ترامب: سننقل سفارتنا إلى القدس العام المقبل.. وإسرائيل ستضطر لتقديم تنازلات

25 يناير 2018
ترامب: لدينا اقتراح سلام عظيم للفلسطينيين (نيكولاس كام/فرانس برس)
+ الخط -

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الخميس، عقب "لقاء ودي" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في دافوس، إن قضية القدس لن تعود مطروحة على أجندة أي مفاوضات سلام مستقبلية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإن السفارة الأميركية في القدس ستفتح أبوابها خلال عام، واصفاً خطوة واشنطن بأنها "تاريخية وفي غاية الأهمية"، مشيراً إلى أن "إسرائيل ستضطر، من جهتها، لتقديم تنازلات".

وذكر ترامب أن "قضية القدس عرقلت المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وأنه سينقل السفارة الأميركية إلى المدينة اعتباراً من السنة المقبلة، رغم عدم وجود مبنى مناسب من حيث الحجم، مشدداً "نعتزم افتتاح نموذج صغير منها في وقت ما السنة المقبلة".

وحاول الرئيس الأميركي الإقناع بأنه لا يزال يمكنه أن يكون وسيطاً نزيهاً، بعدما اعتبرته السلطة الفلسطينية "وسيطاً منحازاً للاحتلال الإسرائيلي"، موضحاً: "لدينا اقتراح للسلام، إنه اقتراح عظيم للفلسطينيين"، مضيفاً أن "إسرائيل ستضطر، أيضاً، لتقديم تنازلات"، وفق ما أوردت "فرانس برس".

وواصل ترامب تصعيده بحق الفلسطينيين، إذ هدد بحجب المساعدات عن الفلسطينيين إذا لم يخوضوا محادثات سلام مع إسرائيل، وقال إن الفلسطينيين تعاملوا بازدراء مع الولايات المتحدة برفضهم الاجتماع مع نائبه، مايك بنس، خلال زيارة قام بها أخيراً للشرق الأوسط، شملت مصر والأردن ودولة الاحتلال.

وأوضح الرئيس الأميركي، أنه يسعى لإحلال السلام في الشرق الأوسط، مضيفاً أنه يأمل في أن يسود المنطق السليم بين الفلسطينيين للسعي من أجل السلام، لكنه حذر قائلاً: "عندما أبدوا عدم احترام تجاهنا، قبل نحو أسبوع، بعدم سماحهم لنائب الرئيس بمقابلتهم، ونحن نعطيهم ملايين الدولارات مساعدات ودعماً، وهي أرقام هائلة، أرقام لا يفهمها أحد.. هذه الأموال مطروحة على الطاولة، ولن تذهب إليهم ما لم يجلسوا ويتفاوضوا من أجل السلام"، وفق "رويترز".

من جهته، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بقرار ترامب بشأن القدس، واصفاً أياه بأنه "تاريخي"، زاعماً أنه "يعترف بالتاريخ وبالواقع وبني على أساس الحقيقة".


رد فلسطيني
في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "سياسة التهديد والتجويع والتركيع لن تجدي مع الشعب الفلسطيني"، مضيفا، في تصريح للصحافيين بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، إن "قضية القدس هي قضية مقدسة، وهي مفتاح الحرب والسلام في المنطقة، وهي لا تباع ولا تشترى بكل أموال الدنيا، والتهديد بقطع أموال الأونروا هي سياسة مرفوضة ولن نقبل بها بالمطلق".

وجدد أبو ردينه التأكيد على "التزام الجانب الفلسطيني بالسلام القائم على قرارات الشرعية الدولية الممثلة بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وقرارات القمم العربية، ومبادرة السلام العربية، وفق حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وأوضح: "ما لم تتراجع الإدارة الأميركية عن قرارها بخصوص مدينة القدس المحتلة فلن يكون لها أي دور في عملية السلام.. فإذا بقيت قضية القدس خارج الطاولة، فأميركا خارج الطاولة أيضا".

وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن "التصريحات اللا مسؤولة التي أدلى بها رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، خلال لقائه رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو على هامش منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا تؤكد عدم أهليته في رعاية أية عملية سلمية".

وشدد أن "قضية القدس لم يتم إزاحتها عن طاولة المفاوضات، وإنما تم إزاحة الولايات المتحدة خارج الإجماع الدولي". واعتبر عريقات هذه التصريحات "إهانة للعرب جميعاً من المسلمين والمسيحيين واليهود، الذين يدعمون إقامة سلام دائم وشامل"، موضحا: "من يعتقد أن القدس أزيحت من طاولة المفاوضات فعليه أن يعلم أن السلام أزيح من الطاولة أيضاً".

وانتقد عريقات "لغة ترامب الاستفزازية" و"إصراره على ممارسة الابتزاز السياسي والمالي الرخيص وفرض العقوبات، وإلقاء التهديدات والتعليمات على القيادة والشعب الفلسطيني"، وأعرب عن استنكاره الشديد لما صرح به ترامب بأن الأموال الأميركية ستبقى على الطاولة طالما أن الفلسطينيين لن يلعبوا معنا.

وقال: "إن القضايا الجوهرية والمصيرية لشعبنا ليست لعبة كما يراها ترامب، ولن نسمح له بجعل وجودنا على هذه الأرض لعبة أو مقامرة، وعليه التمييز بين الحقوق الأصيلة للشعوب في حقها المشروع والمكفول في القانون الدولي في سيادتها على أرضها وتقرير مصيرها وبين صفقات الأعمال والمقايضات وفرض الإملاءات بكيفية التعامل مع قضايانا الوطنية".

وأضاف أن "إصرار ترامب على إزاحة القدس من الطاولة، والتهديد باشتراط بقاء الأموال على الطاولة بمدى التزام الفلسطينيين بالشروط الأميركية، والتأكيد على نقل السفارة الأميركية إلى القدس بحلول عام 2019 هو ضرب من الوهم، وإن قضية الأموال والمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى شعبنا ليست منّة أو هبة إنسانية كما يعتقد ترامب، حيث إن قيمة الالتزام والتمويل الدولي ليست قيمة مالية أو قضية منح وتبرعات، وإنما هي قضية سياسية بحتة، وتعبر عن واجب المجتمع الدولي والتزامه القانوني والسياسي تجاه شعبنا حتى إنهاء الاحتلال وتمكينه من السيطرة على أرضه وموارده واقتصاده وحدوده وأجوائه".

وأكد عريقات أن "هذه التصريحات يجب أن تشكل إنذاراً للقادة العرب وصناع القرار وكل دول العالم"، وزاد: "لقد حان الوقت لاتخاذ مبادرات جدية لإنقاذ المنطقة والعالم بأسره من فوضى دولية لا تحمد عقباها".

بدورها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، لوكالة "فرانس برس"، أن "عدم لقاء ظالم ليس دليلاً على عدم الاحترام، بل دليل على احترامك لذاتك".

وبحسب عشراوي، فإن "هؤلاء الذين لم يقوموا فحسب بعدم احترام حقوق الفلسطينيين، بل وخرقوا القانون الدولي (...) هم هؤلاء في الإدارة الأميركية الذين قرروا الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل". وتابعت "هذا ليس مجرد عدم احترام، هذه ضربة وجودية للفلسطينيين".

(العربي الجديد)