هل يجمع كولر المغرب والبوليساريو على طاولة واحدة لحل نزاع الصحراء؟

24 يناير 2018
كولر يكثف جهوده للتوصل إلى حل سياسي(رياد كرامدي/فرانس برس)
+ الخط -
يكثف المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، جهوده من أجل بدء مفاوضات جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو، بهدف التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه ينهي الصراع القائم بين الطرفين منذ عقود.

ومن المرتقب أن يعقد كولر، اليوم الأربعاء، لقاء في برلين مع جبهة البوليساريو، من أجل حلحلة مسار المفاوضات المباشرة المتجمد مع المغرب، قبل أن يعقد اجتماعاً مع الطرف المغربي على حدة، بغاية دفع الطرفين إلى الجلوس سوية في مباحثات ثنائية.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الصحراء المغرب وجبهة البوليساريو، لبدء مفاوضات ثنائية مباشرة في برلين الألمانية، وذلك عبر توجيهه دعوة إلى وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، وأيضاً الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي.

وبحسب ما كشفه المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس الثلاثاء، فإن دعوة الأمم المتحدة تم توجيهها أيضاً إلى كل من وزيري خارجية موريتانيا، إسلكُ ولد أحمد إزيد بيه، والجزائر، عبد القادر مساهل، باعتبار أن البلدين لديهما علاقات جوار مع الأطراف المتنازعة بشأن نزاع الصحراء الممتد منذ السبعينيات من القرن الماضي.

ومهد كولر، الذي خلف كريستوفر روس، لدعوته الأطراف المتنازعة حول الصحراء إلى مباحثات ثنائية، بسلسلة من اللقاءات أجراها قبل بضعة أسابيع مع مسؤولين سامين في كل من منظمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، لدفع ملف الصحراء إلى الأمام، تحضيراً لأول تقرير سيقدمه في إبريل/نيسان المقبل إلى مجلس الأمن الدولي.

وفيما يرى متابعون للوضع في الصحراء أن عودة المغرب إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليساريو في السياق الحالي المتسم بنجاحات الدبلوماسية المغربية في أفريقيا، و"انحسار" مد البوليساريو، هو في صالح الجبهة ومن يدعمها، يجد آخرون أن المفاوضات المباشرة رغم أهميتها لن تحقق الشيء الكثير لحل نزاع الصحراء.

ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية، سعيد الصديقي، أنّ النزاع لا يزال يخضع لآليات التسوية السلمية تحت رعاية الأمم المتحدة، ولا يستطيع مجلس الأمن أن يفرض أي حل على الأطراف ما دام النزاع لا يهدد حتى الآن الأمن والسلم الدوليين، لافتاً إلى أن "المغرب لن يقبل بأي قرار ملزم في هذه المسألة، وسيسعى من خلال حلفائه في مجلس الأمن لإبطال أي محاولة في هذا الجانب".

ويلفت الصديقي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "يظل أمام أي مبعوث جديد للأمم المتحدة هامش وحيد للحل، وهو إقناع الأطراف المعنية بالجلوس إلى المفاوضات المباشرة"، مبيناً أن "هذه المفاوضات لن تفضي إلى أي نتيجة ما لم تشترك الجزائر إما بشكل مباشر أو غير مباشر في إيجاد التسوية النهائية للنزاع".

ويرى المحلل ذاته أن "المشكلة التي تواجه أي محاولة أو مبادرة لحل النزاع، هي أن قضية الصحراء نتيجة لطبيعة العلاقات بين دول المنطقة خلال مرحلة ما بعد الاستعمار، خصوصاً بين الجارين المتنافسين المغرب والجزائر"، معتبراً "أن لا إمكانية لحل سهل وقريب للنزاع ما لم تتغير جذرياً موازين القوى السائدة حالياً في المنطقة".

ويذهب الصديقي إلى أن المبعوث الأممي إلى الصحراء قد ينجح في إقناع الأطراف بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وقد تجرى سلسلة أخرى من جولات المفاوضات، لكنه يرى أن "الوضع القائم سيستمر كما هو"، موضحاً أن "سعي المغرب لتعزيز حضوره في أفريقيا، سيدفع منافسيه في المنطقة إلى العمل على إدامة هذا النزاع ليشكل كابحاً لطموحاته الإقليمية".

المساهمون