مأزق الفصائل في عين الحلوة: بلال بدر لم "يختفِ"

11 ابريل 2017
لم تنجح القوة المشتركة بحسم المعركة مع بدر(حسين بيضون)
+ الخط -
تضاربت الدعوات لأهالي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان، بين العودة إلى منازلهم مع التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء، وبين الدعوات للتريث بالعودة بسبب تجدد الاشتباكات ودوي القذائف الصاروخية في الأرجاء. واختلطت أصوات الرصاص الذي أطلقه المسلحون الغاضبون خلال تشييع قتلى الأيام السابقة، مع أصوات الاشتباكات التي أعلنت عودة الإسلامي المُتشدد بلال بدر إلى معقله في حي الطيري بعد ساعات قليلة من إعلام "الفصائل الإسلامية المُعتدلة" لفصائل القيادة الفلسطينية الموحدة عن تجديد بدر وجماعته الموافقة على التواري وإعلانه مطلوباً للقوة المشتركة، كحل وسط بين إصراره على البقاء في معقله بحي الطيري وبين إصرار الفصائل على "إنهاء حالة بلال بدر وتفكيك مربعه الأمني في المخيم".

وتجددت الاشتباكات بعد إعلان أمين سر الفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، "اعتبار بلال بدر فاراً مطارداً ومطلوباً للقوة المشتركة، وانتشار القوة في كل المخيم وفق مقتضيات الحاجة لحماية سكان الحي وممتلكاتهم". وأكدت مصادر فلسطينية لـ"العربي الجديد" أن المتحدث الرسمي باسم "عصبة الأنصار"، الشيخ شريف عقل، نقل للفصائل "نقض بلال بدر للعهد، وعودته إلى حي الطيري واستعداده مع مجموعة من مسلحيه لخوض اشتباكات جديدة". وهو ما أعاد الأمور إلى مربعها الأول الذي انطلقت منه يوم الجمعة الماضية، عندما فتح بدر اشتباكاً مع عناصر القوة الأمنية المشتركة عند محاولتهم الانتشار في المخيم.
وامتنعت القوة المشتركة عن الانتشار أو استئناف الاشتباك بشكل مكثف بانتظار توافق القوى الفلسطينية على خيار جديد للتعامل مع عناد بلال بدر. وأكدت المصادر الفلسطينية لـ"العربي الجديد" أن الضغوط اللبنانية زادت بشكل كبير على الفصائل "التي باتت مُطالبة من جهاز استخبارات الجيش بإنهاء ما بدأته في المخيم".

وإن كانت فترة الهدوء يوم الثلاثاء قد سمحت للأهالي بتفقد منازلهم ومحالهم التجارية في المخيم، فقد سجلت الاشتباكات مقتل 9 أشخاص بينهم مدنيون وأكثر من 40 جريحاً. وطاولت الحرائق الناتجة عن استخدام القذائف الصاروخية عدداً من المحال التجارية في حي الطيري وفي أحياء المخيم المتلاصقة، فأحرقتها. كما عطلت الاشتباكات حياة 100 ألف لاجئ يعيشون في المخيم الذي لا تتجاوز مساحته الكيلومتر المربع الواحد، والمؤسسات العامة في مدينة صيدا ومن ضمنها المؤسسات التربوية والتعليمية والمستشفى الحكومي القريب من المخيم.
وتراجعت آمال الفصائل بترسيخ فترة هدوء في المخيم مع عودة بلال بدر إلى حي الطيري. وبانتظار القرار السياسي للفصائل، إما بإعادة التفاوض مع بلال بدر أو باستئناف العمليات العسكرية ضده، يبقى الوضع الأمني في مدينة صيدا جنوبي لبنان غير مُستقر، فيما كانت العمليات قد فشلت في السيطرة على معقل بدر على الرغم من الاشتباكات العنيفة التي دارت طوال أربعة أيام. مع الإشارة إلى أن ثلاث قيادات منفصلة قاتلت بدر، وهي "القوة المشتركة" التي يتولاها عقيد من "حركة فتح" ومعه 100 ضابط وعنصر من مُختلف الفصائل الفلسطينية الإسلامية والوطنية، وقيادة "الأمن الوطني الفلسطيني" التابع لـ"حركة فتح" بقيادة اللواء صبحي أبو عرب، والقيادي المُنشق عن "فتح"، محمود عيسى "اللينو"، وذلك في مؤشر إلى حالة الخلاف الداخلي في حركة "فتح" والتي أدت سابقاً إلى انفراط عقد "القوة الأمنية المشتركة" التي كان يترأسها اللواء الفتحاوي، منير المقدح، وتالياً السماح لبلال بدر بالتمدد أمنياً داخل المخيم. وفي حين يمثّل أبو عرب والمقدح مصالح القيادة الفلسطينية في رام الله، ثبّت اللينو موطأ قدم للقيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، عبر زوجته جليلة التي زارت المخيم عدة مرات وقدمت "مساعدات" مالية ونقدية كبيرة فيه. وتؤكد مصادر فلسطينية لـ"العربي الجديد" أن إدارة هذا الصراع داخل عين الحلوة تتم من مقر قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله، وفي العواصم التي يوجد فيها دحلان. يُذكر أن بدر الذي يبلغ من العمر 27 عاماً، مطلوب للسلطات اللبنانية بجرائم عديدة، بينها الاعتداء على مراكز أمنية وعسكرية والتحضير لتفجيرات والتواصل مع إرهابيين. كما تتهمه مُختلف الفصائل باغتيال أو محاولة اغتيال 60 عنصراً وضابط أمن من الفصائل المنضوية ضمن منظمة التحرير.

المساهمون