وأوضح السفير القطري، في جلسة نقاش بمجلس الشؤون الدولية بواشنطن، اليوم الأربعاء، أنّ "فرض الحصار على قطر شوّه سمعة دول الخليج أمام العالم، وقوّض الحرب ضد الإرهاب وأثر على جهودنا في ذلك، ومزّق الأسر وأسكت الكثير من أصوات العقل والمنطق".
وأضاف أنّ "الدول العربية التي فرضت حصاراً على قطر، لم تقدّم في الواقع أي مبرر ملموس"، مشيراً إلى أنّ الإصلاحات السياسية التي اتخذتها بلاده، خلال السنوات الـ 20 الماضية، "أزعجت بعض الدول في المنطقة".
وأوضح السفير القطري، أنّ الأزمة الخليجية "لن تحلّ عن طريق قمع الإعلام، بل عن طريق طرح دول الحصار كل مباعث القلق على الطاولة، وأن يكون هناك حوار مفتوح بشأن القضايا التي تؤثر في منطقتنا. لسوء الحظ دول الحصار لم تظهر حتى الآن إرادة حقيقية للحوار".
وقامت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وفرض حصار ضد دولة قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد حملة تحريض واسعة ومدبّرة ضد الدوحة، انطلقت بعد فبركة تصريحات لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، من قبل أبو ظبي.
وأكد السفير القطري، أنّ الحصار جعل من قطر "أكثر قوة وأكثر وحدة"، وأوضح ذلك قائلاً "على عكس أهداف دول الحصار، فقد ساعدنا على تنويع اقتصادنا وخلق شراكات جديدة، كما رفع الحصار من درجة عزمنا في الوقوف مع طموحات الشعوب ضد الدكتاتوريين".
وفي السياق، قال سفير الدوحة لدى واشنطن، إنّ وجود القوات التركية في الدوحة، لا يثير مخاوف من تفاقم الصراع في المنطقة، كما أنه جزء من التعاون بين البلدين.
ولفت آل ثاني، إلى أنّ قطر تملك علاقات ثنائية "قوية جداً" مع تركيا، شأنها شأن بعض دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن أنّ تركيا بلدٌ عضوٌ في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وأن قطر بذلك تملك علاقة متبادلة مع الحلف، مستغرباً سبب انزعاج بعض البلدان من العلاقات الجيدة بين الدوحة وأنقرة.
وأوضح آل ثاني، أنّ بلاده لا تواجه حالياً تهديدات عسكرية، و"بالتالي فإنّ الوجود العسكري التركي في قطر لا صلة له بالأزمة الراهنة التي ألحقت أضراراً بمجلس التعاون الخليجي"، مؤكداً أنّ الدوحة مستمرة بالعمل من أجل حل المسألة عبر الحوار والدبلوماسية.
وحول علاقات بلاده مع إيران، قال السفير القطري إنّ اتفاقات تجارة الغاز الطبيعي بين الدوحة وطهران، تم تنظيمها في إطار قواعد مجلس التعاون الخليجي، مذكراً بأنّ "دولة الإمارات العربية المتحدة تملك علاقات أفضل مع إيران".
ونفى السفير القطري، أن تكون علاقات بلاده مع إيران، هي السبب الذي أشعل الأزمة مع بعض الدول العربية، ذلك أن قطر مثل الإمارات، تملك علاقات مع إيران، وأن كلا البلدين يسيّر 18 رحلة طيران أسبوعية إلى طهران.
وكان السفير القطري في الولايات المتحدة، قد ذكر في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية"، الشهر الماضي، إنّ الحصار الذي فرضته دول خليجية على بلاده يستهدف استقلالها، مشدداً على أنّ "قطر دولة مستقلة ذات سيادة".
(العربي الجديد، الأناضول)