تصاعد التوتر بين مصر والسودان بعد قرار التأشيرة

08 ابريل 2017
أكد ناشطون سودانيون على الأخوة بين الشعبين (الأناضول)
+ الخط -
تصاعدت حدة التوتر بين مصر والسودان، في أعقاب قرار الخرطوم بفرض تأشيرة دخول للأراضي السودانية على الذكور المصريين القادمين إليها من سن 18، وحتى50 عاماً، تطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل.

ودشن عدد من النشطاء المصريين "هاشتاغا" بعنوان  #مصر_بتشتم ، على موقع تويتر للتغريدات القصيرة، فوجهوا فيها إساءات للسودان حكومة وشعبا في أعقاب القرار الخاص بتأشيرة الدخول.

وربط النشطاء المصريون المهاجمون للسودان، المعروفون بأنهم من التابعين للجان الإلكترونية الداعمة لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بين قرار فرض تأشيرة الدخول على المصريين، وإعلان الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، الثلاثاء الماضي، التكامل بين بلديهما، وتوحيد المواقف تجاه التهديدات الخارجية.

وأكد ديسالين الذي تشهد العلاقة بين بلاده وبين القاهرة توترا، بسبب سد النهضة الذي تؤكد كافة التقارير الفنية تأثيراته السلبية على حصة القاهرة من مياه النيل، أن أي تهديد للسودان هو تهديد للأمن القومي الإثيوبي، مؤكدا عمل الدولتين مع بعض برؤية مشتركة، خاصة في التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي والسياسي.

وشدد على أهمية الاستفادة العادلة من مياه نهر النيل، مشيرا إلى أن السودان يحصل على 300 ميغاوات من الكهرباء من إثيوبيا، وستتم زيادتها إلى خمسمئة ميغاوات من سد النهضة.

في المقابل أكد نشطاء وقيادات شبابية سودانية على احترامهم للشعب المصري وتقديرهم لطبيعة العلاقة التاريخية بين الشعبين، مع اضطرار بلادهم للإقدام على قرار التأشيرات كنوع من التعامل بالمثل، خاصة في ضوء الإساءات الإعلامية المتواصلة من جانب الإعلاميين المصريين تجاه الشعب السوداني والتي وصلت حد الإساءات العنصرية.

ما سبق عبر عنه رئيس اتحاد طلاب جامعة العلوم والتكنولوجيا بالخرطوم أحمد محمد المهندس، قائلا في بيان باسم الاتحاد: "الأخوة الأشقاء من دولة مصر العريقة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحن كشعب سوداني نكن لكم كل الاحترام والتقدير، ولكن ليس باليد حيلة في ما تفعله السياسات وبعض الأيادي الدسيسة".

وتابع: "في الفترة الأخيرة قام بعض من الإخوة الإعلاميين المصريين بالإساءة للشعب السوداني الذي كان طوال عهده رهن إشارة أبناء الفراعنة (في الحلوة والمرة)".

وأضاف: "صدقوني لم يقم الإعلام السوداني برد تلك الإساءة والهجمات الشرسة بنفس الطريقة التي تعامل بها الإعلام المصري مع إخوته السودانيين أبناء جلدتهم، ولكن صدقوني كنا نتألم من الداخل ونحن نشاهد كل يوم إعلاميين بقدر (عمرو أديب) ذلك الثعلب الذي يتلذذ بنهش لحوم السودانيين".

واختتم المهندس بيانه الذي نشره على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك قائلا: "صدقوني لن نتخلى عن كلمة الإخوة والأشقاء لأننا علي ثقة تامة أن تلك العلاقة التي يربطها الدين قبل العرق والحب قبل الحدود لا يجب أن تصل لهذا السوء".

يأتي هذا في الوقت الذي رفض فيه مسؤول بالسفارة السودانية الرد على تصاعد الإساءات من النشطاء المصريين بحق الشعب السوداني، مكتفياً بالقول  "إن ما تشهده العلاقات من توتر ربما يكون أمرا مفهوما في أعراف السياسة التي تقوم في الأساس على مصالح الشعوب"، مشدداً على أن ما يهم الحكومة السودانية في المقام الأول هو مصالح الشعب السوداني، ومؤكدا على أن أي تحرك قامت به السودان في ملف سد النهضة لم يكن المقصود به الإضرار بالمصالح المصرية على الإطلاق، لافتا إلى أن الحكومة المصرية نفسها سعت لعلاقات اقتصادية جيدة مع إثيوبيا.

دلالات