الشرطة الإسبانية تواصل التحقيق في اعتداءي برشلونة وكامبريلس

19 اغسطس 2017
أوقفت الشرطة أربعة من المشتبه بهم (بو بارينا/فرانس برس)
+ الخط -
يتواصل التحقيق في الاعتداءين اللذين أسفرا عن سقوط 14 قتيلاً في كتالونيا، بسرعة في إسبانيا، بعد كشف خلية تضم حوالى 12 شخصاً والتي نفّذت الاعتداءين على عجل، عقب فشل خطة أولى كان يمكن أن تسبب سقوط عدد أكبر من الضحايا، في وقت أكدت فيه السلطات رفع حالة التأهب الأمني في البلاد.

وقُتل في اعتداء برشلونة 13 شخصاً، بينما توفي شخص متأثراً بجروح أُصيب بها في اعتداء كامبريلس. وأدى الاعتداءان إلى إصابة مائة شخص آخرين بجروح. وينتمي الضحايا إلى 35 بلداً على الأقل.

وبعد تبنّيه اعتداء الدهس في برشلونة، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، اليوم السبت، عبر وكالته الدعائية، مسؤوليته عن الاعتداء في بلدة كامبريلس، يوم الخميس.

وقالت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، إنّ "جنود الخلافة" نفّذوا هجومين بشكل متزامن في كامبريلس وبرشلونة، يوم الخميس، أديا إلى مقتل أو جرح أكثر من 120 من "رعايا دول التحالف الصليبي واليهود"، على حد وصفها.


وقد أعلن وزير الداخلية الإسباني خوان إغناسيو ثويدو، اليوم السبت، أنّ بلاده رفعت مستوى التأهب ضد هجمات إرهابية محتملة إلى المستوى الرابع، من أصل 5 مستويات، أي ما قبل الدرجة القصوى التي تشير إلى أنّ هناك هجوماً وشيكاً، مشيراً إلى أنّ السلطات تلقّت أكثر من 250 تحذيراً حول عمليات إرهابية محتملة، وذلك عبر المكالمات الهاتفية من مواطنين.

وقال ثويدو، في مؤتمر صحافي، للتعليق على الاعتداءين، إنّ الحكومة ستعزّز الأمن في المناطق المزدحمة والسياحية، مضيفاً "سنعيد توجيه جهودنا وسنسخرها لكل مكان أو منطقة تحتاج إلى حماية خاصة". وذكر أنّ السلطات الإسبانية تعتبر أنّ الخلية التي تقف وراء الهجمات جرى تفكيكها تماماً.

وكان المتحدث باسم شرطة كتالونيا، جوزيب لويس ترابيرو، قد قال، مساء الجمعة، إنّ هذه الخلية قد تكون متورطة في الاعتداءين اللذين تمثلا بعمليتي دهس لمصطافين في برشلونة، ثم في كامبريلس جنوباً.


وقد أوقف أربعة من هؤلاء المشتبه بهم، الخميس والجمعة، بينما فرّ رجل نُشرت هويته وصورته اللتان تكشفان أنّه مغربي يُدعى يونس أبو يعقوب، ويبلغ من العمر 22 عاماً، بينما قُتل خمسة آخرون من أفراد الخلية، ليل الخميس الجمعة.

وبين المهاجمين الذين قتلوا ثلاثة شبان مغاربة يعيشون في إسبانيا منذ طفولتهم، وهم موسى أوكبير (17 عاماً)، وسعيد علاء (18 عاماً)، ومحمد هشامي (24 عاماً)، وجميعهم من سكان ريبول، البلدة التي تضم عشرة آلاف نسمة وغير البعيدة عن جبال البيرينيه.

وكُشفت هويات ثلاثة أشخاص آخرين مرتبطين بالهجومين، لكن لم يتم توقيفهم. وقد يكون اثنان منهم قُتلا في الانفجار الذي تلاه حريق في منزل، الأربعاء، في الكنار، التي تبعد مائتي كيلومتر عن برشلونة، ربما كانت المجموعة تصنع فيه عبوات ناسفة.


وقال المتحدث باسم شرطة كتالونيا، إنّه عُثر "في هذا المنزل على بقايا شخصين مختفيين نحاول التحقّق مما إذا كانا اثنين من الأشخاص الثلاثة المتورطين في الاعتداءين، وعندها سيكون علينا البحث عن شخص ثالث".

وأضاف أنّ سائق الشاحنة الصغيرة التي دهست المارة في برشلونة، لم يُعرف بعد، نافياً معلومات أفادت بأنّه موسى أوكبير. وتابع أنّ هذين الاعتداءين قد يكونان نُفذا بدلاً من اعتداءات "أوسع".

وفي هذا الإطار، يبدو أنّ انفجار الكنار أدى إلى تجنّب عملية أخرى أوسع، إذ قالت الشرطة إنّ المهاجمين خسروا المكونات الرئيسية لإنتاج عبوات ناسفة فيه.

وأخرجت الشرطة عشرات من عبوات الغاز، لكن لم يُعرف ما إذا كانت ستُستخدم لربط عبوات ناسفة فيها.

وأوضحت الشرطة أنّه لهذا السبب نُفّذ الاعتداءان "بهذه الطريقة البدائية" ولم يكونا "بالحجم الذي كان يأمل فيه" المخططون.

وكان مسؤول أمني فرنسي قد صرّح، لـ"أسوشييتد برس"، بأنّ الشرطة الإسبانية تبحث عن سيارة رينو من طراز "كانغو" استأجرها الأشخاص المشتبه بضلوعهم في الاعتداءين، وربما عبرت الحدود إلى فرنسا.

وقال المسؤول، شريطة عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث علناً عن عملية البحث، إنّ الشرطة الإسبانية أبلغت السلطات الفرنسية بشأن السيارة التي تم استئجارها الخميس في إسبانيا.

وأضاف أنّ الشرطة الفرنسية في أرجاء البلاد تبحث عن السيارة، وتلقت معلومات من إسبانيا بشأن أربعة أشخاص طلقاء يشتبه بضلوعهم في الاعتداءين.



(فرانس برس، أسوشييتد برس)