المغرب: نشطاء الحسيمة يدعون الدولة إلى الحوار

08 فبراير 2017
الأمن ينفي وجود اعتقالات (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -
عقب أيام قليلة بعد الاحتجاجات الأخيرة في بعض مناطق مدينة الحسيمة، الواقعة في أقصى شمال المغرب، والتي اتسمت بمناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن، دعا نشطاء الحراك الاحتجاجي بالريف السلطات المعنية في البلاد إلى إرساء جسور الحوار مع سكان المنطقة.


وأوردت لجنة الإعلام والتواصل في "حراك الحسيمة"، ضمن بيانها، اليوم الأربعاء، أن "الحوار أسلوب حضاري لتحقيق المطالب، وأن النشطاء يرحبون بأية مبادرة جادة ومسؤولة للحوار، قصد حصول انفراج الوضع، والتعامل الجدي مع الملفات المطلبية المطروحة".


وعبر النشطاء عن تفاؤلهم في نتائج الزيارة التي قام بها الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي الضريس، إلى مدينة الحسيمة، حيث اجتمع مع ممثلي السلطة والمجتمع المدني، مؤكدين أن الزيارة "يتعين أن تساهم في انفراج الوضع، بدل المزيد من الاحتقان وحصار مدينة الحسيمة".


ولم يفت ناشطي الحراك الاجتماعي، الذي انطلق منذ مقتل بائع السمك، محسن فكري في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد فرمه بواسطة آلة فرز القمامة داخل شاحنة للنفايات، إذ كان يحاول استرداد بضاعته التي صادرتها السلطات المحلية، أن ينددوا بما سموه أسلوب العنف والسباب ضد المتظاهرين السلميين.


وفي هذا الصدد طالب الناشطون بوقف ما وصفوه "عسكرة إقليم الحسيمة والريف عموماً، من خلال انتشار الحواجز الأمنية في كل الطرق والمنافذ المفضية إلى المدينة ونواحيها"، لافتين إلى أن "الضرورة تفرض خلق جو من الاطمئنان لرفع الحصار النفسي عن الساكنة حتى تشعر بالأمن والأمان".

دعوة النشطاء إلى الحوار مع الدولة، وسرعة المبادرة لتجاوز الوضعية المحتقنة بمنطقة الريف، لم يستسغه آخرون ممن اعتبروا هذه الخطوة استسلاماً وتراجعاً عن المطالب الاجتماعية التي لا يمكن أن تلبى إلا بالاحتجاجات، بينما قال نشطاء إن "الدعوة إلى الحوار لا تعني أبداً التوقف عن النزول إلى الشارع، والمطالبة بحقوقنا المشروعة".


وعرفت مدينة الحسيمة، وخاصة بإيمزورن وبوكيدان، في الأيام الأخيرة، مواجهات قوية بين المحتجين والعناصر الأمنية التي استخدمت خراطيم المياه، وحدث التراشق بالحجارة، ما أفضى إلى خسائر مادية، وجروح بعض المتظاهرين، وهو ما نفته إدارة الأمن التي أكدت أنه لم تحدث أية إصابات ولا أية اعتقالات في صفوف المتظاهرين.