تونس... "النهضة" و"اتحاد الشغل" يتنازعان ثمرة نجاح اتفاق الكامور

20 يونيو 2017
الطبوبي قاد جهودًا للوساطة بين الحكومة والمحتجّين(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
بدأ فصل جديد من الجدل حول "اتفاق الكامور"، ولكن هذه المرّة لجني ثمار النجاح في تجاوز الأزمة؛ وبينما ترى حركة "النهضة" أنّ الفضل يعود لوزيرها عماد الحمامي في قيادة المفاوضات، تعيد المنظمة النقابية النجاح للوساطة التي لعبها أمينها العام، نور الدين الطبوبي.

وانتهت أزمة الكامور، التي دامت أكثر من ثلاثة أشهر، بتوقيع محضر اتفاق الخميس الماضي بين ممثل الحكومة، وزير التشغيل عماد الحمامي، وممثل المحتجين والمعتصمين، الطاهر السكرافي، والد الشاب ٲنور السكرافي، وأمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي.

ويرى مراقبون أن الوزير الحمامي لعب دورًا مهمًّا منذ اندلاع أزمة محافظة تطاوين، حيث كان سفير الحكومة التونسية إلى بؤر الاحتجاجات، وكان صوت الحكومة المدافع عنها في المنابر الإعلامية خلال الأزمة؛ ومن جانب آخر، لا ينكر أحد الدور الذي لعبته المنظمة النقابية في تجاوز الأزمة، من خلال نزول أمين عام الاتحاد بثقله إلى المنطقة، وإعادة الحياة إلى مسالك ضخ البترول وإنتاجه.

وحاول كل طرف استثمار النجاح لصالحه؛ وعلى الرغم من أنّ الحمامي وزير في حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها يوسف الشاهد، فقد أبرزَ حزب "النهضة"، أنّ الفضل يعود لابن الحركة التي تحظى بثقل سياسي وانتخابي في جنوب البلاد، وبثقة أبناء محافظة تطاوين.

وبيّن رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، في معرض تعليقه على التوصل إلى اتفاق بخصوص اعتصام الكامور، إن الحركة تُهنئ وزير التكوين المهني والتشغيل عماد الحمامي على ما قام به من جهد، داعيًا في السياق ذاته شباب تطاوين إلى العودة إلى العمل بعد فض الاعتصام بصفة نهائية.

وحصر الغنوشي دور اتحاد الشغل في مباركة ما قام به وزير التشغيل من مجهود، حيث قال في تصريح لإذاعة "بنزرت أف أم"، خلال حفل تسليم مهام الكاتب العام الجهوي، والكتاب العامين المحليين، وأعضاء المكتب الجهوي للحزب في محافظة بنزرت: "نهنئ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الذي حضر لمباركة الجهد الذي قام به الوزير عماد الحمامي".



وأثارت تصريحات زعيم حركة "النهضة" حفيظة المنظمة النقابية، التي تعتبر أنها قامت بدور وطني في فض الاعتصام، وإعادة الحياة الى المنطقة.

وقال الأمين العام نور الدين الطبوبي، في حوار إذاعي، إن الاتحاد "سيظل دائمًا قوة خير وقوة اقتراح وتفاعل مع المواقف الإيجابية التي تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية اجتماعية" وفق قوله.

وشدّد على أن الاتحاد نزل بثقله في تطاوين، محملًا باقتراحات على أساس دراسات معمقة للوضع هناك، وأنه تدخل بعد أن طلبت منه الحكومة والمعتصمون ذلك.

وردًّا على الغنوشي، قال الطبوبي إنه لا ينكر دور الحمامي، "الذي أثبت تضامنًا حكوميًّا واضحًا وسعة صدر في المفاوضات"، قائلًا: "نحن لا نغبطه حقه، ولكن الغنوشي يريد تسجيل نقاط انتخابية ينبغي ألا تكون على حساب الاتحاد".

من جهته، قال الأمين العام المساعد والمتحدث الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاتحاد ليس خاضعًا للمزايدات السياسية، وسيتدخل في كل مرّة يستدعي فيها الواجب ذلك، مؤكدًا أن المنظمة لا تنتظر جزاء أو شكرًا أو مدحًا من أيّ شخص، وإنما الواجب الوطني هو الذي دفعها لإنقاذ الموقف في محافظة تطاوين، والذي كان يمكن أن يتأزم أكثر ويسير نحو مزيد التعقيد بسبب حسابات ضيقة وتجاذبات فارغة".

وأضاف أنّ تدخل الطبوبي كان ملموسًا بعد إقناعه رئيس الحكومة بتغيير بنود الاتفاق للترفيع في عدد المنتفعين بالشغل، وزيادة نصيب محافظة تطاوين من صندوق التنمية، مشيرًا إلى أنّ "القدرة على التفاوض ورحابة الصدر مكنتا الطبوبي من النجاح في القيام بدور الوساطة".

وأكد الطاهري، في تعليقه، أن "المنظمة النقابية على يقين من وجود نية بعض الأطراف لحرق تطاوين والعمل على استمرار الأزمة"، مضيفًا أن "حركة النهضة مستفيدة بدورها من هذا التصدع في انتظار الانتخابات القادمة، وفي ظل وضع متفجر"، وأنّ "أبناء تطاوين تفطنوا لذلك، ورأوا في منظمة الشغيلة مخرجًا لغلق الباب أمام التوظيف السياسي والحزبي"، وفق تعبيره.

المساهمون