العراق: المالكي محبَط ويبحث عن حلفاء جدد

02 مايو 2017
المالكي: حكومة جاهزة بالخارج قد تأتي للحكم(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
بدا نائب رئيس الجمهورية العراقي، نوري المالكي، محبطا من الوجهة السياسية للعراق، مستشعرا خسارته في الانتخابات المقبلة، ما دفعه إلى التحذير من تأخّر الانتخابات، والحديث عن حكومة جاهزة مشكّلة خارج البلاد، بينما بدأ بتحرّكات جديدة بحثا عن حلفاء جدد، حتى لو مع أبرز خصومه التقليديين، وهو إياد علاوي، حيث جمعهما لقاء غير متوقع، مساء أمس الإثنين.

وفي تصريح صحافي له، أكد المالكي أنّه "من غير المقبول أن تتأخر الانتخابات، وأنّ ذلك سيدفع باتجاه فراغ دستوري وتشكيل حكومة طوارئ"، مبينا أنّ "هناك حكومة جاهزة في الخارج قد تأتي لحكم العراق".

وحذّر من "خطورة هذه المرحلة التي يُقبل عليها العراق"، داعيا إلى "الوقوف صفا واحدا في وجه المؤامرات التي تُحاك ضد هذا البلد".

على الصعيد السياسي، بدأ المالكي بتحركات سياسية بحثا عن حلفاء جدد، لتشكيل تكتل جديد لخوض الانتخابات المقبلة، وقد جمعت هذه التحركات بينه وبين رئيس ائتلاف الوطنية، إياد علاوي.

وقال مصدر سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجانبين عقدا لقاء مشتركا، ركّزا فيه على بحث إمكانية التوافق بشأن التكتلات الانتخابية المقبلة، وإمكانية التقارب بينهما"، مبينا أنّ "كلّا من الطرفين عرض مشروعه السياسي للمرحلة المقبلة، وجرى الحوار بشأنها".

 



وأوضح المصدر، أنّ "اللقاء سادته أجواء من التفاهم والأريحية"، ولم يصدر أي قرار بشأن تشكيل تكتل موحد لخوض الانتخابات من عدمه، مضيفا أنّ "الجانبين اتفقا على ضرورة تفعيل الحوار بينهما، وعقد لقاءات أخرى لبحث التوافق حول أحد المشاريع الانتخابية للمرحلة المقبلة".

ويلفت سياسيون ومراقبون، إلى أن المالكي "بدا محبطا ومرتبكا، بسبب استشعاره خطورة المرحلة، والتي قد يفشل في تحقيق طموحاته السياسية فيها".

وقال القيادي في التيّار المدني، هادي الخفاجي، إنّ "المالكي بتوجهاته المتطرفة وتوجهه نحو الطائفية والتأسيس لدولة عراقية دينية متطرفة، أفقدته الكثير، وقد وجد نفسه اليوم معزولا عن الشعب إلّا من أولئك الذين اشترى ذممهم، الأمر الذي تسبب في إحباط كبير له"، مبينا أنّ "هذا الإحباط أفقده توازنه، محاولا تدارك ما فاته من وقت لانتشال مستقبله السياسي".

وأكد الخفاجي أنّ "لجوءه أخيرا إلى الخصوم يكشف عن مدى ارتباكه، إذ يحاول البحث عن جهات داعمة جديدة وإصلاح مواقفه السابقة معهم"، مبينا أنّ "ذلك واضح من خلال لقائه مع السفير الأميركي في بغداد، ومحاولة ترميم العلاقة مع واشنطن، واللقاء مع علاوي، ومحاولة تشكيل تحالف مشترك معه".

ورجح أن "تفشل كل مساعي المالكي بالبحث عن حلفاء جدد، لأن جميع الأطراف لا ثقة لها فيه".

يأتي ذلك في وقت يتوجه فيه البرلمان إلى إقالة مفوضية الانتخابات، والتي صوّت على عدم ثقته بأجوبتها إثر استجوابها برلمانياً. ​

 

دلالات