سي.إن.إن: السعودية تستعد للإقرار بمقتل خاشقجي أثناء التحقيق

15 أكتوبر 2018
بن سلمان ادعى أن خاشقجي غادر السفارة سريعاً (Getty)
+ الخط -

نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية، عن مصدرين مطّلعين، الإثنين، أن السعودية تستعد للإقرار بأن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قتل أثناء التحقيق الذي "سار في اتجاه خطأ"، وأن الهدف الأساسي من العملية كان "الاختطاف".

وذكرت الشبكة، نقلًا عن أحد المصدرين، أن التقرير السعودي الذي سيصدر حول الواقعة سيخلص إلى أن "العملية ضد خاشقجي تمّت بدون تصريح وبلا شفافيّة"، وأن "المتورطين فيها سيُحمّلون المسؤولية".

وأضافت المصادر أن التقرير لايزال في مرحلة الإعداد، وأن بعض المعطيات المذكورة تبقى قابلة للتغيير في التقرير النهائي.

من جانبها، أكدت "نيويورك تايمز" ما نقلته "سي إن إن"، وأضافت نقلا عن مصدر اشترط عدم الكشف عن هويته، أنه من الممكن إلقاء اللوم على أحد مسؤولي الاستخبارات السعودية، وأن هذا المسؤول مقرّب من ولي العهد محمد بن سلمان، مضيفاً أن "المسؤول المتهم كان غير كفء وسعى لإثبات ذاته في عمليات سرية".

بدورها، ذكرت شبكة "إن.بي.سي"، نقلا عن ثلاثة مصادر، أن الرياض تعدّ تقريرا تقرّ فيه بأن خاشقجي قتل داخل القنصلية.

وأضافت الشبكة أن التقرير السعودي سيقدم تفسيرا يعفي محمد بن سلمان من مسؤولية قتل خاشقجي.

ويمثّل هذا الإقرار السعودي، حال وقوعه، تراجعًا عن الرواية التي ما زالت الرياض تتشبث بها منذ حديث ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لوكالة "بلومبيرغ" بعد ثلاثة أيام من اختفاء خاشقجي، بأن الأخير "خرج من السفارة بعد وقت قصير".

وتتقاطع هذه المعطيات الجديدة مع الطرح الجديد الذي قدّمه، في وقت سابق اليوم، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد حديثه مع الملك سلمان بن عبد العزيز، حين أشار إلى إمكانية وجود "قتلة مارقين" متورّطين في الواقعة، رغم أن الفريق السعودي سافر عبر طائرات خاصّة مملوكة للدولة، وتحرّك أفراده من خلال جوازات سفر دبلوماسيّة.

وتعليقا على التقارير الإعلامية بشأن استعداد السعودية للإقرار بمقتل خاشقجي أثناء التحقيق، قال ترامب إنه اطلع على تقرير إعلامي أفاد بأن المسؤولين السعوديين ربما يقولون إن خاشقجي قتل خلال استجواب "جرى دون إذن"، لكن "لا أحد يعلم" إذا كان تقريرا رسميا.

وأدلى ترامب بهذه التصريحات ردا على أسئلة من الصحفيين خلال زيارة لولاية جورجيا لتفقد آثار الدمار الذي أحدثه الإعصار مايكل.

وقال السيناتور الأميركي، ديك دوربين، من ولاية إلينوي، إن اختفاء خاشقجي "مثال على تطرف الإدارة السعودية، وعلينا ألا نعتبر المملكة حليفًا يمكننا الوثوق به". 

وذكر السيناتور دوربين، في تصريحات أدلى بها لقناة "سي إن إن"، مساء الإثنين، أنه تحدث هاتفيًا مع السفير السعودي لدى واشنطن، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وأن الأخير أبلغه بأن الرياض لا ترغب في مشاركة الولايات المتحدة بتحقيقات اختفاء خاشقجي.

وتابع قائلا "اختفاء خاشقجي مثال على تطرف الإدارة السعودية، وعلينا ألا نعتبر المملكة حليفًا يمكننا الوثوق به، فهي تكمم أفواه من ينتقدها".

واستطرد في السياق ذاته قائلا "فماذا نحن فاعلون الآن؟ هل ستبقى العلاقات طبيعية (مع المملكة)؟ وهل سنواصل بيع الأسلحة لها؟ أمل أن نتخذ خطوة مختلفة".

وذكر كذلك أن "الولايات المتحدة تدعم الإدارة السعودية المسؤولة عما تشهده اليمن من حرب، وموت، ومجاعة، فعلينا غدًا أن نرفع هذا الدعم".

وشدد دوربين على ضرورة توقف الرئيس ترامب عن دعم السعودية، مطالبًا إياه بفرض عقوبات اقتصادية عليها.

إلى ذلك، كشف مصدر في مكتب المدعي العام التركي لـ"الجزيرة" أن الفحص الأولي داخل القنصلية السعودية أظهر أدلة واضحة على مقتل خاشقجي، رغم محاولات طمسها، مشيرا إلى أنه جرى تعتيم غرف القنصلية السعودية كي تشبه المختبرات.

وكانت السلطات السعودية قد وافقت أخيرًا على دخول وفد المفتشين الأتراك إلى مبنى قنصلية بلادهم في إسطنبول، ومباشرة التحريات داخلها، علمًا أن صحافيين رصدوا إدخال كميات كبيرة من موادّ التنظيف قبيل وصول وفد المحققين الأتراك.



المساهمون