النظام السوري يكثف الاعتقالات والاغتيالات في درعا

26 اغسطس 2017
عنصر من قوات النظام في درعا (يوسف كاروشان/فرانس برس)
+ الخط -
نفت المعارضة السورية، أن تكون أفرجت عن طيار النظام الأسير لديها علي الحلو، ووضعت ثلاثة شروط للإفراج عنه، في وقت شنّت فيه قوات النظام حملة اعتقالات في درعا جنوبي البلاد، في عملية يُعتقد أنّ هدفها مبادلة المعتقلين بالطيار المذكور.

وأكدت قوات "الشهيد أحمد العبدو" التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، بحسب مكتبها الإعلامي، أنّ الطيار ما زال موجوداً لديها، مشيرة إلى أنّ النظام يعمل على قتله من خلال استهداف الأماكن التي يتم نقل الطيار الأسير إليها.

ووضعت قوات "الشهيد أحمد العبدو" ثلاثة شروط للإفراج عن الطيار، مشيرة إلى أنّ فصائل المعارضة في البداية توافقت على هذه الشروط، وهي: أولوية معرفة مصير المقدم حسين الهرموش، وإتمام عملية تبادل أسرى يتم بموجبها إخراج عدد من المعتقلات من سجون النظام، فضلاً عن السماح بإدخال مواد غذائية وطبية إلى مخيمات الحدلات والرقبان جنوبي سورية، بعد شهر كامل من حصارها، وهي التي تضم أكثر من 90 ألف نسمة.

وحسين الهرموش ضابط مختطف من قبل النظام السوري منذ نحو ست سنوات، يُعتبر أول ضابط منشق عن النظام، ومؤسس "الجيش السوري الحر"، وأحد رموز الثورة السورية.

وتمكّنت غرفة عمليات "الأرض لنا"، التي تضم فصيلي "أسود الشرقية و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، في 15 أغسطس/ آب الحالي، من إسقاط طائرة حربية من طراز "ميغ 23" في ريف السويداء الشرقي، وأسر قائدها الرائد علي الحلو، المتحدر من بلدة تلكلخ بريف حمص، وهي رابع طائرة حربية يتم إسقاطها للنظام في هذه المنطقة خلال الفترات الأخيرة.


إلى ذلك، شارك المئات في مظاهرات جابت بعض مدن وبلدات الجنوب السوري، تطالب بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام، والضغط على فصائل المعارضة لوضع حد لخروقاته، ولاسيما ما يتعلّق بعمليات الاعتقال والاغتيالات.

وقال ناشطون، إنّ المظاهرات شملت العديد من بلدات ومدن حوران مثل صيدا والحراك ودرعا البلد ونوى وأنخل وجاسم، حيث طالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام، ولاسيما عقب حملة الاعتقالات الأخيرة التي نفذتها قوات النظام، على حاجز مدينة خربة غزالة الجنوبي الذي يربط بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام.

واعتقلت قوات النظام المتمركزة على هذا الحاجز، خلال الأيام الثلاثة الماضية، العشرات من سكان مناطق المعارضة في محافظة درعا، في أكبر حملة اعتقالات منذ الإعلان عن الهدنة الأخيرة.

وقال الناشط محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ قوات النظام اعتقلت نحو 30 شخصاً من أهالي ريف درعا الشرقي، منذ الأربعاء الماضي، بينهم 11 امرأة على هذا الحاجز الذي يُعتبر المخرج الوحيد للأهالي في شرق درعا، وخاصة طلاب الجامعات والمرضى.

ورجح الشلبي أن يكون هدف هذه الاعتقالات، الضغط على فصائل المعارضة بهدف مبادلة المعتقلين بالطيار الأسير علي الحلو.

من جهتها، ردّت فصائل المعارضة على خروقات قوات النظام، واستهدفت بالمدفعية الثقيلة حاجز خربة غزالة الجنوبي، وحذرت الأهالي من التوجّه لمناطق سيطرة النظام خوفاً من عمليات الاختطاف.

وتقول مصادر محلية، إنّ قوات النظام تحاول إنهاء الهدنة في محافظة درعا، من خلال تكثيف عمليات الاعتقال والاغتيالات باستخدام العبوات الناسفة، مشيرة إلى تسجيل ست عمليات اغتيال، الأسبوع الماضي، إضافة إلى تفكيك أكثر من 15 عبوة ناسفة شرقي درعا، تم زرعها من قبل مجموعات تتبع لقوات النظام.


وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، طالبت "رابطة الإعلاميين" الفصائل العاملة في الغوطة بـ"تبييض سجونها" بمناسبة اقتراب عيد الأضحى.

وقالت الرابطة، بعد اجتماع عقدته في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، إنّها وجهت خطابات لـ"جيش الإسلام" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" إضافة إلى "فيلق الرحمن" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، للإفراج عن جميع المعتقلين في سجونها، وتواصلت مع المجالس المحلية، التي تملك قوائم بأسماء المعتقلين.

وتعتقل كل جهة عسكرية في الغوطة الشرقية، مقاتلين للأطراف الأخرى ومدنيين، غالبيتهم بين "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" الذي تُنظم ضده مظاهراتٌ بشكل دوري، تطالب بالإفراج عن المعتقلين في سجونه.