ألغام "داعش" تفتك بمواطني المدن العراقية المحررة

01 سبتمبر 2017
نداءات عاجلة لتفكيك ألغام "داعش" (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

طالب مسؤولون محليون عراقيون، اليوم الجمعة، بتدخل دولي عاجل للمساعدة في رفع الألغام والعبوات الناسفة وتفكيك المتفجرات التي خلّفها تنظيم "داعش" الإرهابي في الأحياء السكنية والشوارع والبنايات العامة، والتي ما زالت تشكل خطراً على حياة المدنيين في عدد من المدن الرئيسة التي مضى على تحريرها أكثر من عام.

وتأتي المطالبة بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في أعداد ضحايا الألغام والمواد المتفجرة داخل تلك المدن، وتوجيه تهم فساد لعدد من الشركات الأجنبية التي تم التعاقد معها لرفع تلك الأجسام المتفجرة، وتفكيكها في المنازل والمباني التي تم تفخيخها من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، وأعلنت عن انتهاء مهامها ورفع جميع المواد الخطرة إيذانًا بإعادة السكان إلى المدن.

وبلغ عدد ضحايا ألغام "داعش" في صفوف المواطنين، خلال العام الجاري، أكثر من 80 قتيلًا ونحو 160 جريحًا، بينهم 50 مدنيًّا أصيبوا بإعاقات دائمة.

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في محافظة الأنبار، غرب العراق، راجع العيساوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة المحلية لديها تخوّف كبير جداً بسبب العبوات الناسفة، لأن تنظيم "داعش" فخخ أعمدة الكهرباء والمنازل والبنايات العامة والشوارع وحتى الأشجار.

وأضاف العيساوي: "نطالب بتدخل دولي عاجل للمساعدة في رفع الألغام والمتفجرات وتفكيكها في مدن الأنبار المحررة، والتي ما زالت تشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين ويذهب ضحيتها قتلى وجرحى بشكل مستمر". وأوضح أن "أبرز المناطق المحررة في الأنبار، والتي تعاني من كثرة الألغام والمتفجرات التي لم يتم تفكيكها حتى الآن، هي مناطق النعيمية، جنوب الفلوجة، ومنطقة جزيرة الخالدية، شرقي الرمادي، وحي البكر في مدينة الرمادي، وكذلك مدينة هيت، غرب المحافظة".



وبيّن أن "التخوف يتزايد على المناطق التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم داعش، وهي عنّة وراوه والقائم، خشية أن يتكرر سيناريو التفخيخ الذي اتبعه التنظيم في المدن المحررة سابقاً".

وإلى شمال العاصمة بغداد، طالب مجلس محافظة صلاح الدين، على لسان رئيس اللجنة الأمنية جاسم جبارة، بتدخل دولي لرفع الألغام والمتفجرات التي تشكل خطراً على حياة الأهالي، موضحاً: "ندعو إلى تكاتف الجهود الدولية لرفع الألغام والعبوات الناسفة وتفكيكها من المناطق المحررة بإشراف مختصين".

وقال جبارة، في تصريح صحافي: "حصل حادث قبل أيام، حيث تجمع عدد من شباب ناحية العلم، شرقي تكريت، وبينما كانوا يجلسون ويتسامرون انفجر فيهم لغم أرضي أدى إلى مقتل اثنين منهم وجرح آخرين".

وتابع جبارة: "لا بد من تدخل دولي لرفع وتفكيك الألغام في المدن المحررة، فهناك عبوات وألغام منتشرة بصورة عشوائية تحتاج إلى معالجة بطريقة جديدة ومتطورة لإبعاد الخطر عن الأهالي".

وإلى جانب ذلك، تحاول فرق إزالة المتفجرات في مدينة الموصل (450 كلم شمال العاصمة بغداد)، إزالة ما خلفه تنظيم "داعش" في المدينة حتى الآن، وخاصة في الجانب الأيمن الذي تعرض إلى دمار هائل.

وكشف حامد الحسني، أحد عناصر فرق تفكيك المتفجرات في الموصل، أن "عملية تتبّع وكشف وتفكيك المتفجرات خطيرة وصعبة جداً بسبب الطريقة المعقدة التي اتبعها تنظيم داعش الإرهابي في تفخيخ كل شيء في المدينة".

وبيّن الحسني لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم فخخ كل شيء؛ من أعمدة الكهرباء والأشجار والشوارع والأرصفة والمنازل حتى الأجهزة الكهربائية وصنابير مياه الشرب والأرضيات والأبواب والشبابيك والأثاث المنزلي، ولهذا نواجه صعوبات بالغة في تتبع المتفجرات وتفكيكها".

وأوضح الحسني: "تنقصنا أجهزة حديثة لكشف المتفجرات، فهناك أماكن لا نتوقع أن تكون مفخخة لكنها تنفجر في ما بعد بمدنيين أو عسكريين بشكل مفاجئ، لهذا فإننا نحتاج إلى الخبرات الدولية والأجهزة المتطورة في كشف وإزالة المتفجرات حتى نتمكن من تنظيف أحياء المدينة تمهيداً لإعادة الأهالي، رغم الدمار الهائل الذي لحق بها".

وتعرضت الأنبار لأغلب عمليات التفخيخ التي اتبعها تنظيم "داعش" في مدن المحافظة، بحسب الخبراء، منذ منتصف عام 2014، حتى استعادة السيطرة على معظمها بين مطلع ومنتصف 2016.

وكان مجلس الأنبار كشف في يناير/كانون الثاني 2016، عن وجود أكثر من 200 ألف لغم وعبوة ناسفة منتشرة في كافة أحياء مدينة الرمادي بعد تحريرها.

وقال خبير المتفجرات مظهر الجبوري، إن "فرق إزالة المتفجرات تتكون من عناصر قليلة، وبخبرات متواضعة وأجهزة غير متطورة لكشف المتفجرات، ورغم ذلك تمكنت من إزالة آلاف العبوات وتفكيكها في المدن المحررة".

ووقع عشرات المدنيين في الأنبار وصلاح الدين والموصل بين قتيل وجريح بسبب انفجار الألغام والعبوات الناسفة والمنازل المفخخة، بينهم أطفال.


المساهمون