خروج سد الفرات عن الخدمة ومهندس يحذّر من انهياره

26 مارس 2017
تكرار الضربات قد يتسبب في انهيار السد (إنترنت)
+ الخط -

حذر المهندس المدني السوري منير سويد من "كارثة" إذا استمر القصف من قبل المدفعية والطائرات على منطقة سد الفرات، قرب الطبقة في ريف الرقة الغربي، وذلك عقب إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم الأحد، خروجه عن الخدمة.

وذكرت وكالة "أعماق"، الناطقة باسم "داعش"، أن سد الفرات، خرج عن الخدمة، وأُغلقت جميع البوابات الخاصة به، بفعل الضربات المكثّفة لطيران ومدفعية التحالف الدولي.

وفي هذا السياق، أوضح سويد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "من الناحية الفنية فإن السد مصمّم لحجز كميةٍ معيّنة من المياه، وفي حال استمرار إغلاق بواباته فإن هذه الكمية ستزداد، وبالتالي تزيد الضغط عليه وقد تتجاوز طاقة تحمّله".

وأضاف أنه "على الرغم من وجود مفيض خاص للسد، ووظيفته أن يتخلّص من المياه الفائضة، إلّا أنه غير قادر على تصريف المياه بشكلٍ كامل"، لافتاً إلى أنَّ "تأكيد الطاقة القصوى لاستيعاب السد من المياه يتطلّب العودة لمعايير السد".

وقلّل المتحدث ذاته من خطورة انهيار السد بسبب حجز المياه الزائدة، لكنه أكّد أن "الخطر الحقيقي يكمن في القصف الذي يؤدّي إلى ارتجاجات وتصدّعات داخله".

وبيّن أن "الخطر الأكبر يكمن في استمرار وتكرار الضربات على مناطق قريبة من السد، والتي من الممكن أن تؤدّي لتصدّعات في جسمه"، لافتاً إلى أن "أي تصدّع في جسم السد سيؤثّر عليه بشكلٍ كامل".



إلى ذلك، تداول ناشطون أنباء تفيد بأن المساجد وسيارات الحسبة التابعة لـ"تنظيم الدولة" (داعش) جالت اليوم في مدينة الرقّة، وطلبت من المدنيين المغادرة، بسبب قرب انهيار سد الفرات في أي لحظة، وذلك بعد تعرّضه لعدّة ضربات وازدياد مخزون المياه الذي يحتجزه خلفه، نتيجة إغلاق البوابات الرئيسية للسد"، لكن هذه الأنباء لا تزال غير مؤكدة حتى ظهر اليوم الأحد، بسبب شح المصادر الموثوقة داخل مدينة الرقة، كون التنظيم يمنع المقيمين في مناطق سيطرته من التواصل مع وسائل الإعلام.

من جهته، قال الناشط الإعلامي أبو شام الرقّة إن "أكثر من مليوني شخص مهدّدون بخسارة أرواحهم وممتلكاتهم وغرق قراهم بفعل خروج سد الفرات عن الخدمة واحتمال انهياره"، مضيفاً أنه "في حال انهيار السد فإن مدينة الرقة ستغمر بالمياه بعمق 17 متراً، في حين ستُغمر مدينة دير الزور بعمق 5 أمتار، مع تدمير كامل للبنية التحتية حتى الحدود العراقية"، موضحاً أنه "منذ حوالي الشهر يتعرّض السد للقصف بالمدفعية الأميركية ومدفعية مليشيا "قسد" التي تصعّد حملتها العسكرية على منطقة السد، وتستخدم جميع الوسائل المتاحة للسيطرة عليه، بما في ذلك عمليات الإنزال الجوي والقصف المكثّف".

ولفت إلى أن "السد يُعاني من تصدّعات بسبب قلّة الصيانة وفقدان الخبرة لدى تنظيم "داعش"، فيما يتعرض بشكلٍ مستمر للقصف، وتستمر عملية إغلاق بواباته، ما سيعرّضه للانهيار".

وتعذرت مقاطعة هذه المعلومات مع مصادر داخل الرقّة، بسبب التضييق الممنهج الذي يستخدمه التنظيم ضد الوسائل الإعلامية والناشطين، غير أن مختلف الناشطين المنحدرين من مدينة الرقة وريفها الغربي ذكروا أن حالات نزوح كبيرة شهدتها المدينة صباح اليوم، بسبب سريان إشاعة احتمالية انهيار السد.

وقالت حملة "الرقة تّذبح بصمت" إن سكّان مدينة الرقة نزحوا نحو القرى المجاورة، فيما يُعتقد أن هذا النزوح جاء على خلفية الإشاعة التي تم إطلاقها حول سد الفرات.

وتبقى احتمالية أن يكون التنظيم، الذي يسيطر على منطقة السد وكافة أبنيته، قد تعمد التهويل بالأمر قائمة، بهدف الضغط على طيران التحالف و"قسد" كي يوقفوا قصفهم لمناطق نفوذه في الرقة وغربها؛ وليبعث رسائل تحذيرية من كارثة إنسانية ضخمة في حال استمر القصف وأدى لانهيار السد. 

وكما سبق أن أوضح خبراء، فإن أكثر من 300 بلدة وقرية ومدينة ستُزال عن بكرة أبيها في حال حدوث تصدّع في سد الفرات وطوفان مياهه إلى اليابسة، كما أنّ سورية ستكون خسرت واحداً من أهم مصادر المياه"، وناشدوا الأمم المتحدة والجهات الدولية لـ"الضغط على التحالف الدولي لإيقاف قصف منطقة السد، وإيجاد طريقة أخرى لطرد تنظيم "داعش"".

ووفق تقديرات مختلفة، فإن انهيار السد خلال أقل من عشر دقائق، سوف يؤدي إلى تدفق المياه إلى سد البعث، الذي يبتعد عن سد الفرات نحو 30 كيلومتراً، ويحجز في بحيرته 90 مليون متر مكعب من المياه، وستجرفه السيول لينضم إلى الكارثة متجهاً إلى الرقة، بسرعة تتجاوز 120 كيلومتراً/ ساعة، وخلال أقل من نصف ساعة ستصل المياه إلى الرقة، وتغمرها بارتفاع قد يتجاوز 20 متراً، وخلال ساعتين ستصل إلى دير الزور ومنها إلى البوكمال والعراق.