافى"، تتساءل خديجة. أ، (36 عاما)، خطيبة الصحافي ذائع الصيت جمال خاشقجي، والتي تعتصم في منطقة بشكتاش بمدينة إسطنبول التركية، أمام القنصلية السعودية.

تأمل خديجة الحصول على أي معلومات عن خطيبها الذي جاء إلى القنصلية لإجراء معاملات إدارية تمهيدا لزواجهما، لكنه لم يخرج منها، أو ربما أخرج منها إلى مكان آخر خارج المدينة وخارج الدولة، كيف لا وتاريخ الاستخبارات السعودية، أضحى حافلاً باختطاف أو محاولة اختطاف المعارضين المقيمين في الخارج، من مواطنين وأمراء وغيرهم، ناهيك بحملة لا تبقي ولا تذر، بدأها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني، الماضي، طاولت عدداً من أعضاء الأسرة الحاكمة من ذوي النفوذ السياسي والمالي، بغية تعزيز القبضة على مقاليد الحكم كافة، وجميع المؤسسات الأمنية والاقتصادية والإعلامية، تمهيداً لتسلّمه العرش.

خاشقجي (محمد آل شيخ/ فرانس برس)

وتواصل عائلات مئات المفقودين في السعودية، السؤال عن مصير أبنائها الذين اعتقلتهم السلطات وغيبتهم في السجون بسبب النشاط السياسي أو الحقوقي، دون أن تجيبهم السلطات، أو تكشف عن أعداد المسجونين الذين تعتبرهم عائلاتهم مختفين قسرياً.

وينتمي المختفون في السعودية إلى تيارات سياسية وطبقات اجتماعية متباينة، وتضم القائمة أمراء من العائلة الحاكمة، ورجال دين، ومعارضين إسلاميين وعلمانيين، بل وفتيات حاولن الهرب لطلب اللجوء في دول أجنبية.

ناصر السعيد

ويعد المعارض الشهير ناصر السعيد أحد أشهر المختفين في السعودية، إذ اختُطف من أحد شوارع بيروت عام 1979، على أيدي المخابرات السعودية بالتعاون مع أمراء الحرب في لبنان، ولم يُعرف مصيره حتى الآن، رغم تكهنات تفيد بقتله فور اختطافه. ولا تزال زوجته أمّ جهاد، تمني النفس بظهوره، أو كشف السلطات السعودية عن مصيره.

كما لا يزال مصير المئات ممن اعتقلتهم السلطات في حملتها الأخيرة في سبتمبر/ أيلول 2017، ضد تيار "الصحوة" مجهولاً بالنسبة إلى أهاليهم، إذ لا يُعرف مصير الشيخ عبد العزيز الطريفي، والذي تحاول عائلته باستمرار التواصل معه، كما أن الشيخ سليمان الدويش، والذي يعد أحد رجال الدين المؤيدين لولي العهد السابق محمد بن نايف، لا يزال مختفياً وسط تقارير غير مؤكدة تفيد بوفاته تحت التعذيب.

ناشطات سعوديات

وبينما كشفت السلطات عن مصير عدد من الناشطات النسويات، مثل لجين الهذلول، وعزيزة اليوسف، وإيمان النفجان، فإن مصير أخريات مثل سمر بدوي لا يزال مجهولاً، رغم مطالبة السفارة الكندية بالإفراج عنها، ما أشعل أزمة سياسية بين البلدين، كما أن مصير الناشطة نسيمة السادة لا يزال مجهولاً.

ويعرض الفيديوغراف التالي، أبرز حوادث الاختطاف أو الاختفاء أو الوضع تحت الإقامة الجبرية.

