حكومة العبادي تبدأ التنسيق الرسمي العسكري مع نظام الأسد

14 يونيو 2017
التنسيق يرافق انتشار مليشيات الحشد على الحدود(أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
ما إن وصلت مليشيات وفصائل "الحشد الشعبي"، ووحدات الحرس الثوري الإيراني، ومليشيات أفغانية، إلى الحدود العراقية السورية، حيث بسطت سيطرتها على نحو 110 كم منها، من مجموع 620 كم تمثل مجمل الحدود بين البلدين؛ حتى بدأ كلّ من نظام الأسد في دمشق والحكومة العراقية في بغداد مرحلة التنسيق الرسمي العسكري المباشر، وذلك من خلال الإعلان عن إنشاء مركز عمليات مشترك لإدارة المعارك، وسط تحذيرات من جرّ العراق إلى ساحة صراع دولية.

وذكر بيان صحافي لوزارة الدفاع العراقية أنّ "رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول الركن عثمان الغانمي، استقبل مساء أمس، رئيس هيئة العمليات في وزارة الدفاع السورية والوفد المرافق له"، مبيناّ أنّ "الجانبين بحثا عددًا من القضايا الحيوية، والتي من أبرزها؛ مسرح العمليات العراقي – السوري، باعتباره مسرحًا واحدًا، والعدو المشترك متمثلًا بـ"داعش"، وكيفية القضاء عليه".

وأوضح أنّ "الجانبين أكّدا المزيد من التعاون والتنسيق في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية، ومسك الحدود من قبل قوات الجيش العراقي والسوري، لإدامة الضغط المتواصل على العدو، وإنشاء مركز عمليات مشترك يتم من خلاله التنسيق بين الجانبين"، مشيراً إلى أنّه "تم بحث آخر التطورات العسكرية في الموصل وفي الجانب السوري".

وبحسب البيان، فإنّ رئيس هيئة العمليات السوري، "بارك انتصارات الجيش العراقي في الموصل"، مشيدًا بـ"قدرات القوات العراقية على حسم المعارك التي خاضتها ضدّ تنظيم داعش".

وشدّد على "متانة العلاقات بين البلدين واستمرار التعاون العسكري وفي المجالات الأخرى، من أجل مصلحة الشعبين العراقي والسوري، لحفظ الأمن والاستقرار، ومنع عبور العناصر الإرهابية داخل أراضي البلدين".

بدوره، أكد مصدر سياسي مطّلع أنّ "الوفد السوري اجتمع مع قيادات مليشيا الحشد الشعبي، وبحث معهم تعزيز التعاون العسكري المشترك".

وقال المصدر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوفد السوري التقى قيادات الحشد، وبحث معهم تطور العمليات العسكرية قرب الحدود السورية"، مبينًا أنّ "الجانبين بحثا سبل تعزيز التعاون المشترك، وأن يكون هناك تنسيق استخباري وعسكري لإدارة دفة المعارك بين البلدين، خصوصًا أن العدو مشترك".

ولفت إلى أنّ "الوفد ما زال في بغداد، وسيعقد اجتماعات أخرى مع قيادات الحشد، تتمحور حول تعزيز التعاون العسكري المشترك بينهما".

وتأتي زيارة الوفد العسكري السوري، في وقت تمدّدت فيه مليشيا "الحشد الشعبي" من المحور الغربي للموصل، وصولًا إلى الحدود مع سورية، وعززت من انتشارها المكثّف في هذا المحور، بينما يتابع قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، هذا الانتشار، وفقًا لخطة معدة سلفًا.

ويحذّر مسؤولون عراقيون من خطورة انتشار مليشيا "الحشد" في المحور الغربي للموصل، وما قد ينجم عنه من جرّ المحافظة لأن تكون ساحة للصراعات الإقليمية في المنطقة، وما ينتج عنه من تداعيات خطيرة على الوضع العراقي.​

المساهمون