وأكدت الرياض فجر السبت للمرة الأولى، أن خاشقجي قُتل في قنصليتها بإسطنبول إثر وقوع شجار و"اشتباك بالأيدي" مع عدد من العناصر السعوديين داخلها، بعد "ظهور مؤشرات تدلّ على إمكان عودته للبلاد".
وبالتزامن مع هذا الإعلان، أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري، ومسؤولين آخرين في جهاز الاستخبارات من مناصبهم، فيما ذكرت الرياض أنها أوقفت 18 سعوديا على ذمة القضية.
كما أمر الملك سلمان بإعفاء المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني من منصبه.
عسيري: من اليمن إلى الاستخبارات
يعتبر عسيري من المقرّبين من ولي العهد، محمد بن سلمان، وكان يحضر اجتماعاته مع عدد كبير من المسؤولين الزائرين للمملكة، وآخرها اجتماع مع الممثل الأميركي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد، في الرياض في 10 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقبل تعيينه في منصب نائب رئيس الاستخبارات العامة في 2017، كان عسيري المتحدّث الرسمي باسم التحالف العسكري الذي تقوده المملكة في اليمن في مواجهة المتمردين الحوثيين منذ مارس/ آذار 2015.
ويتولّى عسيري الذي يتحدث العربية والفرنسية والإنكليزية، منصب مستشار في وزارة الدفاع التي يقودها ولي العهد الشاب (33 عاما). ويوصف اللواء عسيري في المملكة، بحسب الأذرع الإعلامية للسلطة السعودية، بأنه "واحد من أمهر الطيّارين السعوديين المعروفين عالمياً".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز"، قد ذكرت في وقت سابق أنّ السعودية ستحمّل مسؤولية مقتل خاشقجي للواء عسيري، مستندة في معلوماتها إلى مصادر قالت إنها "على علم بتلك الخطة".
سعود القحطاني وتويتر
يعرف عنه هو أيضاً قربه من ولي العهد، وقد ظهر برفقته في صور مع العديد من الملوك والرؤساء والزعماء في حفلات عشاء خاصة، بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيّان.
ويعدّ القحطاني أحد أبرز المسؤولين السعودين الذين يستخدمون تويتر، وغالباً ما ينشر تغريدات مندّدة بأشخاص ودول، على رأسها قطر التي قطعت السعودية علاقاتها معها وفرضت عليها حصاراً في يونيو/ حزيران 2017.
Twitter Post
|
ويتابع القحطاني على تويتر أكثر من مليون مستخدم. وبعيد إعفائه من منصبه، غرّد القحطاني: "أتقدّم بجزيل الشكر والعرفان لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسموّ سيدي ولي العهد الأمين، على الثقة الكبيرة التي أولوني إياها، ومنحي هذه الفرصة العظيمة للتشرّف بخدمة وطني طوال السنوات الماضية".
وتابع: "سأظل خادما وفيا لبلادي طول الدهر، وسيبقى وطننا الغالي شامخا".
Twitter Post
|
ويتولّى القحطاني حاليا منصب "رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ذكرت في 12 تشرين الأول/ أكتوبر، أنّ القحطاني تواصل مع خاشقجي ودعاه للعودة إلى السعودية من منفاه الاختياري في الولايات المتحدة، حيث يكتب مقالات تنتقد سياسات ولي العهد.
وفي حوار خاص أجري مع خاشقجي قبل مقتله، نشرته مجلة "نيوزويك" الأميركية الجمعة، وصف خاشقجي القحطاني ومسؤولا سعوديا آخر يدعى تركي آل الشيخ بأنهما "بلطجيان". وقال "الناس يخافونهما. في حال قمت بتحديهما، قد ينتهي الأمر بك في السجن، وهذا حصل".
ووصف الصحافي السعودي القحطاني بأنه "أهم رجل في الإعلام" في الرياض، مشيرا إلى أنه يسيطر على أنشطة العلاقات العامة التابعة للحكومة. وكان القحطاني غرد العام الماضي قائلا: "أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين".
وباستثناء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يبدو أنّ الرواية التي قدمتها السعودية حول مقتل خاشقجي إثر "شجار" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لم تقنع المجتمع الدولي؛ إذ أعلنت عدّة دول ومنظمات تشكيكها بالرواية، فيما ذهب آخرون إلى المطالبة بتحقيق دولي سريع.
(فرانس برس، العربي الجديد)