السيسي يغيب عن قمة أديس أبابا لفشله في أزمة سد النهضة

26 يونيو 2017
اعتذار السيسي عن القمة "غير مجدٍ" (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -



اعتذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن حضور القمة الأفريقية الـ29، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خلال الفترة من غد الثلاثاء 27 يونيو/حزيران الحالي إلى 4 يوليو/ تموز المقبل، وكلّف رئيس الحكومة شريف إسماعيل بالحضور، وهو قرار وصفه دبلوماسي مصري بأنّه "رسالة غضب"، بعد فشل كل المفاوضات بشأن سد النهضة.

وذكّر الدبلوماسي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، بأنّ السيسي حضر القمة الأفريقية في دورتها الـ28 على مستوى رؤساء الدول والحكومات، مشيراً إلى أنّ "نظام السيسي بالكامل فشل فى حل أزمة سد النهضة، وهو ما أتاح للحكومة الإثيوبية الاستمرار في عملية البناء".

وأوضح الدبلوماسي أنّ "اعتذار السيسي عن عدم حضور القمة في هذا التوقيت غير مجدٍ، بعد أيام من فشل النظام خلال مؤتمر دول حوض النيل الذي عقد في العاصمة الأوغندية"، لافتاً إلى أنّ العلاقات المصرية الإثيوبية "لم تشهد على مر السنين نوعاً من التوافق، بل كان يشوبها عدم الصدق".

وقال إنّ "سد النهضة عمل عدواني، يتحكّم في مقدرات الحياة للشعب المصري بالكامل، وسيؤدي إلى دخول مصر مرحلة الفقر المائي المدقع، ويعطي لإثيوبيا الحق في التحكّم بالمياه ولا يضمن حقوق مصر المائية وحصتها السنوية".

وتحاول مصر حالياً معالجة أخطاء وقعت فيها منذ ثمانية عشر شهراً، عقب المباحثات بين السيسي والرئيس الإثيوبي مولاتو تيشومي، بحسب الدبلوماسي، الذي أشار إلى أنّ "كل المفاوضات فشلت".

ويأتي اعتذار السيسي عن عدم حضور القمة الإفريقية في وقت غير مناسب، وفقاً للدبلوماسي، واصفاً اتفاقية إعلان المبادئ حول سد النهضة بأنّها "كارثية"، معتبراً أنّ "مصر وضعت فيها كل شيء بيد إثيوبيا، بدعوى بناء الثقة بين البلدين، بينما استغلت أديس أبابا تلك المبادئ لصالحها".

وكشفت مصادر مطلعة، من داخل رئاسة الجمهورية المصرية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، أنّ السيسي لن يحضر القمة الأفريقية المقرّر عقدها بعد أقل من 48 ساعة في أديس أبابا، وبات من المؤكد أن يقود رئيس الوزراء شريف إسماعيل الوفد المصري بالنيابة عن الرئيس، بينما زعمت تقارير بأنّ الاعتذار "جاء لارتباط السيسي بافتتاح بعض المشروعات داخل البلاد".

وقال خبير المياه والري الدولي الدكتور ضياء القوصي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ اعتذار السيسي عن حضور القمة الأفريقية "رسالة سياسية للجانب الإثيوبي، بسبب استمرار أديس أبابا فى بناء سد النهضة".

ورأى أنّ تلك الرسائل جاءت متأخرة كثيراً عن وقتها، مشيراً إلى أنّ الحكومة فشلت بنسبة 100% فى إدارة أزمة السد، بينما أدارتها أديس أبابا بكل اقتدار.

وأضاف الخبير الدولي أنّ "سد النهضة ليس نهاية المطاف بالنسبة لإثيوبيا، فهناك 4 سدود تصل سعتها إلى 200 مليار متر مكعب من المياه، ستؤثر بشكل كبير على حصة مصر المائية، بينما تصرّ إثيوبيا على التصرف بشكل منفرد".

ولفت القوصي إلى أنّ "تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، حول استمرار بلاده في بناء سد النهضة، دليل على أنّ مصر في ورطة حقيقية"، كاشفاً أنّ "الأشهر الأخيرة شهدت توتراً كبيراً في العلاقات بين مصر وإثيوبيا".

واعتبر أنّ التصريحات الإثيوبية الأخيرة عن سد النهضة "تشير إلى أنّ الموقف الفعلي لأديس أبابا لم يتغير، لا سيما في الوقت الذي أعلنت فيه تشغيل السد"، معتبراً أنّ "الملف يستحيل إعادته إلى المسار السياسي مره أخرى"، ومرجّحاً أن تشهد العلاقات الإثيوبية المصرية مزيداً من التوترات خلال الأيام المقبلة، لا سيما بعد انتهاء أعمال القمة الإفريقية".