الجزائر والنيجر... اجتماع لمناقشة الأمن ومواجهة "أنصار الإسلام"

16 مارس 2017
يجتمع سلال برافيني في العاصمة النيجيرية (أمين لندلسي/الأناضول)
+ الخط -
بدأ في العاصمة النيجيرية نيامي، اجتماع رفيع المستوى بين رئيس الحكومة الجزائرية، عبد المالك سلال، ورئيس حكومة النيجر، بريجي رافيني، لمناقشة ملفات ثنائية وإقليمية أبرزها الوضع الأمني ونشاط "المجموعات الإرهابية"، في المناطق الحدودية الفاصلة بين البلدين ومنطقة الساحل.

ويركز الاجتماع على ملفات التنمية في المناطق الحدودية بين الجزائر والنيجر، في علاقة بتركيز السكان وتطوير المستوى المعيشي والخدمي لسكان المناطق الحدودية، ومنع المجموعات المسلحة من استغلال الفقر وتدني الوضع المعيشي لهذه المناطق، لكن أبرز الملفات قيد النقاش في الاجتماع الحكومي الرفيع – بحسب بيان الحكومة الجزائرية، تلك التي تتعلق بتطور الوضع الأمني في المنطقة، خاصة بعد تزايد التحديات الأمنية في المناطق الحدودية بين كل من الجزائر والنيجر ومالي، منذ إعلان تحالف بين ثلاثة تنظيمات، هي كتيبة الصحراء التابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وكتيبة "المرابطون" وحركة "أنصار الدين" وفرعها في النيجر "كتائب ماسينا"، وإعلانها إنشاء تنظيم مسلح جديد باسم "أنصار الإسلام"، بقيادة زعيم "أنصار الدين" إياد غالي، والذي كان بين عامي 1996 و2001 سفيرا لمالي في الرياض.

وأعلن التنظيم الجديد مبايعته لزعيم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، عبد المالك درودكال، المعروف باسم "أبو مصعب عبد الودود"، والذي يقاتل الجيش في مناطق تمركزه ببومرداس البويرة تيزي وزو على محور يمتد إلى 120 كيلو مترا شرقي العاصمة الجزائرية.

وتشترك الجزائر والنيجر في كونهما ضمن دائرة الاستهداف للتنظيم الجديد، الذي تحصي بعض التقارير عدد عناصره بألفي عنصر، ويستفيد من السلاح الليبي المنتشر بسبب الفوضى التي تشهدها ليبيا، خاصة وأنه يضم كتيبة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة المتمركزة في الجزائر من جهة، وكتائب ماسينا التي تتمركز وسط النيجر وتقاتل الجيش النيجيري، ما يفرض رفع مستوى التعاون الأمني والتنسيق الاستخباراتي بين البلدين. 

ويرى المحلل المختص في الشؤون الأمنية، أحمد ميزاب، أن اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية النيجيرية يعقد بالدرجة الأولى من أجل تقييم مدى نجاعة التنسيق، والتعاون في المجال الأمني، ولتنسيق مجابهة التحديات الأمنية المشتركة إقليميا أو محليا بين الجزائر والنيجر.


ويقدر الخبير في الشؤون الاستراتيجية، قوي بوحنية، أن العمق الأمني للجزائر يشمل دول الجوار والنيجر أساسا، وأن التحديات الأمنية الجديدة تفرض مزيدا من التعاون بين الجزائر والنيجر ومالي، خاصة مع محاولة التنظيمات المسلحة العودة لتحريك رمال منطقة الساحل.

وقبل أسبوعين تفقد رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق قايد، أحمد صالح رفقة، وفدا عسكريا واستخباراتيا رفيعا، في المناطق الحدودية مع مالي والنيجر، بعد يومين من إعلان تشكيل تنظيم "نصرة الإسلام"، وجدد قائد أركان الجيش الجزائري حينها تحذيراته لوحدات الجيش في مناطق الجنوب والصحراء والحدود الجنوبية مع مالي، من أي تراخ في "مكافحة الإرهاب" ومتابعة تحركات التنظيمات المسلحة.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، نقلت قيادة الجيش الجزائري أكثر من 35 ألف جندي  لتعزيز القوات على الحدود، بسبب تزايد التهديدات في المناطق الحدودية القريبة من ليبيا ومالي والنيجر، إضافة إلى إنشاء 28 موقعا عسكريا متقدما على طول الحدود الجنوبية، وتسيير دوريات عسكرية مشتركة بين قوات الجيش وحرس الحدود لمنع تسلل المجموعات المسلحة وتهريب الأسلحة. وزاد حجم ترسانة الأسلحة التي تكتشفها وحدات الجيش الجزائري في مناطق الصحراء والحدود الجنوبية، من مخاوف القيادة العسكرية الجزائرية من وجود مخططات لاستهداف في العمق الجزائري.