العراق: 15 يوماً للحكومة أو الفراغ الدستوري

02 أكتوبر 2018
وصول سليماني قد يحسم مصير العبادي (الأناضول)
+ الخط -


يضع حسم ملف رئاسة الجمهورية في العراق الكتل السياسية العربية الشيعية أمام تحدّي التوافق خلال الأيام الـ15 المقبلة أو الدخول في فراغ دستوري قد ينعكس سلباً على الوضع الأمني الهش أصلاً. فمع حسم استحقاق منصب رئيس الجمهورية يكون المتبقي من سلة الرئاسات الثلاث هو رئيس الحكومة، بعد اختيار رئيس البرلمان ونائبيه ورئيس الجمهورية ضمن المدد الدستورية المقيدة للعملية السياسية في العراق.

في هذا السياق، أكّد أحد وزراء حكومة تصريف الأعمال في بغداد بأن "أي بوادر لاتفاق نهائي نحو حسم الخلاف الشيعي ـ الشيعي لم تتوفر حتى الآن"، مضيفاً بأن "هناك تبايناً وخلافات داخل المعسكر الواحد، في ملفات عدة، أبرزها توزيع المناصب بالحكومة الجديدة، وقد نشهد مفاجآت بالأيام المقبلة تؤثر على مجمل المعادلة السياسية بالعراق".

وسوّق الوزير حول ذلك أمثلة عدة، منها أن "معسكر البناء، المقرّب أو المدعوم من إيران، متأثر بالخلافات بين نوري المالكي وهادي العامري، وهي خلافات سياسية بالغالب، وأخرى متعلقة بتقارب العامري مع الصدريين، بينما فالح الفياض، المنشق عن تحالف النصر بزعامة رئيس الحكومة حيدر العبادي، يجد نفسه بعد التحاقه بالتحالف (البناء) مهمشاً. أما القوى السنية التي تحالفت مع المعسكر المقرب من إيران، مثل تحالف الكرابلة بزعامة جمال الكربولي ورئيس البرلمان الجديد محمد الحلبوسي وكتلة خميس الخنجر، وعلي الصجري وأبو مازن والحزب الإسلامي، فجميعهم يجدون أنفسهم على الهامش، وقد تذهب حقوقهم كمكوّن سني لصالح الجناح السني الآخر المتحالف مع الصدر والحكيم والعبادي. وفي حال فاز تحالف البناء بتشكيل الحكومة الجديدة، فإنه سيستنفد كل نقاطه في التشكيلة الوزارية ورئاسة الهيئات المستقلة، وكذلك الحال نفسه في حال ذهبوا إلى حكومة توافقية بين الصدر والفتح بزعامة هادي العامري، فإن المناصب وتوزيعها سيكونان على أساس الحصص لكل معسكر لا الكتل".

ولفت إلى أن "الأكراد، رغم تشتتهم، ما زالوا محافظين على أنفسهم كمكون سياسي داخل معادلة المحاصصة، لكن اليوم هناك لوم وتراشق اتهامات بين القيادات العربية السنية على ذوبان مقاعدهم البرلمانية، التي يبلغ مجموعها نحو 80 مقعداً بين المعسكرين الشيعيين". وذكر أنه "لغاية الآن لم تطرح القوى السنية برنامجاً موحّداً لها حول ما وعدت به جمهورها قبل الانتخابات في المدن الشمالية والغربية من العراق، بما يتعلق بالمدن المحررة من تنظيم داعش وإعمارها وملف المعتقلين والمختطفين والتعويض المالي لهم عما لحق بهم من خسائر".



في الإطار عينه، كشفت تسريبات من داخل تحالف الفتح، بزعامة العامري، عن "أنه من المتوقع وصول زعيم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إلى بغداد خلال ساعات، لعقد اجتماعات مع قيادات سياسية شيعية بهدف إنهاء الخلافات في وجهات النظر داخل تحالف البناء، وكذلك الخروج بتسوية جديدة تتضمّن حكومة جديدة تشاركية لا تقصي الصدريين من الحكومة، لكنها تهمش بالوقت نفسه قوى عدة أبرزها تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي". وبحسب المصادر ذاتها فإن "وصول سليماني قد يحسم الجدل بخصوص عادل المهدي المطروح حالياً بين القوى السياسية كمرشح تسوية".

بدوره، قال علي السنيد، القيادي في تحالف الإصلاح، وهو المعسكر الذي يعد مقتدى الصدر وحيدر العبادي وعمار الحكيم واياد علاوي أبرز أقطابه، لـ"العربي الجديد"، إن "حسم ملف رئاسة الجمهورية يعني الذهاب نحو الحكومة لا محال، والرئيس الجديد ملزم بتقديم المرشح، بمعنى أنه ملزم بتحديد الكتلة الأكثر عدداً". وأضاف أنه "حالياً نحن الأكثر عدداً اليوم، ولدينا 147 توقيعاً مثبّتاً داخل البرلمان وتحالف البناء (المالكي ــ العامري)، لديهم 114 توقيعاً فقط، لذا نحن بطبيعة الحال الكتلة التي ستشكل الحكومة". وحذّر من أن "أي اتفاقات أو مجاملات على حساب الدستور تجعل من أي حكومة قادمة غير دستورية". ورجّح عضو تحالف الفتح حسين الفريجي، أن "يذهب الجميع إلى المحكمة الاتحادية في حال لم تُحسم النتيجة سياسياً"، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد" بأن "ملامح الاتفاق أو الاختلاف ستتكشف خلال يومين".

أما في انتخابات إقليم كردستان، فقد كشفت النتائج الأولية عن تقدم واضح وبفارق كبير للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني على غريمه التقليدي الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي تتنافس على قيادته أجنحة عدة، منذ وفاة زعيمه السابق جلال الطالباني.

وبحسب مسؤول في مفوضية الانتخابات بالإقليم فإن "الحزب الديموقراطي سيستأثر بنحو 40 مقعداً في نهاية العد والفرز، ومع وجود تقارب بينه وبين الأقليات المسيحية والتركمان، فإنه قد يحقق أقل من نصف مقاعد البرلمان، ما يمنحه حق تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم، بالإضافة إلى أن هذا الفوز سيرجح موقف البارزانيين الذين يملكون أصلاً 26 مقعداً في برلمان بغداد على حساب الاتحاد الكردستاني".

وأمس الإثنين التقى كل من مرشح الاتحاد الكردستاني لرئاسة الجمهورية برهم صالح ومنافسه مرشح الحزب الديموقراطي فؤاد حسين، السفير الإيراني إيرج مسجدي، داخل السفارة الإيرانية في بغداد، بحسب صور نشرتها وسائل إعلام عراقية لكلا الزيارتين. وحول ذلك قال عضو التيار المدني في بغداد طلال الليثي إن "الزيارة تهدف لحسم الموقف الإيراني حيال كلا المرشحين".