مصطفى البرغوثي: هناك مخطط إسرائيلي لتقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق

04 يونيو 2017
البرغوثي: الحل هو توحيد الصف الفلسطيني (العربي الجديد)
+ الخط -




قال الأمين العام لـ"حركة المبادرة الوطنية" الفلسطينية مصطفى البرغوثي، اليوم الأحد، إن "إسرائيل تريد استغلال أية مفاوضات للغطاء على توسعها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية"، محذراً من مخطط إسرائيلي قديم بخصوص تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق وكذلك فصل قطاع غزة.

وشدد البرغوثي خلال تصريحات لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر صحافي عقده في رام الله، في الذكرى 50 لنكسة فلسطين واحتلال الضفة الغربية بما فيها القدس واحتلال قطاع غزة، على أنه "لا يوجد أية حكومة في إسرائيل تريد السلام مع الفلسطينيين، ولا يوجد أية حكومة إسرائيلية مستعدة لخوض مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين".

وقال أمين عام المبادرة الفلسطينية إن "أي تقدم في مفاوضات أو غيرها لن يحدث بدون تغيير ميزان القوى بيننا وبين إسرائيل، والمدخل هو توحيد الصف الفلسطيني".

وخلال المؤتمر الصحافي قال البرغوثي، إن "إسرائيل تطبق الآن المخطط الإسرائيلي الذي طرحه إيغال ألون وهو من حزب العمل الإسرائيلي، بعد حرب العام 1967 مباشرة، واعتمدته الحكومة الإسرائيلية وقد كان ينص على خلق كم استيطاني كبير في محيط الأغوار ومحيط القدس، وكذلك تجمعات استيطانية في مناطق الخليل ونابلس وبيت لحم، وهذا يهدف لتجزئة الضفة الغربية إلى 3 أجزاء، علاوة على فصل قطاع غزة".

وأوضح البرغوثي: "لدينا معلومات بأن المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أبلغوا دولا عديدة بأنهم لن يسمحوا بقيام دولة فلسطينية، وسيقسمون الضفة لثلاثة أجزاء، بالإضافة إلى غزة"، لافتا إلى أن خطة ألون تقوم إسرائيل بتطبيقها. فيما لفت إلى أن من وضع هذه الخطة من حزب العمل، ويقوم بتطبيقها حزب الليكود.

وأشار خلال المؤتمر، إلى أن الأراضي التي تسيطر عليها المستوطنات في الضفة الغربية أكبر بكثير من عدد المستوطنات، التي بلغت منذ العام 1967 وحتى الآن 133 مستوطنة، إضافة إلى 123 مستوطنة شرعنت إسرائيل 25% منها.

وشدد البرغوثي على أن إسرائيل تحاول أن لا يطغى البعد الديموغرافي للفلسطينيين على الإسرائيليين، فعزلت 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة بعد إعادة انتشارها عام 2005، ثم تتابعت الإجراءات من بناء جدار الفصل العنصري والطرق الالتفافية الاستيطانية.

وأكد أمين عام حركة المبادرة أن أكبر إنجاز في عام 1967، هو أن الشعب الفلسطيني صمد في أرضه ورفض تجربة النكبة مرة أخرى، رغم العدوان الإسرائيلي الشرس، حيث إن بقاء الفلسطينيين في وطنهم صنع الفشل الأول والأكبر للمشروع الصهيوني.

وأكد أن إسرائيل لم ترد سلاماً في يوم من الأيام، بل أرادت الاستيلاء على كل فلسطين، وأن تهيمن على المنطقة بأسرها، فبغض النظر عمن كانوا في حكومات إسرائيل، فإن جميع الأحزاب الصهيونية اشتركت في مؤامرة الضم والتهويد ضد الشعب الفلسطيني، مشددا على أنه بدون تغيير ميزان القوى فإن أي مفاوضات تجري ستكون دعوة للاستسلام أو غطاء للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي تستغله إسرائيل بشكل بشع.

وأوضح البرغوثي أنه لا يمكن تغيير ميزان القوى إلا بخمسة عناصر: "المقاومة الشعبية الواسعة، والمقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل، وإنهاء الانقسام البائس وإنشاء قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني وهو المعبر الأول لتغيير ميزان القوى، والاستمرار في دعم صمود الناس وبقائهم في فلسطين لأنه أفشل المشروع الصهيوني وتصفية القضية، وإعادة بناء التكامل بين مكونات الشعب الفلسطيني الثلاث في الأراضي المحتلة عام 1948 وفي الخارج والداخل بما يشمل الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة".

وقال البرغوثي إن "ما نواجهه كشعب فلسطيني غير مسبوق في التاريخ، ولم يحدث أن واجه شعب في العالم مثل هذه الهجمة المعقدة والمتنوعة التي تقوم بها إسرائيل، من تطهير عرقي واستعمار احتلالي استيطاني بهدف وضع اليهود مكانهم، والاحتلال الأطول في التاريخ البشري الحديث، وتحول الاحتلال إلى منظومة التمييز العنصري الأسوأ في تاريخ البشرية".

ولفت إلى أن شعب فلسطين طوال هذه السنوات لم يرضخ ولم يستسلم وقاوم هذا الظلم الاحتلالي الاستيطاني وسيواصل مقاومته حتى ينال حريته، وأن إسرائيل تمارس نظام تمييز عنصري.

واستعرض البرغوثي ما تقوم به إسرائيل منذ عام 1967 بالأرقام، بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، والهدف منه تقسيم الضفة الغربية وفصل قطاع غزة لمنع قيام دولة فلسطينية، لافتا إلى أن إسرائيل احتلت الأرض لكنها لم تستطع تهجير الشعب الفلسطيني، علاوة على سعي إسرائيل من خلال رؤساء حكوماتها لتقليص مساحة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال البرغوثي: "أنا لا أريد أن يخدع الفلسطينيون أنفسهم ويظنوا أن باستطاعة حزب أن يكون صهيونيا ويريد السلام بنفس الوقت"، مضيفاً أن "الاستيطان يرتفع بعد توقيع أي اتفاق سلام سواء بين العرب أو الفلسطينيين من ناحية وبين إسرائيل من ناحية أخرى، ويقل حيثما وجدت الحروب".

وأوضح أن إسرائيل جزأت الضفة الغربية إلى 225 جزيرة منفصلة بالاستيطان والحواجز وجدار الفصل العنصري، فيما تسعى لضم منطقة ج للمستوطنات والتي تشكل 62% من مساحة الضفة الغربية.

وشدد أمين عام المبادرة الفلسطينية على أن الفلسطينيين تعلموا 3 دروس بعد النكسة بالمواجهة مع إسرائيل، وهي "الاعتماد على النفس وعدم انتظار المعونة من الآخرين، وضرورة أن ينظم الشعب الفلسطيني نفسه، وتحدي الاحتلال والقوانين الإسرائيلية".

في غضون ذلك، قال البرغوثي: إن "أكبر خطا في تضييع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 هو الاعتراف بإسرائيل دون أن تعترف بفلسطين، والاعتراف بإسرائيل دون تحديد حدودها، وأن اتفاق أوسلو هو اتفاق جزئي انتقالي دون تحديد النتيجة النهائية، حيث أدى لوقف الانتفاضة دون وقف الاستيطان".