تفاقم أزمة المدنيين بالرقة والنظام يحشد للهجوم على درعا

03 يونيو 2017
طائرات روسيا والنظام عاودت غاراتها على درعا(محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
يتواصل القصف العنيف على مدينة الرقة السورية من جانب طيران التحالف الدولي، ومدفعية مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وسط أنباء عن وقوع مجزرة في حارة الجميلي، جراء قصف جوي ذهب ضحيته عشرات القتلى.

وأوردت صفحة "الرقة تذبح بصمت"، والتي يديرها ناشطون من المدينة، أن أكثر من 90 قذيفة سقطت على مدينة الرقة منذ مساء أمس، مشيرة إلى تواصل الاشتباكات في محيط مزرعة حطين قرب مدينة الرقة.

وذكرت مصادر محلية أن تنظيم "داعش" انسحب من بلدتي المنصورة وهنيدة في ريف الرقة الغربي، باتفاق مع مليشيات "قسد". وأوضحت أن الرتل الذي خرج من البلدتين ومحيط سد "البعث" توجه إلى البادية السورية، من خلال طريق وحيد تركته المليشيات الكردية مفتوحًا لهذا الغرض، فيما تحدثت مصادر أخرى عن مهاجمة طائرات روسية هذا الرتل.

وكانت قوات "قسد" قد أعلنت أنها اقتحمت البلدتين الواقعتين قرب سد "البعث"، على ضفاف نهر الفرات في ريف الرقة الغربي، وفيهما أكثر من خمسة آلاف مدني كان تنظيم "داعش" يحتجزهم من أجل التفاوض على خروج مقاتليه من البلدتين.

من جهتها، أكدت الناطقة الرسمية لعملية "غضب الفرات"، جيهان شيخ أحمد، لوسائل إعلام محليّة، أن عملية السيطرة على الرقة ستبدأ في الأيام القليلة المُقبلة بهدف طرد تنظيم "داعش" من المدينة. ونفت ما يتردد حول انسحاب التنظيم من الرقة باتجاه البادية السورية، أو وجود أي اتفاق بين الطرفين.

وأكدت جيهان أحمد أن المعارك قائمة على أشدها في محيط مدينة الرقة، وأن الخطة العسكرية الموضوعة للسيطرة على المدينة تسير على قدم وساق.



إلى ذلك، ذكر تلفزيون النظام السوري أن الطيران الأميركي ارتكب مجزرة في حي الجميلي في الرقة، راح ضحيتها أكثر من 43 قتيلًا، أغلبهم من النساء والأطفال، غير أن مصادر مختلفة تواصل معها "العربي الجديد" لم تؤكد هذه الرواية حتى الآن.

وتقول المصادر إن هناك نحو 100 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل مدينة الرقة، ويعيشون ظروفًا إنسانية صعبة، وأجواء هلع وخوف نتيجة القصف المتواصل على المدينة.

وقال الناشط عبد الجبار الهويدي، لـ"العربي الجديد"، إن المواد الغذائية والأدوية بدأت تنفد بسبب حصار "قسد" للمدينة من ثلاث جهات، وتفجير "داعش" لآخر جسر كان يشكل شريان الحياة للمدنيين في مدينة الرقة.

ورجح الهويدي أن يستخدم التنظيم هؤلاء المدنيين دروعاً بشرية، محملاً التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مسؤولية سلامتهم.

من جهته، يواصل الطيران الحربي الروسي، وطيران النظام، قصف قرى تابعة لناحية عقيربات، شرق حماة، والخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش". وبحسب مصادر محلية فإن القصف أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، إضافة لدمار في المباني.

وفي جنوب البلاد، استهدفت طائرات روسية بلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي بعدة غارات جوية، ما أوقع قتلى وجرحى.

وقال المكتب الإعلامي للدفاع المدني في درعا، إن الغارات أسفرت عن مقتل شخص وجرح مدنيين اثنين، كما أفاد ناشطون بأن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على البلدة عقب الغارات الروسية.

