الخارجية الإيرانية تضم صوتها للحرس الثوري وتهدّد الإدارة الأميركية

09 أكتوبر 2017
تسعى الإدارة لتصنيف الحرس الثوري كمنظمة "إرهابية"(سكوت بيترسون/Getty)
+ الخط -
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إنه في حال قررت الولايات المتحدة الأميركية تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة "إرهابية"، فسترد بلاده على هذا بشكل قاطع وصارم، واصفاً الأمر بالخطأ الاستراتيجي الذي يأمل أن تتنبه له الإدارة الأميركية.


وأضاف قاسمي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الذي عقده اليوم الإثنين، أن البرنامج الصاروخي الإيراني غير متاح للتفاوض مع أي طرف من الأطراف، ليتقاطع بذلك مع تصريحات صادرة عن قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، والذي ذكر، أمس الأحد، أنه في حال إعادة فرض العقوبات على إيران وتصنيف الحرس كمنظمة "إرهابية"، فستتعامل بلاده مع الجيش الأميركي، وكأنه تنظيم "داعش"، داعياً واشنطن لإبعاد قواعدها العسكرية عن إيران كونها ستصبح في مرمى صواريخها.


وفي ما يتعلق بتفتيش المنشآت العسكرية الذي طلبته واشنطن من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي ألمح مديرها، يوكيا أمانو، إلى أنها لا تختلف عن المنشآت النووية ويحق للمفتشين دخولها، ذكر قاسمي أن أجهزة المراقبة الدولية لا تشمل المناطق والمنشآت العسكرية، مضيفاً أن الوكالة أصدرت ثمانية تقارير رسمية منذ التوصل للاتفاق كلها أثبتت التزام بلاده بما عليها من تعهدات في نصه. وقال إنه في حال طرحت الوكالة ملف التفتيش مجدداً فسترد إيران على الأمر في حينه.


وركز في تصريحاته أيضاً على الأجواء المتوترة، والتي تسبق الإعلان عن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المتعلق باستمرار عمل واشنطن بالاتفاق النووي، قائلاً إن هناك حالة من التوتر ونأمل أن تتخذ واشنطن القرار الصائب، مؤكداً أن طهران تتابع كل التطورات عن كثب وستعرف كيف تتعامل معها.


وفي الوقت الذي تراهن فيه طهران على موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لاستمرار العمل بالاتفاق، ذكر قاسمي أنه من غير المناسب أن يغير أي طرف وجهة نظره حوله في الوقت الراهن، معتبراً أن المواقف الفرنسية غير مقبولة، رغم أنه ذكر أن باريس على دراية بظروف المنطقة وتوقع عدم دعمها عملياً خروج الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق.


وعن ارتباط إيران بملف كوريا الشمالية، وفق ما اعتبر ترامب في وقت سابق، رأى قاسمي أن الملفين منفصلان، وأن التصريحات الأميركية متخبطة وكلها تعمل على الدفع باتجاه الضغط على إيران وشيطنتها أمام العالم.


في ذات السياق، كتب ممثل إيران في الأمم المتحدة، غلام علي خوشرو، مقالا في صحيفة نيويورك تايمز جاء فيه أن الاتفاق النووي لا يعني أن تقبل إيران إملاءات الآخرين في مسائل غير نووية، مشيرا إلى أن واشنطن نفسها قبلت الاتفاق، وأن ترامب ذاته صادق عليه مرتين منذ وصوله إلى البيت الأبيض.


واعتبر خوشرو أن الاتفاق ليس معاهدة ثنائية بين طهران وواشنطن، بل يشمل العديد من الأطراف، قائلاً إن ترامب والمتشددين في الإدارة الأميركية يعتبرونه خطأ استراتيجياً، بينما الواقع لا يدل على هذا، رافضاً أن تعتبر الولايات المتحدة الاتفاق النووي مدخلاً للضغط على البلاد عسكرياً وإقليمياً.


وفي وقت سابق، ذكر مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، تعليقاً على تصريحات قائد الحرس، أن الولايات المتحدة الأميركية لم تتوان عن إظهار عدائها لإيران باتباع كافة السبل منذ انتصار الثورة الإسلامية، معتبراً أن واشنطن تدرك مدى قوة الحرس الثوري في المنطقة، وتعلم أنه لولا تدخله لحكمت واشنطن و"داعش" كلاً من بغداد ودمشق، على حد تعبيره.







المساهمون