خطوات متسارعة نحو مركز الموصل: آخر أيام المجمّع الحكومي

01 مارس 2017
المجمّع الحكومي بات بمرمى نيران القوات العراقية(أريس مسينيس/فرانس برس)
+ الخط -


تواصل القوات العراقية خطواتها المتسارعة باتجاه مركز مدينة الموصل في الساحل الغربي، على الرغم من المعوقات التي تواجهها من قِبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مستفيدة من الغطاء الجوي الكثيف الذي يوفره طيران التحالف الدولي لها، بينما تزداد المعركة تعقيداً كلما اندفعت القوات أكثر إلى الأمام. ومع وتيرة التقدّم المستمرّة، أصبح المجمّع الحكومي في مرمى نيران القوات العراقية، التي تسعى لاجتياز دفاعات التنظيم والتي عزّزها أخيراً، لأجل الوصول إليه، لما يشكّله هذا المجمّع من أهمية استراتيجية ميدانية ومعنوية أيضاً في سير المعركة.
وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القطعات العراقية تواصل تقدّمها في المحور الجنوبي للموصل، وانتزعت مناطق جديدة من قبضة التنظيم الذي يتراجع أمامها"، موضحاً أنّ "الشرطة الاتحادية أكملت تطهير حيي الجوسق والطيران بشكل كامل، وأصبحت على محيط بلدتي الدندان والدواسة اللتين تعدان من أهم مناطق الموصل والطريق نحو المجمّع الحكومي ومركز المدينة". وأضاف أنّ "القوات العراقية سيطرت أيضاً، وبعد اشتباكات مع عناصر داعش ودفاعاته، على المنطقة الصناعية، واستطاعت الانتشار فيها، وهي تعمل على تطهير الجيوب المتبقية لداعش داخلها"، موضحاً أنّ "فرقة الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية اقتحمت دفاعات داعش حول منطقة قصر المطران، وتوغّلت في عمق البلدة التي تعد من أقدم مناطق المسيحيين في الموصل".
من جهتها، أكدت النائب عن محافظة نينوى، انتصار الجبوري، أنّ "القطعات العراقية تخوض اشتباكات مع عناصر داعش في محيط الدواسة وفي الشارع الرابط بينها وبين منطقة الطيران ومنطقة النبي شيت". وقالت الجبوري، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "الكفّة مع القطعات العراقية التي أحرزت تقدّماً سريعاً، ونيرانها بدأت تصيب المجمّع الحكومي المهم جداً بالنسبة لحسم المعركة"، لافتة إلى أن "أهالي الموصل متفائلون بقرب الوصول إلى المجمّع وتحريره على يد القطعات العراقية".
وأشارت إلى أنّ "الوصول إلى المجمّع يعني الوصول إلى قلب المدينة، ويعني قرب تحقيق الانتصار الكامل في الموصل"، موضحة أن "المجمّع هو مركز المدينة ولا يتبقى بعده سوى أحياء 17 تموز والرفاعي والنجار وغيرها من الأحياء المفتوحة التي سيكون القتال فيها أسهل من المركز، إذ إن تعداد سكانها أقل بكثير من سكان المركز".


ويشغل المجمّع الحكومي الواقع في منطقة باب الطوب التابعة لبلدة الدواسة، مساحة كبيرة، ويضم مبنى المحافظة ومجلس المحافظة وقائمقامية الموصل والدوائر الأمنية والخدمية الأخرى. واستُخدمت هذه المباني كمجمّع حكومي بعد العام 2003، إذ كان مبنى المحافظة الحالي نفسه مبنى المحافظة قبل دخول القوات الأميركية لكنّه شهد توسعاً في المباني، بينما كان مبنى مجلس المحافظة الحالي مبنى الاتحاد العام لنساء العراق، وتقع هذه المباني في مربع مركز المدينة.
من جهته، أكد رئيس الفريق الهندسي للفرقة الثالثة في الشرطة الاتحادية، صلاح صباح، أنّ "مسلحي داعش يستخدمون كل الأساليب للحفاظ على بقائهم في هذا الجانب". وقال، في تصريح صحافي، إنّ "التنظيم زرع العبوات الناسفة ووزع المفخخات في كل الطرق والمباني، الأمر الذي أبطأ تقدّم القطعات العراقية".
إلى ذلك، بدأ الجيش العراقي بنصب أول جسر عائم يربط بين ساحلي الموصل الشرقي والغربي، لنقل القطعات والتعزيزات العسكرية عبره. وذكر مسؤول محلي، أنّ "الفرق الهندسية العسكرية، باشرت فعلياً بنصب أول جسر عائم باتجاه مطار الموصل، وسيشكّل طريقاً سالكاً للقطعات والتعزيزات التي سترسل باتجاه الساحل الأيمن"، لافتاً إلى أنّ "خروج الجسر الرابع، الذي سيطرت عليه القطعات العراقية، عن الخدمة أوجد ضرورة لنصب هذا الجسر كبديل عنه لتواصل تدفق القطعات المقاتلة، وعدم تباطؤها في سير المعركة".

المساهمون