"ميدل.إيست.آي": إعفاء الجبير من الخارجية السعودية وتعويضه بخالد بن سلمان

09 ديسمبر 2017
انتقادات أميركية للسياسة الخارجية السعودية (مارك ويلسون/ Getty)
+ الخط -
تحدثت أنباء عن إعفاء وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من منصبه أمس الجمعة، وتعويضه بالأمير، خالد بن سلمان، الشقيق الأصغر لولي العهد، بحسب ما نقل عدد من المنابر الإعلامية بينها "ميدل ايست آي"، و"المصدر نيوز".

وذكر موقع "ميدل إيست آي" أن مصدرا دبلوماسيا، رفض الكشف عن هويته، أكد أيضا أنه تم اتخاذ قرار إعفاء الجبير.

في المقابل، لفت "ميدل إيست آي" إلى أن موقع "المصدر نيوز" قام بتغيير مصدر الخبر، وربطه بموقع إخباري عربي نقل قصاصة قال إن مصدرها وكالة الأنباء السعودية "واس". وأفاد "ميدل إيست آي" بأنه قام بالبحث عن القصاصة المذكورة إلا أنه لم يعثر عليها على منصات "واس".

كما أضاف الموقع أنه حاول التواصل مع الحكومة السعودية للحصول على تعليقها حول الخبر، إلا أنه يصعب القيام بذلك.

ويشغل الأمير خالد حاليا منصب سفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأميركية، وتلقى تدريبات عسكرية بقاعدة "كولومبوس" الجوية بمسيسيبي، وكان طياراً لطائرة "إف 15" في صفوف القوات الجوية السعودية.

أما الجبير فخلف في منصب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في عام 2015، وكان ثاني وزير خارجية في تاريخ السعودية من خارج العائلة الحاكمة. وقبل ذلك كان الجبير يشغل منصب سفير السعودية بالولايات المتحدة.

وحسب "ميدل إيست آي"، يأتي خبر إعفاء الجبير في خضم سلسلة من الانتقادات التي تتلقاها السياسة الخارجية للسعودية بواشنطن في الأيام الأخيرة.

وأمس الجمعة، حث وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، السعودية على تبني نهج مدروس وإمعان النظر في سياستها إزاء المسائل الإقليمية، مع تنامي القلق حيال انخراط السعودية في اليمن وسياستها إزاء لبنان وقطر.

وقال تيلرسون "في ما يخص التعاطي السعودي مع قطر، وكيفية إدارة حرب اليمن، والوضع في لبنان، أعتقد أن علينا تشجيعهم على أن اتخاذ قراراتهم بصورة مدروسة أكثر، وأن يمعنوا النظر أكثر في هذه الإجراءات، وأن يأخذوا في الاعتبار كل العواقب، في رأيي".

ويعد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، حليفا مقرباً للولايات المتحدة، واستضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أول زيارة خارجية له. كما تدعم واشنطن ولي العهد، محمد بن سلمان، في خططه للإصلاح الاقتصادي وجهود مكافحة الفساد. لكن ولي العهد الممسك عمليا بزمام الأمور شرع في سلسلة من مغامرات السياسة الخارجية الخطرة التي هددت الاستقرار الإقليمي، ما أثار حنق بعض حلفاء واشنطن وعقّد من أهداف السياسات الأميركية نفسها.

وهذا الأسبوع، ظهر الغضب الأميركي إلى العلن، مع طلب ترامب من السعودية إيقاف حصارها المفروض "فورا" على شحنات المساعدات الواردة لليمن، حيث تشن حملة عسكرية ضد الحوثيين.

وتصنف الأمم المتحدة الأزمة في اليمن بصفتها أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ تقدر حاجة 17 مليون يمني للغذاء، يعاني سبعة ملايين منهم خطر المجاعة، فضلا عن وباء الكوليرا الذي قتل أكثر من ألفي شخص. وفرضت السعودية حصارا على مرافئ اليمن ومطار صنعاء بعد أن أطلق الحوثيون صاروخا باتجاه مطار الرياض في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت.

وكشف تيلرسون الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، مزيداً من التفاصيل عن طلب ترامب إنهاء حصار اليمن. وقال تيلرسون "دعونا، والرئيس ترامب نفسه دعا هذا الأسبوع، إلى إنهاء الحصار على اليمن تماما وإعادة فتح كافة موانئه". وتابع أن فتح الموانئ اليمنية يجب أن يطبق "ليس فقط على المساعدات الإنسانية بل أيضا على الواردات التجارية، حيث إن 80 في المائة من الغذاء يصل في شحنات تجارية. نطالب السعودية بالسماح بدخول هذه الشحنات".

ويعتقد أن السعودية لعبت دورا في الأزمة السياسية الأخيرة في لبنان، التي بدأت بإعلان رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، استقالته عبر التلفزيون من الرياض. وعاد الحريري إلى منصبه، والتقاه تيلرسون الجمعة في باريس. ويعتقد أن ولي العهد السعودي ضغط عليه لتقديم استقالته كجزء من حملته ضد إيران وحليفها اللبناني "حزب الله"، المشارك في الائتلاف الحكومي في لبنان.

 كما تعد السعودية المحرك الرئيسي للقطيعة الدبلوماسية الكبيرة التي أعلنتها في يونيو/حزيران مع البحرين والإمارات ومصر ضد قطر. وأعلن تيلرسون دعمه مساعي الكويت في التوسط لحل الخلاف. وفرضت الدول الأربع على قطر حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة. 

المساهمون