كذلك طاول قصف مدفعي لقوات النظام الموجودة في منطقة البانوراما، مدن وبلدات طفس، ومحيط نصيب وغرز واليادودة، وأحياء درعا البلد.

في غضون ذلك، تواصل قوات النظام إرسال تعزيزات إلى محافظة درعا، في ما يعتقد أنه استعداد لهجوم كبير تخطط له على مركز المدينة. وأعلنت "غرفة عمليات البنيان المرصوص" وصول أربعة أرتال عسكرية، خلال ثلاثة أيام، إلى المحافظة، تحمل علمي مليشيا "حزب الله" اللبناني، وروسيا.

وأوضح ناشطون أن الأرتال تضم منصات إطلاق وراجمات صواريخ ومضادات أرضية ودبابات وعربات "شيلكا" وعناصر مشاة، وقد تمركزت في المنطقة الصناعية في درعا المحطة وفي ضاحية درعا، وفي كتيبة "الشيلكا" قرب قرية عتمان، شمال المدينة.

وتقول فصائل المعارضة إنها استهدفت أكثر من مرة هذه الأرتال بالمدفعية وراجمات الصواريخ، لكن ذلك لم يوقف إرسال مزيد من التعزيزات.

كذلك سيطر تنظيم "داعش"، فجر اليوم، على مواقع عسكرية عدة لقوات النظام في مدينة دير الزور، بينما تراجع التنظيم أمام قوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي.

وقال ناشطون إن مقاتلي "داعش" سيطروا على مدرسة السواقة ودوار البانوراما، إضافة إلى تلة الصنوف المطلة على اللواء 137 جنوب غرب المدينة، بعد اشتباكات بين الطرفين، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل، في حين شنّت مقاتلات حربية غارات على منطقة دوار البانوراما.

ومع هذه التطورات، يكون التنظيم قد قطع طريق إمداد اللواء 137 من جهة طريق دير الزور- دمشق، وبقي للنظام طريق واحد للإمداد، وهو طريق الطلائع، ما يعني سقوط المنطقة الممتدة من دوار البانوراما للسكن الجامعي نارياً بيد التنظيم.

وقد استقدم التنظيم تعزيزات من قرية الشولا، بعد سيطرته على تلك المناطق في المدينة، بينما شنّت قوات النظام صباح اليوم هجوماً على دوار البانوراما مدعومة بغطاء جوي، لاستعادة المواقع التي خسرتها، وما تزال الاشتباكات مستمرة.

وكان التنظيم قد سيطر، قبل أيام، على منطقة المقابر الواقعة بين الأحياء السكنية الخاضعة للنظام ومطار دير الزور العسكري، ليضع حدًا لمحاولات النظام وصل تلك الأحياء مع بعضها البعض، وفك الحصار عن المطار.

من جانبه، شنّ طيران التحالف غارات على بلدة صبيخان الواقعة شرق مدينة دير الزور، ما أدى إلى مقتل شخص وزوجته، كانا يستقلان دراجة نارية. كذلك طاولت غارات مماثلة بادية الشعيطات وحقل الورد النفطي في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.

وفي ريف حلب الجنوبي الشرقي، سيطرت قوات النظام والمليشيات المساندة لها، ظهر اليوم، على أقسام من جبال الطويحينة شرق طريق خناصر-أثريا. وقالت مصادر محلية إن قوات النظام تقدمت إلى تلك الجبال عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم "داعش" بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل.

من جهتها، أعلنت مصادر إعلامية تابعة للتنظيم مقتل 18 عنصراً من قوات النظام في محيط بلدة الحمام، بريف حلب الشرقي، وإصابة العشرات، إثر صدها هجوم قوات النظام.

وكانت قوات النظام والمليشيات المساندة لها قد سيطرت في الآونة الأخيرة على مناطق عدة بريف حلب الشرقي، وشارفت على محاصرة تنظيم "داعش" في مدينة مسكنة آخر معاقله في تلك المنطقة.

المساهمون