تداعيات تفكّك التحالف الحاكم في العراق: العبادي يمهّد لتحالف جديد

25 يوليو 2017
العبادي شكّل تياراً سياسياً جديداً (Getty)
+ الخط -

يضرب الخلاف السياسي والتصدّع في العلاقات، أطناب كتل التحالف الحاكم في العراق، ليغلق كل الأبواب أمام أي محاولة لجمعها تحت مظلّة تحالف واحد لخوض الانتخابات المقبلة. فبعد يوم واحد من إعلان رئيس التحالف، عمّار الحكيم، عن تشكيل حزب جديد لخوض الانتخابات، تتكشّف أوراق رئيس الحكومة، حيدر العبادي (جزء من التحالف)، بتمهيده هو الآخر لحزب جديد، ما يعني أنّ تفكك التحالف الوطني انتهى إلى غير رجعة، وسط استمرار خلاف الزعامة بين قادته.

وقال مسؤول سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الانقسام السياسي لم يضرب كتل التحالف الوطني فحسب، بل حتى حزب الدعوة الإسلامي، الذي يتزعمه نوري المالكي، وينتمي له العبادي أيضاً"، مبيناً أنّ "الخلاف داخل الحزب وداخل التحالف الوطني ليس جديداً، ولكنّ الجديد هو التحركات الأخيرة التي كشفت نهايتهما، وإعلان تشكيلات جديدة لخوض الانتخابات المقبلة".

وأوضح المسؤول أنّ "العبادي شكّل تياراً سياسياً تحت مسمّى (تيّار التحرير والبناء)، وقد سجّله رسمياً في مفوضية الانتخابات"، مبيناً أن "العبادي يُعدّ الآن لأن يكون هذا التيار ائتلافاً سياسياً كبيراً، من الممكن أن يكون البديل عن ائتلاف دولة القانون، أو عن التحالف الوطني الحاكم حالياً".

وأشار إلى أنّ "العبادي يواصل لقاءاته مع القادة السياسيين، خصوصاً من داخل التحالف الوطني، ومنهم مقربون من المالكي، وقد ضمّ عدداً منهم لتياره الجديد، كما يسعى لأن يستقطب قادة سياسيين كبارا من خارج التحالف الوطني، ووجوهاً جديدة، لها نفوذ مجتمعي وعشائري في كافة المحافظات".

وأكد "عدم وجود نقاط التقاء بين العبادي وبين ورئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، بسبب تنازع القيادة، كما لا يوجد تقارب بين العبادي والمالكي، وهذا أمر مسلّم به، بينما تستمر الحوارات بين العبادي والتيار الصدري، وهناك تقارب سياسي كبير بينهما، من الممكن أن ينتهي بتوافق وتحالف سياسي مستقبلي".

من جهتها، أكدت النائبة عن ائتلاف دولة القانون، نهلة الهبابي، في تصريح صحافي، أنّ "العبادي يعتزم تشكيل ائتلاف جديد لخوض الانتخابات المقبلة"، مبينةً أنّ "الائتلاف الجديد لن يكون بمعزل عن حزب الدعوة".

ورجّحت الهبابي أنّ "يضم ائتلاف العبادي الجديد شخصيات سياسية شابة من خارج حزب الدعوة"، مؤكدة أنّ "العبادي لم ينسحب من ائتلاف دولة القانون ولا من حزب الدعوة".

وكانت أزمة صراع السلطة بين مكونات التحالف الوطني الحاكم في العراق قد انتهت أمس، بعدما أعلن رئيس التحالف، عمّار الحكيم، تشكيل حزب جديد يضمّ قيادات كبيرة من التحالف الوطني، بينما قدّم شكره لإيران على دعمها المستمر.


المساهمون