تنديد واسع بالفيتو الأميركي ضد قرار دولي بشأن القدس

19 ديسمبر 2017
E868C7B7-3688-4C07-A594-BB9A2488067B
+ الخط -

توالت ردود الفعل الدولية المنددة باستخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يقضي ببطلان قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

ووصفت الرئاسة الفلسطينية، الإثنين، استخدام الولايات المتحدة الأميركية الفيتو، بأنه "استهتار بالمجتمع الدولي".

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، لوكالة "فرانس برس" إن "استخدام الفيتو الأميركي مدان وغير مقبول ويهدد استقرار المجتمع الدولي، لأنه استهتار به".

وأضاف أبو ردينة "هذه الخطوة الأميركية سلبية وفيها تحدٍ للمجتمع الدولي، وستسهم في تعزيز الفوضى والتطرف بدل الأمن"، مؤكدا أن واشنطن "أكدت عزلتها، وعلى المجتمع الدولي العمل الآن على حماية الشعب الفلسطيني".

كما أعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن بلاده تعتزم الدعوة إلى اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق "رويترز"، بعد الفيتو الأميركي.

وكانت أوساط فلسطينية قد حذّرت، غداة التصويت على القرار في مجلس الأمن، من أنّها ستتوجّه إلى الجمعية العامة لاعتماد قرار أممي آخر بشأن القدس، علمًا أن كلّ دولة عضو في الجمعية العامّة تمتلك صوتًا واحدًا كالأعضاء الآخرين. لكن القرارات الصادرة عنها غير ملزمة.

حماس

من جانبها، قالت حركة "حماس"، في بيان صحافي، ليل الإثنين، إن استعمال الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار بشأن القدس يؤكد أن الرهان عليها كوسيط نزيه في إيجاد حل للقضية الفلسطينية رهان خاسر ومضيعة للوقت.

وذكرت الحركة أنها كانت تأمل في انعقاد مجلس الأمن لتحديد موقف المجتمع الدولي من إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، فرصة لتأكيد حقنا الثابت كفلسطينيين في القدس، وإعادة الاعتبار للقرارات الدولية بالخصوص، والتي اعتادت إسرائيل على أن تتجاوزها من دون رادع أو محاسبة.

وجددت التأكيد على أن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، ولن يغيّر أي قرار أميركي أو إسرائيلي هذه الحقيقة الراسخة، وأنّ المساس بوضعية القدس لا يمس الفلسطينيين فقط، بل يمس ملايين العرب والمسلمين حول العالم، بما تمثله له هذه المدينة ومقدساتها من مكانة وقدسية.

وطالبت الحركة، المجتمع الدولي، بالتحرك الفوري وبكل السبل، لمنع أي إجراءات تمس المدينة المقدسة، ووضعها العمراني والسكاني والديني.

كما حذّرت "حماس"، الاحتلال من أي خطوات يمكن أن تمس الأوضاع في المدينة المقدسة، سواء على المستوى الديموغرافي أو العمراني أو أوضاع المقدسات فيها، وسيدفع ثمن جرائمه بحق شعبنا ومقدساته.

ودعت الحركة، السلطة الفلسطينية والرئيس عباس، إلى "انتهاز هذه الفرصة للتخلص من اتفاقيات أوسلو المشؤومة، التي كانت السبب الأساس فيما وصلنا إليه من أوضاع مأساوية، واعتبار المفاوضات جزءًا من الماضي، وكذلك التوقف فورًا عن التنسيق الأمني مع الاحتلال، والالتفات نحو ترتيب بيتنا الفلسطيني وإنجاز الوحدة والمصالحة".



قطر

وأعربت دولة قطر عن بالغ أسفها، لعدم تبنّي مجلس الأمن الدولي مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية.

واعتبرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان اليوم، موافقة 14 من 15 عضوا في مجلس الأمن على مشروع القرار، تأكيدا على رفض المجتمع الدولي التام لأي إجراءات تهدف إلى النيل من مدينة القدس والمساس بمكانتها التاريخية والدينية.

وأعربت دولة قطر عن تأييدها الأصوات الداعية إلى توجه الفلسطينيين للحصول على دعم من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن فشل مجلس الأمن في إبطال القرار الأميركي.

وجددت الخارجية القطرية التأكيد على موقف بلادها الثابت والدائم في دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني الشقيق، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

الكويت

من جهته، أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، أن العالم كله مجمع على رفض قرار ترامب بشأن القدس.

وقال الغانم إن تأييد 14 عضوًا في مجلس الأمن لمشروع القرار المصري، يعطى رسالة واضحة حول الرفض العالمي للقرار الأميركي الأحادي بشأن القدس.

وأضاف الغانم، في بيان: "هذا الإجماع الرافض لأي خطوة أحادية باعتبار القدس عاصمة مزعومة للكيان الصهيوني، يؤكد أننا لسنا وحدنا، وأن هذا العالم الحر هو الساحة التي يجب أن نتوجه إليها بالاهتمام".

