"لوفيغارو": بعد إخراج فرنسا لميشال عون جاء الدور على الحريري

17 نوفمبر 2017
"لوفيغارو": ما حدث للحريري صادمٌ ومُهين (الأناضول)
+ الخط -
قَبِل رئيس الحكومة اللبنانية "المستقيل" سعد الحريري، الدعوة التي وجهها له الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالقدوم مع عائلته إلى باريس.

وستكون إقامته الفرنسية، كما تذهب صحيفة لوفيغارو، من "أجل رسم خريطة طريق للخروج من الأزمة في لبنان"، قبل أن يعود إلى هناك للقاء رئيس الجمهورية والحسم في موقفه النهائي من البقاء في الحكومة أو مغادرتها.

وقد خصصت "لوفيغارو" افتتاحيتها للنجاح الدبلوماسي الفرنسي الكبير في إخراج سعد الحريري من إقامته الجبرية في العربية السعودية، بعنوان لافت "العودة إلى الشرق"، والتي وقّعها أرنو دي لاغرانج.

وجاء في تقرير الصحيفة، أنه "بعد ما يقرب من ثلاثة عقود على إخراج فرنسا لرئيس الجمهورية اللبناني الحالي، ميشال عون، من لبنان، جاء الدور على رئيس حكومته".

ويستدرك التقرير بالقول إن "الحريري لم يأتِ لاجئاً، كما هو حال ميشال عون، بل لإقامة قصيرة"، وإن "الأمر محزنٌ للبنان، ولكنه نجاحٌ جميلٌ بالنسبة لدبلوماسية إيمانويل ماكرون. العودة إلى الشرق. وقد أصبحت فرنسا محل اتصالٍ كما أن مواقفها تُؤخذ بالحسبان".

ثم يتساءل كاتب التقرير "كيف يمكن تفسير إنصات رجل السعودية (محمد بن سلمان) القوي للرئيس الفرنسي؟ هل يتعلق الأمر بتفاهُم بين رجُلَيْن ثلاثينيَّين وإصلاحيَّين، كما يرى البعض؟".

 ثم يُضيف مُراهِناً، بأن "محمد بن سلمان وجد في الأمر مصلحة له، وباباً مشرِّفاً للخروج" وهو ما يفسّره الصحافي الفرنسي بأن "احتجاز رئيس حكومةٍ لدولة، من المفروض أنها ذات سيادة، بدأ يثير اللغط في منظمة الأمم المتحدة وأيضاً في العواصم الدولية"، إضافة إلى أن "مرور الحريري بباريس يجنّب عودةً مباشرةً إلى لبنان مثل "بطل".

ثم يشدّد الصحافي الفرنسي على أن "وصول الحريري إلى باريس يخفف من التوترات ولكنه لا يمحوها"، لأن المملكة العربية لسعودية لا تلوم الحريري، فقط، على تراخيه في مواجهة حزب الله، بل، وأيضاً، على طريقته في إدارة الأعمال"، أي أن "اللبناني (الحريري)، وقبل كل شيء، جرَفه التنظيف الكبير الجاري في المملكة".

ثم يعتبر أرنو دي لا غرانج أن "ما حدث للحريري صادم ومُهين، غير أنه ليس فيه ما يُثير الدهشةَ، إذا علمنا أن المسؤول اللبناني يمتلك الجنسية السعودية".

وتضيف الصحيفة أن "لبنان اعتاد، منذ فترة طويلة، أن يأخذ تعليماته من الرياض وطهران ودمشق". وهو ما يقرأ فيه الصحافي الفرنسي "مأساة هذا البلد، الذي تعتبر قوّة حياة سكانه مثارَ إعجابٍ أبديّ".

وتحذر الافتتاحية من أنّ "الولايات المتحدة الأميركية، التي منحت الضوء الأخضر لحملات التطهير في السعودية، ستدخل بثقلها في الأزمة"، إلا أنّها تنصح فرنسا بوجوب "مواصلة جهودها حتى لا تتحول "قضية" إلى أزمة إقليمية كبرى. وحتى لا تجرف الحرب غير المباشرة بين السعودية وإيران لبنان في دوّامة جديدة"، أي حتى لا "يُطحَن لبنان ما بين السعودية وإيران". ​

المساهمون