فصيل عربي بـ"قسد": لا نعلم شيئاً عن السلاح الأميركي

10 مايو 2017
القرار الأميركي بتسليح "قسد" كان مفاجئاً (Getty)
+ الخط -
كشف رئيس المكتب السياسي في "لواء ثوار الرقة"، محمود الهادي، اليوم الأربعاء، أن قيادة اللواء قد سمعت بموضوع الدعم الأميركي لفصائل عربية ضمن "قوات سورية الديمقراطية"(قسد) من الإعلام، مقللاً من أهمية هذه الخطوة، قائلاً "كنا نتلقى الوعود ولا نرى شيئاً".

وفصيل "لواء ثوار الرقة"، هو أحد الفصائل العربية المنضوية في إطار مليشيات "قسد"، إلى جانب فصائل تركمانية وسريانية وأرمنية، فيما تغلب على "قسد" تشكيلات الفصائل الكردية.
وقال الهادي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه "لم يتم التواصل معهم من قبل الأميركيين ولا يعلمون شيئاً عن نوع السلاح ولا موعد تقديمه ولا الجهة التي ستستلمه"، معرباً عن قناعته بأن تكون الخطوة الأميركية كسابقاتها. 

وأثار قرار أميركي مفاجئ بتسليح "قوات سورية الديمقراطية" التي تشكّل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي، ردود أفعال متباينة، إذ أملت تركيا بعدول الإدارة الأميركية عن قرارها المتعلق بتقديم أسلحة لفصيل تعتبره أنقرة "إرهابياً"، فيما رحّب قياديون سوريون أكراد بالخطوة الأميركية واصفين إياها بـ"التاريخية".

ورحّبت "قوات سورية الديمقراطية" المكونة أساساً من وحدات حماية الشعب الكردية بقرار الولايات المتحدة تزويدها بالأسلحة. وقال المتحدث الرسمي باسم الوحدات الكردية، ريدور خليل "إن قرار البيت الأبيض بتسليح وحدات حماية الشعب كان منصفاً ومعبراً عن الثقة التي خلقتها مواقف ومعارك وحداتنا نيابة عن العالم ضد الإرهاب"، وفق بيان صدر عنه.


كذلك وصف خليل قرار التسليح بـ"التاريخي"، معتبراً أنه "سيمنح زخماً قوياً لكل القوى الديمقراطية التي تحارب الإرهاب، وسيأتي بنتائج إيجابية كبيرة وسريعة".

وتضمّ قوات "سورية الديمقراطية" خليطاً غير متجانس من فصائل عربية، وتركمانية، وتتولى الوحدات الكردية مهمة توجيهها، وهي تخوض الآن معارك من أجل إحكام السيطرة على مدينة الطبقة الاستراتيجية في ريف الرقة الغربي.

من جانبه، قال مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، سيهانوك ديبو، إن وحدات حماية الشعب والمرأة "تضم سوريين من الكرد والعرب"، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن القرار الأميركي "يستفيد منه شعب سورية لجهة التخلص من الإرهاب الذي بات مشكلة عالمية وليست سورية فقط، وتحقيق مسألة التغيير الديمقراطي"، مضيفاً: "ستكون هذه الخطوة بثقل أكبر حينما يخلص المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى قرار يفيد بإقامة منطقة حظر جوي؛ منطقة آمنة على (روج آفا)، وشمال سورية"، على حدّ تعبيره.


ويطلق حزب "الاتحاد الديمقراطي"، وأحزاب كردية أخرى على محافظة الحسكة السورية تسمية (روج آفا) وتعني غربي كردستان، الأمر الذي تعتبره المعارضة السورية محاولة لتقسيم سورية.

ويأتي القرار الأميركي ليلقي المزيد من الغموض على معركة استعادة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويخلط أوراقها، إذ ترفض أنقرة أي دور للوحدات الكردية فيها، فيما يبدو أن واشنطن حزمت أمرها بالاعتماد على الفصيل الكردي ومن معه من فصائل عربية في المعركة المتوقعة بعد السيطرة على مدينة الطبقة التي تقع إلى الغرب من الرقة معقل التنظيم البارز بنحو (50 كيلومتراً).

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت، أمس الثلاثاء، أنّ الرئيس دونالد ترامب، أمر بتقديم أسلحة للوحدات الكردية، مشيرة إلى أن واشنطن ستسعى لطمأنة تركيا بشأن هذا القرار.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، دانا وايت، إن هذا القرار يهدف إلى مساعدة المسلحين الأكراد على استعادة الرقة من تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن المعركة ستكون طويلة وشاقة لكنها ستنتهي بإلحاق الهزيمة بالتنظيم.

وجاء القرار الأميركي قبيل أيام من زيارة مقررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن. ورفضت أنقرة على الفور القرار، آملة من الإدارة الأميركية العدول عنه. في موقف متوقع ربما يدفع الصراع في شمال سورية إلى مستوى الصدام المباشر بين الجيش التركي والوحدات الكردية.

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس الوزراء التركي، نور الدين جانيكلي، اليوم الأربعاء، إن بلاده تعتقد وتتوقع وتأمل بضرورة عدول الإدارة الأميركية عن هذا القرار الخاطئ.

وأشار إلى أن السياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية حيال الوحدات الكردية "لن تجلب النفع لأحد، وهي بمثابة الوقوف في خندق واحد مع المنظمات الإرهابية"، وفق تعبيره.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن جانيكلي قوله: "هذه القضية هي قضية وجود بالنسبة للدولة والأمة التركيتين، إنها مسألة بقاء. ينبغي على الجميع رؤية ذلك بشكل جيّد جداً".

ولا تخفي أنقرة تخوّفاً يتصاعد من محاولات الوحدات الكردية إنشاء إقليم ذي صبغة كردية في شمال سورية تعتبره تركيا مساساً مباشراً بأمنها القومي.