الأردن


وانتقد الأردن كذلك الفيتو الأميركي، وقال المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني "إن نتائج التصويت في مجلس الأمن أكدت أن المجتمع الدولي كله يرفض القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأضاف في بيان رسمي، أنه "ورغم الفيتو الأميركي، فإن القانون الدولي يؤكد لاقانونية القرار الأميركي ولا يعترف به وبأي أثر له".

وأكّد المومني أنّ العمل سيستمر مع الدول العربية والمجتمع والدولي لمواجهة تبعات القرار الأميركي ولحشد الدعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية وبالقدس الشرقية عاصمة لها.

كما أكد مواصلة التحرك لضمان الوضع القانوني للقدس الشرقية أرضاً محتلة وعدم قانونية القرار الأميركي وتناقضه مع قرارات الشرعية الدولية وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

لبنان

بدورها، أعربت الخارجية اللبنانية، مساء الإثنين، عن أسفها لعرقلة واشنطن اعتماد مشروع في مجلس الأمن بشأن القدس، مشيدة في الوقت ذاته بتصويت 14 دولة عضوا في المجلس لصالحه.

وأضافت: "لبنان يأمل في بروز وسطاء جدد فاعلين ويتمتعون بالنزاهة، يمكنهم قيادة السلام العادل والشامل، حتى لا تسقط المنطقة في الحروب".

أما الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، فاعتبر الفيتو الأميركي "إرهابًا وتحديًا لدول العالم أجمع".

وفي حسابه على "تويتر"، غرد القره داغي: "اجتمع 15 من أعضاء مجلس الأمن ووافق 14 على قرار القدس ورفضه عضو واحد (أميركا)، فسقط القرار!!".


تركيا


وأكّد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، رداً على الفيتو الأميركي على مشروع قرار حول القدس، أنّ المرحلة المقبلة ستشهد إحالة المشروع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما بدا استمرارا للجهود التركية لمنع تغيير وضع القدس، بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وقال قالن، في تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر"، إنه "وبموافقة 14 دولة مقابل الفيتو الأميركي، تم في مجلس الأمن الدولي رفض القرار الذي سيعتبر قرار الولايات المتحدة حول القدس باطلًا".



وأضاف "كافة الدول تحركت سوياً في التصويت لصالح القرار المصري، باستثناء إدارة ترامب، والآن ستبدأ عملية إحالة مشروع القرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة".


وفي بيان أيضا، عبّرت وزارة الخارجية التركية، عن أسفها لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض، مؤكدة أن هذا الأمر "يظهر مجددًا فقدانها للحيادية" في القضية الفلسطينية.

وأضافت: "استخدام الولايات المتحدة للفيتو ضد مشروع القرار المذكور المعد مع مراعاة القانون الدولي والشرعية، ويدعو كافة الدول إلى الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي المعنية المتعلقة بالقدس، يظهر مجددًا فقدان تلك الدولة للحيادية".

واعتبرت أن "بقاء الولايات المتحدة وحيدة في التصويت يعتبر أقوى مؤشر ملموس على عدم مشروعية قرارها (الولايات المتحدة) حول القدس".

وشددت على أنه "من غير المقبول جعل مجلس الأمن الدولي عاجزًا إزاء انتهاك إرادة المجتمع الدولي، في قضية ستكون لها انعكاسات على السلام والاستقرار الإقليميين".

وجددت التأكيد على أن "تركيا ستواصل الوقوف دائمًا إلى جانب الدولة الفلسطينية وشعب فلسطين، ودعم نضاله في كافة المنابر الدولية، على رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة، والجهود المنصبة في هذا الاتجاه".

(العربي الجديد، وكالات)

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وجنود أمام مستشفى كييف بعد تعرضه للقصف، 8 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بشأن أوكرانيا على خلفية حادثة تعرض مستشفى للأطفال في كييف لقصف صاروخي، وسط تضارب الروايتين الروسية والأوكرانية
الصورة
حاخامات يهود في مجلس الأمن (إكس)

سياسة

اقتحم عدد من المتدينين اليهود، من المعارضين للحرب على غزة قاعة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك للاحتجاج على الحرب والدعم الأميركي لها
الصورة
أول قافلة مساعدات أممية تدخل شمال غربي سورية (العربي الجديد)

مجتمع

دخلت، اليوم الثلاثاء، قافلة مساعدات أممية عن طريق معبر باب الهوى الحدودي إلى شمالي غربي سورية، بعد موافقة النظام السوري و"مكتب تنسيق العمل الإنساني، وهي الأولى منذ فشل مجلس الأمن الدولي في تمديد آلية إيصال المساعدات العابرة للحدود قبل شهرين.
الصورة
مؤتمر ميونخ/ مايك بومبيو/ (Getty)

سياسة

أكّدت واشنطن، مساء الأربعاء، أنّ العقوبات الأممية على إيران سيُعاد فرضها بصورة تلقائية الأحد، وأنّ الإدارة الأميركية ستحرص على أن تطبّق دول العالم أجمع هذه العقوبات وتحترمها، في موقف يخالفها فيه معظم أعضاء مجلس الأمن الدولي.