أمير قطر: منفتحون على الحوار وسيادتنا خط أحمر

30 أكتوبر 2017
أمير قطر: الحصار شكّل صدمة لنا (Getty)
+ الخط -


قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن الحصار شكّل صدمة للشعب القطري، مضيفاً أن بلاده منفتحة على الحوار "نريد أن ينتهي هذا الأمر، لكن ليس على حساب كرامتنا واستقلالنا".

وفي مقابلة مع الصحافي شارلي روز في برنامج "60 دقيقة"، بُثت مساء الأحد، على قناة "سي بي إس" الأميركية، قال أمير قطر إن "دول الحصار تريدنا ببساطة أن نتنازل عن استقلالنا"، معتبراً أنها "استهانت بقدرة الشعب القطري على الصمود".

وأضاف: "إذا تقدمت دول الحصار نحو الحل خطوة واحدة، سأتقدم تجاهها ألف خطوة"، لكنه شدد على أن "سيادتنا خط أحمر، ولا نقبل أن يتدخل أحد فيها".

ورأى أنه من الواضح أن دول الحصار تريد تغيير النظام في قطر، مذكراً في هذا السياق بسابقة جرت في عام 1996 في عهد الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

ولفت إلى أن الفرق يتمثل في أن دول الحصار اختارت الوقوف مع الأنظمة، بينما وقفت قطر مع الشعوب: "لقد وقفوا إلى جانب الأنظمة، وقد ظهر بعد ذلك أنّهم وقفوا إلى جانب أنظمتهم. لماذا وقفنا إلى جانب الشعوب؟ لأنها كانت تطالب بالحرية، والكرامة، وأشعر بأننا اخترنا الجانب الصحيح".

وكشف الشيخ تميم أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أبلغه أنّه لن يقبل باستمرار حصار قطر، ولن يسمح بانجرار الأزمة نحو الاقتتال، قائلا: "لقد أبلغني بوضوح، لا يمكننا أن نقبل اقتتال أصدقائنا في ما بينهم".


وحول اقتراح ترامب عقد قمة لأطراف الأزمة في كامب ديفيد، قال أمير قطر: "نعم، التقيت مع الرئيس ترامب عندما كنت في نيويورك، قبل أسابيع، والرئيس أبدى التزامه بإيجاد حل للأزمة، وأبلغته بشكل مباشر: نحن مستعدّون جدّاً، كنّا نطلب ذلك منذ اليوم الأول".

وأضاف: "كان يفترض أن يكون ذلك (الاجتماع) قريباً جدّاً، لكن ليس هناك أي رد حتى الآن".

وحول ظروف الحصار، قال الشيخ تميم إن "أكثر من 90% من البضائع التي تصل الدوحة، فضلًا عن الغذاء والدواء، يأتي عبر البر، وهذا تمّ منعه (من قبل دول الحصار). ثمة طلاب طردوا من تلك الدول، وثمة مرضى أخرجوا من المستشفيات".

وأكد أمير قطر أنه لم يكن يتوقّع الحصار: "كان صدمة.. لأنه منذ بضعة أسابيع قبل ذلك كنا نلتقي، جميعًا، في غرفة واحدة، بما في ذلك الرئيس ترامب، وكنا نناقش مسائل الإرهاب، وتمويل الإرهاب، ولم يبدِ أي أحد من تلك البلدان قلقة، لم يبلغني أي أحد بأي شيء".

وردًّا على سؤاله حول ما إذا كان أحد من الدول المحاصِرة قد طرح سببًا لشن الهجوم ضد قطر، قال الشيخ تميم: "أبدًا، بل العكس عمليًّا، لقد كنّا نثني على بعضنا البعض... ونناقش كيفيّة معالجة الإرهاب الذي يشكّل تهديدًا لبقية العالم".

وبشأن اتّهامات دول الحصار للدوحة بـ"دعم الإرهاب"، و"الإخوان المسلمين"، والعلاقة مع إيران؛ قال أمير قطر: "إيران هي جارتنا. وبالمناسبة، نحن لدينا الكثير من الخلافات في السياسات الخارجية مع إيران، أكثر منهم (دول الحصار). لكن عندما حظرت تلك البلدان، أشقاؤنا، كل شيء، الدواء والغذاء، كانت الطريقة الوحيدة لتوفير الغذاء والدواء لشعبنا من خلال إيران. وعندما يتكلمون على الإرهاب، فقطعًا لا؛ نحن لا ندعم الإرهاب".

وعن مطالب تلك الدول بإغلاق قناة "الجزيرة"، ومنحها وعدًا من الأمير بأنه لا يدعم أية جماعة إسلامية، قال الشيخ تميم: "سيادتنا خطّ أحمر، ونحن لا نقبل تدخّل أي أحد في سيادتنا. عندما تخبرني عن إغلاق قناة مثل الجزيرة، فالتاريخ سيكتب يومًا ما، بعد 50 أو 60، أو 70 سنة، كيف غيّرت فكرة حرّية التعبير كلّها في المنطقة". 

وبخصوص حركة "طالبان"، ردّ الشيخ تميم على سؤال روز قائلًا: "السبب في قدومهم هنا ليس لأننا طلبنا منهم ذلك، بل لأن أشخاصًا آخرين (طلبوا)"، وحينما تدخّل الصحافي ليسأل إن كانت الولايات المتّحدة هي المقصودة بالحديث، ردّ أمير قطر بالإيجاب، قائلًا: "نعم، الأميركان طلبوا... لقد أرادوا أن يعقدوا حوارًا، لذا سألونا إذا كان بوسعنا استضافتهم هنا وإجراء الحوار".

ورغم الحصار الذي لا يزال قائمًا حتّى اليوم، يؤكّد الأمير أن "قطر بعد الخامس من يوليو/حزيران ليست كقطر قبل ذلك. نحن فخورون بما كنا عليه. فخورون بتاريخنا. لكن بعد الخامس من يونيو/حزيران، الأمر مختلف؛ نحن أقوى".

ونجمت الأزمة الخليجية، جرّاء إقدام السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدّم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة.




(العربي الجديد)