هل توقف إيطاليا حلم حفتر بالسيطرة على طرابلس الليبية؟

02 اغسطس 2017
إيطاليا تدعم خفر السواحل الليبي (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت ليبيا، يوم الأربعاء، وصول أول قطعة بحرية عسكرية أرسلتها إيطاليا، لبدء تنفيذ طلب حكومة الوفاق الليبية الذي صادق عليه البرلمان الايطالي.

الخطوة الإيطالية تعكس موقفًا إيطاليًّا مجمعًا عليه حول العملية التي أكدت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي، في كلمتها يوم أمس أمام مجلس النواب والشيوخ الإيطالي، أنها جاءت استجابة لطلب من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج.


وكشفت بينوتي أن خطة الحكومة الإيطالية تقضي بنشر سفن حربية لمساعدة خفر السواحل الليبي، وأنها وضعت قواعد للاشتباك داخل المياه الليبية إذا ما تعرضت الزوارق للخطر.

وأكدت مصادر مقربة من المجلس الرئاسي أن الإصرار الإيطالي على إنفاذ المهمة أوقع رئيسه السراج في حرج كبير، بدت ملامحه ببيان رسمي له ولوزير خارجيته، محمد سيالة، الخميس الماضي، ينفي طلبه تدخلًا عسكريًا إيطاليًا. وأوضحت المصادر ذاتها أن "الأمر اقتصر على طلب دعم خفر السواحل الليبي، ما قد يستوجب وجود زوارق في مهمة الدعم"، لكنه أكد أن الوجود العسكري لا يتضمن نشر طائرات أو بوارج حربية، كما أكد على سيادة التراب الليبي. 

المصادر ذاتها قالت لـ"العربي الجديد"، إن السراج تلقى طلبات من البعثة الأممية ودول عربية لتوضيح طبيعة المهمة الإيطالية التي تحدثت تقارير صحافية عن أنها ستتضمن نشر قطع عسكرية بحرية داخل المياه الإقليمية الليبية.

وأوضحت المصادر أن "السراج الذي شعر برجحان كفة حفتر خلال لقائه به في باريس، والدعم الفرنسي الكبير له، لجأ إلى إيطاليا لطلب مساعدتها في حماية وجوده داخل طرابلس والأجزاء الغربية من البلاد، خوفًا من أن تقع فريسة لطموح الجنرال المتقاعد خليفة حفتر"، لافتة إلى أن خطوة السراج لم تكن مدروسة بشكل كافٍ.


وتابعت: "فرنسا ومصر وراء الضغط الحالي على السراج، بينما تمكنت إيطاليا من حشد دعم أوروبي للموافقة على مهمتها العسكرية"، في إشارة لتصريحات الممثلة السامية للسياسة الخارجية بالاتحاد، فيدريكا موغريني، أمس الثلاثاء، بأن الاتحاد ينسق بشكل مباشر مع السلطات الإيطالية في هذه المهمة.

وتعتقد المصادر أن إيطاليا تمكنت من إنهاء إعلان باريس بانتزاع طلب التواجد العسكري من السراج، والتشويش على المساعي الفرنسية في اختطاف قيادة الملف الليبي منها، لكنها في الوقت ذاته أضعفت من مكانة السراج في نظر دول كبرى داعمة له.

وأكدت المصادر أن حلم حفتر بالتقدم نحو طرابلس بات مستحيلًا في ظل وجود قوات إيطالية في طرابلس، وقبلها في مصراته، وبالتالي لا مفر من التنسيق مع الجانب الإيطالي في أي تسوية قادمة.