تشهد أحزاب مغربية أجواء تنظيمية ساخنة وغير مسبوقة مع اقتراب مواعيد انعقاد مؤتمراتها العامة، والتي ينتظر أن تحسم في انتخابات قياداتها، إما بالتغيير أو الإبقاء على الزعامات الحالية، وخاصة أحزاب "العدالة والتنمية" و"الاستقلال" و"الأصالة والمعاصرة".
ينتظر حزب "العدالة والتنمية"، الذي حلّ أولا في الانتخابات التشريعية الأخيرة ويقود الحكومة، عقد مؤتمره الوطني الثامن في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وهو موعد للحسم في انتخاب الأمين العام للحزب.
وفي انتظار عقد المؤتمر العام، يبرز سيناريوهان اثنان لا ثالث لهما، إما إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران زعيما للحزب لولاية ثالثة، بعد أن يتم تعديل القانون الداخلي، إما اختيار أمين عام جديد يواكب مرحلة الحكومة الحالية التي يترأسها سعد الدين العثماني.
ويرتقب أن يعقد "العدالة والتنمية"، في الأيام القليلة المقبلة، لقاء لمناقشة أطروحة المؤتمر، وإمكانية تعديل القانون الداخلي الأساسي للحزب، بعد أن تم تأجيله من موعده المقرر سلفا، وهو غد الأحد، لغياب قيادات في الحزب بسبب السفر والمهام الرسمية.
"البام" في مفترق طرق
أما حزب "الأصالة والمعاصرة" (البام)، الذي جاء في المركز الثاني في آخر تشريعيات شهدها المغرب، فيعيش حالة ترقب في انتظار عقد دورة المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب) في الواحد والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، والتي ستخصص للحسم في قرار استقالة إلياس العماري من قيادة الحزب.
وفي انتظار عقد المجلس الوطني لـ"الأصالة والمعاصرة"، انطلقت النقاشات الداخلية، إذ دعا العديد من قيادييه إلى رفض استقالة العماري، فيما يؤكد آخرون أن برلمان الحزب ليس مخولا قانونيا للنظر في الاستقالة، كما ظهرت أصوات أخرى تدعو إلى عدم تنظيم الاجتماع، والإبقاء على الحبيب بلكوش، الذي يقود الحزب مؤقتا، أمينا عاما للحزب.
الاستقلال: صراعات قبل المؤتمر
ويعيش حزب "الاستقلال"، الذي لا يشارك في الحكومة الحالية، والذي حلّ ثالثا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إحدى مراحله الحاسمة بوجود توترات واختلافات كبيرة داخله، الشيء الذي بات يهدد عقد المؤتمر السابع العشر المقرر نهاية الشهر الجاري، عبر تأجيله للمرة الثالثة إلى وقت آخر، بسبب تداعيات الخلافات بين الأطراف المتصارعة على زعامة الحزب.
واشتد الخلاف داخل حزب "الاستقلال" بين ثلاثة تيارات، الأول يقوده القيادي ورجل الأعمال الصحراوي المعروف، حمدي ولد الرشيد، ثم تيار الأمين العام، حميد شباط، الذي أصبح شبه معزول بعد أن قرر الترشح لولاية ثانية، وتيار يقوده الوزير السابق، نزار بركة، وتيار يدعى "الخط الثالث" ويضم قيادات كانت بالأمس القريب مساندة لشباط.
ولم تحسم "التيارات الثلاثة" في حزب "الاستقلال" خلافاتها التنظيمية بشأن عقد المؤتمر السابع عشر، الذي سيشهد انتخاب أمين عام، حيث جرت أمس واليوم اجتماعات اللجنة التنفيذية، والتي لم تسفر عن نتائج بخصوص حسم موعد تنظيم المؤتمر، ما يدفع بسيناريو تأجيله إلى وقت لاحق.
وسبق لحزب "الاستقلال" أن أعلن تأجيل المؤتمر السابع عشر بعد أن كان مقررا في مارس/ آذار الماضي، بسبب خلافات بين الأمين العام الحالي وعضو اللجنة التنفيذية، حمدي ولد الرشيد، فيما تتجه الأنظار بالخصوص إلى نزار بركة، والذي بات يوصف بكونه "رجل المرحلة" داخل حزب الاستقلال، لينهي بذلك مرحلة شباط، الذي يبدو أنه لم يعد مرغوبا فيه من لدن صناع القرار في البلاد، باعتراف من شباط نفسه.