أمراء مختفون

وكانت كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في الخامس عشر من أغسطس/ آب 2017، عن تفاصيل بشأن اختطاف السلطات السعودية ثلاثة أمراء معارضين من الأسرة الحاكمة، في إطار برنامج تديره الرياض لاختطاف معارضي سياساتها.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن فيلماً وثائقياً أعدته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" كشف عن تفاصيل جديدة حول عملية اختطاف الأمراء الثلاثة، وجميعهم من أمراء النظام السعودي قبل انخراطهم في أنشطة سياسية سلمية ضد الحكومة في الرياض، إذ تم اختطافهم واقتيدوا قسراً إلى المملكة بين الفترة الممتدة من سبتمبر/أيلول 2015 وفبراير/شباط 2016.

ويتحدث الوثائقي عن أبرز الأمراء الذين اختطفوا، وهو الأمير سلطان بن تركي، الذي اختطف في مطلع فبراير/شباط 2016، مع 20 من الوفد المرافق له، كثير منهم من الدول الغربية.

سلطان بن تركي

كان على خلاف مع العائلة المالكة؛ فلطالما طالب بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين، ونبذ الإرهاب الذي يمكن أن يكون صادراً عن أشخاص في الدولة. غادر السعودية هارباً إلى جنيف. في عام 2003 جرى اختطافه وإرجاعه إلى الرياض. بعد سبعة أشهر (يناير/ كانون الثاني 2004)، قال في تصريحات له عبر إحدى الفضائيات إنه تحت الإقامة الجبرية، متهماً كلّاً من الأمير عبد العزيز بن فهد، والشيخ صالح بن عبد العزيز، بالوقوف وراء اختطافه، ومطالباً بمحاكمتهما.

عبد العزيز بن فهد

ابن عم محمد بن سلمان. عُرف بتغريداته التي كان ينتقد فيها الحُكم على موقع "تويتر". اختفى في سبتمبر/ أيلول الماضي. ووردت أنباء خلال الأيام الماضية حول مقتله أثناء محاولة اعتقاله ودفاعه عن نفسه. لكن حتى الآن، لم يتّضح الأمر. هل هو مسجون؟ أم قُتل حقاً؟ أم تحت الإقامة الجبرية؟

تركي بن بندر آل سعود

كان يعمل شرطياً ومسؤولاً أمنياً عن العائلة المالكة. توتّرت علاقته بالعائلة إثر خلافٍ على الإرث، فسُجن. لاحقاً، غادر إلى باريس. في 2012، نشر مقاطع فيديو على يوتيوب، مشيراً إلى أنه يمتلك وثائق تكشف عن فسادٍ كبير يدور في أروقة القصر، وفي مستويات عليا للعائلة الحاكمة. اتصل به مسؤولون كثيرون، منهم من هدّده بالسجن والقتل، ومنهم من حاول إقناعه بالعودة إلى البلاد والحديث. بقي ينشر الفيديوهات حتى منتصف عام 2015، توقّف عن النشر لشهور، ليتبيّن لاحقاً أنه مُختطف.

ووفق الأمير خالد بن فرحان، فقد كان بن بندر في رحلةٍ إلى المغرب. في المطار، اعتقلته الشرطة المغربية وحبسته أسبوعاً ثم سُلّم إلى السعودية. وما من دليلٍ على إعدامه، مع أنّه وارد، لكنه على الأقل في السجن.

سعود بن سيف النصر

في عام 2014، نشر تغريدات تهاجم العائلة المالكة، ودعا إلى محاكمة المسؤولين السعوديين الذين دعموا عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي. ولاحقاً لم يتوقف عن التغريد؛ فكان مثابراً على نشر مواقف نقدية من النظام السعودي وما يقوم عليه وطريقة الحكم فيه.

اختفى في سبتمبر/ أيلول 2015؛ إذ اتصلت به "شركة" تدّعي أنها روسية إيطالية تريد أن تفتح تجارة في السعودية. اقتُرح عليه أن تُرسل له طائرة خاصة لتقلّه إلى روما، لكنها هبطت في الرياض.

ثمة حساب على تويتر باسم "محمد بن نايف" نشر تغريدة في نهاية أغسطس/ آب تقول إن محمد بن سلمان أعدم الثلاثة؛ سلطان وتركي وسعود.

 

المساهمون