عقوبات بوتين ضد واشنطن: سقوط الرهان الروسي على ترامب

31 يوليو 2017
سقوط الرهان الروسي على ترامب (صول لويب/فرانس برس)
+ الخط -



فاجأ قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بطرد 755 دبلوماسيا أميركيا من روسيا، ردا على عقوبات الكونغرس الجديدة ضد موسكو، إدارة الرئيس دونالد ترامب، وهي الغارقة أصلا في أزماتها الداخلية ومستنقع التحقيقات في تدخل موسكو بالانتخابات الأميركية.  

وقد بدا رد الفعل الأميركي الأولي على التصعيد الروسي باهتاً ومرتبكاً، واقتصر على الإعراب عن الأسف، فيما أكد تأخر ترامب في التعليق، بشكل مباشر، على خطوة بوتين التصعيدية، وهو الذي لا يترك لا شاردة ولا واردة في تغريداته اليومية إلا وأدلى برأيه بشأنها، أن سيد البيت الأبيض بات خارج معادلة العلاقات بين واشنطن وموسكو، وأنه ليس الجهة الأميركية المخولة الرد على موسكو، وهو الذي سيوقّع مجبرا على قانون العقوبات الجديد الذي أقره الكونغرس رغم معارضته الشديدة له.

وتؤشر حدة رد الفعل الروسي على العقوبات الأميركية الجديدة إلى خيبة أمل روسية من ترامب، وربما إلى قناعة جديدة لدى بوتين بأن الرهان على صديقه، الذي وصل إلى الرئاسة الأميركية بشبهة العلاقة مع موسكو، لم يعد مجدياً، فـ"الحاكم الفعلي" في البيت الأبيض هم جنرالات الجيش الأميركي وصقور الحزب الجمهوري، وليس من قبيل الصدف أن يتزامن الرد الروسي، أيضا، مع زيارة نائب الرئيس الأميركي، مايك بينس، إلى دول البلطيق في أوروبا الشرقية، حيث تنتشر الصواريخ الأميركية التي تهدد موسكو وتحد من توسيع نفوذها في أوروبا. 

ورغم قول بينس، عقب لقائه قادة دول البلطيق الثلاث، أستونيا ولاتفيا وليتوانيا، إنه يأمل بأيام وعلاقات أفضل مع روسيا، لكنه كان حريصا على طمأنة حلفاء الولايات المتحدة بأنها ستقف إلى جانبهم إزاء نزعة روسيا التوسعية، مؤكدا أهمية بقاء "حلف شمال الأطلسي قويا وموحدا" في وقت تحاول فيه روسيا "إعادة رسم الحدود بالقوة العسكرية". 

ولا يخفى أن سقوط الرهان الروسي على ترامب لن تقتصر تداعياته الخطرة على العلاقات بين موسكو وواشنطن، وصراعهما على النفوذ في العالم، من أوروبا إلى الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، إلى أميركا اللاتينية، بل ستكون له تداعيات أخطر على الوضع الداخلي الأميركي، حيث يخوض ترامب معركة البقاء في البيت الأبيض مع الاستبلشمنت الأميركي المرشح لأن يكون المستفيد الأول من التصعيد الروسي.