بعد فشل مؤتمر لندن ضد قطر: تصعيد الرياض وأبوظبي

19 سبتمبر 2017
أصيب أداء دول الحصار بإرباك كبير (معتصم الناصر/العربي الجديد)
+ الخط -


أصيب الأداء العام للمنظومة السياسية والإعلامية التي تتولى استهداف دولة قطر، في كل من أبوظبي والرياض، بإرباك كبير، بعد الفشل المدويّ الذي مني به ما سميّ مؤتمر المعارضة القطرية في لندن، في الرابع عشر من سبتمبر/أيلول الجاري، والذي نظمته أبوظبي ودعمته بالتمويل والإسناد الإعلامي، ولم يحضره غير ثلاثة قطريين، بعد امتناع كثيرين عن القدوم إليه في العاصمة البريطانية، على الرغم من إغراءات مالية كبيرة، فاقتصرت كثافة الحضور فيه على جنرال إسرائيلي وخبراء وسياسيين يمينيين أميركيين وبريطانيين، معروفين بعدائهم للقضايا العربية وولائهم لإسرائيل.

وبعد انكشاف هذا الفشل الذي سخر منه المواطنون القطريون في وسائل التواصل الاجتماعي، عمدت سلطات أبوظبي ونظيرتها السعودية إلى محاولة إحداث فتنة في دولة قطر، بإشاعة حالة انقسام في أوساط العائلة الحاكمة، يروجها تصعيد إعلامي تنشط فيه فضائيتا "سكاي نيوز" الإماراتية التمويل في أبوظبي، و"العربية" السعودية التمويل في دبي، فضلا عن وسائل إعلام سعودية وإماراتية أخرى، وذلك بإبراز بيانات منسوبة لشخصيتين قطريتين من الأسرة الحاكمة في قطر، وإظهارهما معارضين لأمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.


وفيما تجاهلت الدوحة، حكومياً وإعلامياً، تحريض إعلام أبوظبي والسعودية المتواصل، على صعيد الرهان على هذين الشخصين، رد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بسخرية على دعوة أحدهما، وهو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، المقيم في لندن، أعضاء الأسرة الحاكمة وأعيان قطر، إلى ما سمّاه "اجتماعاً وطنياً"، وذلك في بيان روّجته الفضائيتان المذكورتان، وأنفقتا ساعات في الحديث عنه.


وقد تساءل حساب حمد "أفهم من كلامك إنك تدعو أهل قطر وأعيانها ورجالها وكافة الشعب إلى السعودية؟ يعني نترك قطر ونجيك؟ طب عطنا اسم القاعة وإن شاء الله جايين". كما رد نشطاء التواصل الاجتماعي على الدعوة التي قوبلت بالهزء منها، بوسم #الشعب_يردد_تميم_المجد، الذي تصدر الترند في قطر ومنطقة الخليج.

ومحاولة لمداراة الفشل الذريع الذي لقيه بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، بعد إذاعة "العربية" و"سكاي نيوز" مضمونه مساء الأحد الماضي، وبعد التجاهل الشعبي والرسمي له، بدأت سلطات أبوظبي ونظيرتها السعودية، المكلفة خصوصاً بالدعاية الخائبة ضد قطر، إلى محاولة يائسة أخرى، تمثلت في استخدام ورقة أخرى، ظناً من أصحابها أنها ستكون مجدية في غرضهما، وهي بيان للشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، يؤيد فيها دعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى "الاجتماع الوطني"، حيث ظهر يتلو بياناً قال إنه من مقر إقامته في باريس، مهاجماً الحكومة القطرية، وملمّحاً إلى تأييده أي محاولة للانقلاب على الأمير الشيخ تميم.


وقال في بيانه إن "الحكومة سمحت للدخلاء والحاقدين ببث سمومهم في كل اتجاه حتى وصلنا إلى حافة الكارثة"، وأثنى على العاهل السعودي، وقادة دول الحصار. وتأكيدا لدعوة عبد الله بن علي آل ثاني، طلب سلطان بن سحيم، من شيوخ آل ثاني، الاستجابة، والاجتماع من أجل تقرير مصير حكم قطر.

وكان اسم سلطان بن سحيم الذي تبنى رواية دول الحصار في الأزمة الخليجية قد ظهر في أغسطس/آب الماضي، حينما نشر المغردان الشهيران مجتهد وكشكول، معلومات تفيد بأن السعودية تجهز لمحاولة انقلاب في قطر، يكون هو قائدها ظاهريا. وقال كشكول إن سلطان بن سحيم كان كثير التردد على ولي العهد السعودي الحالي، الأمير محمد بن سلمان، قبيل اندلاع الأزمة مع قطر. وذكر أن علاقة بن سحيم بأمراء سعوديين توطدت عبر مشاريع كان ينوي إقامتها في الرياض، وبتكلفةٍ تجاوزت ثلاثين مليار ريال سعودي (8 مليارات دولار)، وهو يحظى بعلاقات وثيقة مع أمراء سعوديين، وشيوخ قبائل في السعودية.

ويلتقي بيان سلطان بن سحيم مع بيان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، حيث دعا أيضا أعضاء الأسرة الحاكمة وأعيان قطر، في حسابه الشخصي في موقع تويتر، إلى الاجتماع، بغرض "التباحث في كل ما يخص الأزمة، وما نستطيع عمله لنعيد الأمور إلى نصابها، ولتقوية اللحمة الخليجية".

ولم يفصح عبدالله آل ثاني عن مكان الاجتماع الذي ينوي عقده، لكنه أرفق عنوان بريد إلكتروني من أجل "التواصل بكل خصوصية عبره" كما قال. فيما أيد سلطان بن سحيم الدعوة إلى الاجتماع من دون أن يحدد مكاناً أو زماناً له، وذلك في بيانٍ له استقبل على مواقع التواصل الاجتماعي بالاستهجان والاستنكار، حيث وصفه الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني بأنه "قائم على الكذب والخيانة لوطنه من غرّ أحمق يقاد كالنعجة"، مؤكدا "كلنا خلف سمو الأمير ونفديه وقطر بأرواحنا"، فيما وصفه المغرد الدكتور حزام الحزام بأنه بيان ضعيف، كتب في أبوظبي، وتم إلقاؤه في أبوظبي أيضاً.