"الحشد" يمهل قبائل شمال الموصل 72 ساعة لمغادرة منازلهم

07 فبراير 2017
تواصل مليشيات الحشد انتهاكاتها في الموصل (Getty)
+ الخط -



لم تنته معركة استعادة السيطرة على محافظة نينوى، فما زالت المواجهات على أشدها في مدن وبلدات عدة من المحافظة، إلا أن مليشيات "الحشد الشعبي" ومن خلال فصائلها التي بدأت التحرك والتوغل في مناطق عدة من المحافظة، باشرت بعمليات انتقامية تجاوزت عمليات القتل والخطف أو حتى الحرق والسرقة، حيث أعطى أحد قادة تلك المليشيات مهلة مدتها 72 ساعة لمغادرة مئات العوائل من القبائل العربية في بلدات وقرى مدينة تلكيف، على بعد 20 كلم شمال الموصل.


ونشرت وسائل إعلام عراقية محلية، تسجيلاً للمدعو آسو حبه، قائد ما يعرف بـ"الحشد المسيحي"، وهو أحد التشكيلات التي خلقتها المليشيات مؤخراً كغطاء لتشريع تغلغلها في المناطق ذات الغالبية المسيحية بمحافظة نينوى، ولا تحظى بقبول أو اعتراف من مسيحيي العراق ولا كنيسة الموصل.

وهدد حبه في التسجيل، مجموعة من الأهالي باستخدام الجرافات لطردهم من منازلهم خلال 72 ساعة، في حال لم يغادروا بأنفسهم، زاعماً أنه هو الحكومة والسلطة الآن، وهذه أراض تاريخية للمسيحيين، ولا يمكنهم البقاء فيها بعد اليوم.

ويعود تاريخ تواجد قبائل شمر، وعبيد، وعنزة، وجبور، وقحطان، في المنطقة إلى قرون طويلة، ويعيشون إلى جانب الأكثرية المسيحية بالمنطقة، وتعرضوا لجرائم تنظيم "داعش" كحال باقي سكان المحافظة.

وتستخدم المليشيات لتهجير السكان حجة أو ذريعة "مساعدة "داعش" أو التعاطف معه"، وهي عبارات باتت تتداول حتى في الأوساط الرسمية والقضائية العراقية، ولا غطاء قانونيا لها، كما أنها تفتقر بالعادة إلى أي أدلة أو وثائق تشير إلى صحة هذا الادعاء.

ويقول سكان المنطقة وسياسيون عراقيون إن "الهدف من ذلك، كله هو التغيير الديموغرافي والسماح بتنفيذ مشروع طريق طهران ــ دمشق، الذي يمر عبر محافظة نينوى قادماً من ديالى شرق العراق، مروراً بكركوك، ثم الموصل، ثم دير الزور، عبر منطقة ربيعة الحدودية".

وتوعّد آسو حبه، المعروف أيضا باسم "آسو المنبوذ"، لعدم اعتراف الكنيسة أو الطائفة المسيحية في العراق بزعامته على ما يسمى "مليشيا الحشد المسيحي"، بقتل كل العائلات التي "لن تمتثل لأوامره وترفض الخروج خلال المدة التي حددها لهم".

واتهم العائلات بالاستيلاء على أراضي المسيحيين ومزارعهم، إبان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وهو ما نفاه الأب حنا بطرس من الموصل في حديث لـ"العربي الجديد" قائلا إن "آسو وجماعته لا يمثلون المسيحيين، وهم باعوا أنفسهم للشيطان".

يشار إلى أن آسو حبه، هو أحد قيادات مليشيات الحشد الشعبي وهو منتمٍ لمليشيا بدر التي يقودها عضو البرلمان العراقي والوزير السابق هادي العامري، وهو مطلوب قضائيا، على خلفية قيامه بتعذيب نازحين عزل، وإعدامهم خلال معركة تكريت، أثناء مشاركته في القتال ضمن صفوف مليشيا بدر.

بدوره، قال الشيخ محمد الشمري، وهو أحد زعماء شمر العراق لـ "العربي الجديد" إن "الحكومة غائبة وإيران تأمر وهناك من ينفذ"، مبيناً "ما كنا نخشاه قد وقع فعلا والجميع ساكت عن تلك الجرائم".

ولفت إلى أن الأمم المتحدة لا تحاول التدخل وتتخذ موقف المتفرج وفي أحسن الأحوال الوسيط، موضحاً "دستوريا فإن للعراقي الحق في الإقامة بأي مكان بالعراق، ولا يحق طرده ولا هدم منزله، كما أنه لا يحق محاسبة الشخص بجريمة شقيقه أو ابن عمه أو قريبه، لكن ما يحدث اليوم يؤكد أن العراق تحكمه شريعة الغاب".